أناقة القنفذ

أناقة القنفذ

ل مورييل باربري

ترجمة وتقديم محمود قاسم

في مقدمة للمترجم تحدث عن صعوبة ترجمة هذا العمل حتى إنه توقف عن الترجمة وعاد إليه عدة مرات، كما انه من الأهمية أن يكون القارىء ملمًا بالفلسفة أو لا يقرأها..

استفزتني كلمة المترجم فأنا لا أهوى الفلسفة ولكن تعجبني الأعمال الروائية ذات الصبغة الفلسفية، فقررت أن أخوض في بحرها ومعي موقع جوجل يعلمني ما هي الفلسفة الظاهراتية والوجودية..

لن أنكر أنني واجهت صعوبة في بعض مشاهد الرواية الغارقة في الفلسفة ولكنني مشيت معها خطوة خطوة وتغاضيت عن بعض ما صعب علي ..

عمارة فندقية يسكن فيها مجموعة من علية القوم ومن الأغنياء في باريس، بوابة هذه العمارة خمسينية، أرملة دميمة كما تقول عن نفسها مثقفة للغاية تعشق قراءة الكتب الخاصة بالفلسفة، وثقفت نفسها بنفسها،

وطفلة حادة الذكاء فيلسوفة صغيرة تسكن بهذه العمارة مع أسرتها، تسخر من والديها وأختها مريضة الوسواس، تحب الفلسفة واليابان بكل ما فيها، تكتب اليوميات، وتقرر الانتحار في عيد ميلادها الثالث عشر، فالحياة عبثية أكثر من اللازم في رأيها..

الرواية بصوت هذه البوابة "رينيه" والطفلة "بالوما" التي وصفت السيدة رينية ب:

"لديها أناقة قنفذ، من الخارج، فهي تبدو مليئة بالأشواك كقلعة حقيقية، ولكن لدي يقين في الداخل، أكثر دهشة من القنافذ، وهي حيوانات كسولة بشكل كاذب، وحيدة بشكل عنيف وأنيقة بشكل متوحش"..

الرواية بها اسقاطات عالية على الطبقة الغنية التي تسكن العمارة، والتي لم تتأثر بموت البواب زوج رينيه فهو أساسًا غير موجود في عيونهم كي يتأثروا بموته.. على البشر الذين يضعون آبائهم وأمهاتهم في دار المسنين كي ينتظروا موتهم في وحدة قاتلة..

العمل يتحدث كثيرا عن الفلاسفة ونظرياتهم، كما يتحدث عن الكتب والأفلام وخاصة كتاب تولستوي "الحرب والسلام"..

يسكن كاكورو أوزو الياباني الثري في الدور الرابع، ويصادق الطفلة المراهقة بالوما، ويكتشف ثقافة البوابة رينيه فيرسل إليها رائعة ليو تولستوي : أنا كارنينا ويدعوها للعشاء، فهل تصعد ساكنة البوابة إلى بيوت الأثرياء لتناول العشاء والتحدث عن الفن والأدب وهي لا تملك سوى ثوب للجنائز وتعرف قدرها بين هؤلاء الصفوة؟!

تحدثت رينيه لكاكورو عن تفاوت الطبقات بينهما فتخيل أن هذا قد اختفى منذ عهد إميل زولا..

وحينما خرجا للعشاء يوم عيد ميلاده لم تعرفها بعض نساء العمارة فصرخت مشدوهة:

" لم تتعرفا علي"

أجابها بهدوء:

"لأنهما لم يرانك قط، لقد تعرفت عليكِ في أي ظروف".

تنتهي الرواية التي ستعلم القراء كثيرًا نهاية حزينة ومفرحة أيضًا فالجمال في هذا العالم كما تقول الطفلة بالوما ..

#نو_ها