"يجب أن تفهم، أنني على الرغم من ذلك، لم أسبب لها أي ألم.. أنا لا أتسبب في معاناة أي إنسان! من يُعذبكم حتى تزهق آخر أنفاسكم هي الحياة، غريمي اللدود، تلك الحياة التي تعشقونها!"
كتاب "صديق الموت" للكاتب "بدرو أنطونيو دي الاركون" عُبارة عن رواية قصيرة وقصة طويلة.
جاءت الرواية القصيرة باسم "صديق الموت"، وتتحدث عن "خيل خيل" الذي أشفق عليه الموت من كثرة المصائب التي ألمت به، فحز بمنجله أقرب أقربائه، مما جعله يبتعد عن محبوبته. فيقرر الموت أن يتوسط له، ويصادقه، حتى يمر بتجربة لهي خيال خالص، وعجب، والكثير من الدهشة، ليتبين أن معرفة موعد وفاة الشخص، هي كنز، يجعلك من إسكافي لا تتملك قوت يومك حتى، إلى طبيب في البلاط الملكي، ينظر إليك الجميع برهبة وخوف. بدأت القصة بسيطة، وبمرور الوقت والأحداث، أصبحت أشد عُمقاً، تتناول مسألة الحياة والموت، وما قدمه المرء في حياته، وأن الشخص البائس الذي يختار الموت على الحياة، لو هيُئت له بعض الظروف العادلة، والخارقة، لاختار الحياة على الموت، ورُبما كانت هذه رمزية مُستترة من الكاتب أنك لن تحب الحياة إلا لو كنت صديقاً للموت!
القصة الطويلة بعنوان "المرأة الطويلة" وهي سريالية بعض الشيء، ومخيفة أكثر من كونها تُريد إيصال رسالة ما، فكيف لا تُرعبك تلك المرأة التي كلما ظهرت حدث لك مأساة فيتخلد وجهها بعقلك، بسواد ملابسها، وطولها الفارع، وأنفها وأسنانها غريبي الشكل!
في المجمل، تعرفت على كاتب جديد سأحرص على القراءة له لطريقة سرده الجيدة، فهو يكتب بسهولة وحميمية كأنه يقص عليك حكايات من زمن اندثر وولى، كأنها أساطير إغريقية، ولا أستطيع إغفال المجهود الجبار الذي قام به المترجم "طه زيادة" بهذا العمل، حواشي مُفيدة وتوضيحات ملائمة، ليست فقط تُزيد معلوماتك، ولكنها تُساعدك على فهم النص.
يُنصح بها.
