اقتباسات بثينة العيسى

إن الشيء المنطقيّ الوحيد الذي تبقى لنا هو مخالفة المنطق، وأعرفُ بأنه صعبٌ جدًا، أن تستيقظ بعد ليلة قصفِ غزة لتقرأ قصيدة، أو أن تراجع تقريرًا عن خمسين مليون لاجئ حول العالم، ثمّ تسقي أصص الريحان على نافذتك، أن يصلك مقطع فيديو لطفل سوري يردّد «والله ما أكلنا شي من الصّبح « لتجلس على مائدتك العامرة وتبسمل وتأكل. نعم أعرفُ بأن الأمر لا يطاق، ولكن ما أحاول قوله، ما أريدُ فعله، هو أن أبرهن بأن الحياة، مجرّد الحياة، في ذاتها بطولة، على رأي منيف.

فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.

من العبث أن تلوذ بالعتمة من العتمة، ورغم أن الضوءَ محضُ دخيل، إلا أنه الكائن المتطفل الوحيد الذي نحبه.

"الحوار يعطينا الوسيلة لتجسيد سيكولوجية الشخصيات. يفترضُ به أن يجنبنا عناء شرح الخصائص العقلية. كل جملة في الحوار يجب أن تصف للشخصية المتحدثة

"الحوار الذي لا يدفع القصة إلى الأمام، أو يضيف إلى جوّ العمل، أو يمتلك سببًا قابلا للتعريف لوجودِه أصلا (مثل بناء الشخوص)، يجب عدّه غير ضروري، وعليه يجب إزالته

إنّ جاذبية الرواية تكمن في كونها "تأويلاً" للواقع، وليست مرآة له، ولو كان الروائي مجرّد ناقل للواقع، لانتفت الصفة الفنية عن الرواية.

"ففي الحياة الواقعية، كلّ شيءٍ مخفّف، وفي الرواية، كلّ شيءٍ مكثف".

"الوطن يا صفيّة.. هو ألا يحدث ذلك كلّه".

"عندما تقدم على كتابة قطعةِ حوار، أي حوار، تذكّر بأن تنسى. تنسى ماذا؟ بأنك تكتب حوارًا. يجب أن ننـزلق داخل شخصياتنا وأن نكونهم.

"إنّ الكاتب الذي لا يكتبُ حوارًا جيّدًا ليس كاتبًا من الدّرجة الأولى".

‫جورج في. هيغنـز

‎"‎شخصيات الرواية تحاور الكاتب وتتحاور فيما بينها، كي تصل الرواية إلى القدرة على إقامة حوار حقيقي مع قارئها، وهو مؤلفها الأخير‎".‎

‫إلياس خوري

انحنت إلى المخازن السُّفلية تبحث عن حاوية، أحست بألمٍ أسفل ظهرها لكنها لم تجرؤ على الأنين. فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.

وتساءلت إن كانَ في هذا العالم أمَّهات مثلها، يتلصَّصن على أخبار أبنائهن وبناتهن بأسماءٍ مستعارةٍ على الإنستغرام.

نحن من يصنع المعنى؟

كلّنا في النهاية نعود إلى الأرض، بعضنا يفعل ذلك أسرع من الباقين.

إنها قوانين العالم. الضعيف يدفع ثمن ضعفه، إن الأمر هو بمثابة اعتذار، فالعالم لا يتسامح مع الضعف، ولا يغفره، وإذا كانت هذه هي قوانين الطبيعة كما خلقها الله، فمن يكون هو ليقوم بكسرها؟

إذا كان عاجزًا عن تمييز الثمرة الناضجة من الثمرة الحامضة، فكيف سيحصد الدخن؟ كيف سيقطف السنابل؟ كيف سيحزم القصب؟ كيف سيجفّف العرانيس؟ كيف سيصفّي الحبوب؟ كيف سيقوم بأي شيء، كل شيء، وقد فقد هذا الشيء الوحيد الذي يملكه؛ إحساسه؟

نتف بأسنانهِ نتفةً من جلدِ المانجو، بصقه جانبًا، ثم سلخ عنها غشاءها كاشفًا عن باطنها الأصفر اللحيم، المتدفق بالعصائر.

الله ما ينسى عبيده.

لقد قالت شيئًا غريبًا في المكالمة، قالت إذا بلغت الشرطة سوف أقطّع ولدك وأبيعه؛ قلب، كبد، عين. لم أتصوّر للحظةٍ أنها تقصدُ الأمر حرفيًّا.