أوراق الشتاء

نبذة عن الرواية

لو أنني اتّبعت حدسي، لقلت إن ذلك الوجه المربّع، وتلك الشعرات الكثيفة، واليدان المعقوفتان، كلها تشير إلى محمد. يبدو حزينًا، واقفًا على ضفة من الذاكرة، تفصله عن أخته مساحة لا تشبه شارعًا، بل نهرًا صامتًا يغمره الأخضر والأصفر. خيوط الحياة في الحارة تتقافز كأنها ألسنة ضوء نهاري، بينما هو لا يدرك أنها مجرد سراب من صحراءٍ تتنكر في هيئة ضوء. القباب تملأ المكان، تتكاثر حتى تكاد ترسم وجهًا أسطوريّ الملامح، وجهًا لا ينتمي لزمن ولا لمكان. تراجعت خطوة لأحتوي المشهد بعينيّ كاملًا، وأقول لكم بصراحة: لستُ رافضًا، لكنني في حيرةٍ شديدة مما أرى.