اقتباسات محمود درويش

لا يمكن الاقتراب منه، لأنه مدجج بربع قرن من المأساة والغضب والانفجار.‏

‫- إرهابي؟

بل جئت أعلن غيابي.‏

‫- ولماذا تقتل؟

‫• لا أقتل إلاّ القتل. لا أقتل إلاّ الجريمة.‏

‫- اذهب إلى الجحيم.

‫• أنا قادم من الجحيم.‏

‫للمرة الأولى، سأل العالم نفسه: من أخبره أنه قنبلة؟

‫- من كثرة ما ضربوه بالرصاص، تراكمت الشظايا على الشظايا، فولدت طاقة، وصار قابلاً للانفجار.

‫- أخرجوه من دائرة العالم.

ولماذا لا تموت بهدوء؟

‫• لأن الموت الهاديء حياة ذليلة.‏

‫- والموت الصارخ؟

‫• قضية.‏

‫- هل جئت تعلن حضورك؟

من حق الدول أن تقتل شعوبها والشعوب الأخرى، وليس من حق فرد أو شعب أن يقاتل من أجل حريته.

اقتلوهم؟

‫• قتلناهم، فتعلموا كلمة أخرى - العدالة.‏

‫- من علّمهم هذه اللفظة؟

‫• الظلم.. هل نقتل الظلم؟‏

‫- إذا قضيتم على الظلم، قضيتم على أنفسكم.

‫- ما العمل؟

‫• نقتل الذاكرة.‏

لا توقظوا الضحية، لئلا تصرخ.

‫- من أيقظها.. من المسؤول؟

‫• ريح تهب فجأة، فتنعش الموتى.‏

‫- من أين تهب؟

‫• من كل الجهات… من الوطن.‏

‫- ومن علمهم هذه اللفظة المهجورة؟

‫• شعراء يغنون على ربابة.‏

‫- اقتلوهم؟

‫• قتلناهم، فابتكروا لفظة أخرى - الحرية.‏

‫- من علمهم هذه اللفظة العاصية؟

‫• ثوار حماسيون.‏

ولكن سرها ليس لغزاً: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)، وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير وهي علاقة الجلد بالعظم، وليست علاقة المدرس بالطلبة.

‫لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة.

‫ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة.

لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار.

وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني.. وتركناه ينتصر. ثم جففنا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتمَّ بناء المدن والحصون والشوارع.

ليس الزمن في غزة استرخاء، ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة. لأن القيم في غزة تختلف.. تختلف.. تختلف.. القيمة الوحيدة للإنسان المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال

ومنذ أربع سنوات، والعدو مبتهج بأحلامه، مفتون بمغازلة الزمن.. إلاّ في غزة.

كنز من الصخر، والهزيمة، والشجر النادر..

‫لوكانت مدينتي الآن معي لتنازلت عن حنجرتي، وشربت الماء المثلج من جدول يسكن جبلاً.

قلت: لأعبر بين القنبلة والصلاة، على ذراعي اليمنى آثار حرب، وعلى ذراعي اليسرى آثار رب، لكنني لا أحارب ولا أصلي.

مفتوحة، تأتيها الهضاب التي لا تحصى أيام الحرب. أيام الحرب لا يحصى إلاّ الموتى. تأتيها الهضاب، والشمس، وبنادق الغزاة التي كتبوا عليها «يا أورشليم من ذهب».

اللحظة الفاصلة بين اللقاء والوداع، بين اللحم والعظم - هي هذه الحالة التي تقابل فيها القدس.

لا بد من ولادة. هل يصقلنا الموت؟ هكذا يجب أن يكون. لا بد أن يصقلنا الفرح. ستبدأ المقاومة. ستبدأ المقاومة. انتهى كل شيء. وتبدأ المقاومة. وإذا جاءك الفرح، مرة أخرى، فلا تذكر خيانته السابقة.

‫ادخل الفرح.. وانفجر!

المبدعون. لا تنتظريني، ولا تنتظري أحداً. انتظري الفكرة ولا تنتظري المفكر. انتظري القصيدة ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة ولا تنتظري الثائر. المفكر يخطئ. والشاعر يكذب، والثائر يتعب. وهذا هو اليأس الذي أعنيه».

أن أرفض أعدائي، بهذا الشكل، معناه أن أرفض وجودي. تحايل على الصيغة لكي تحتفظ ببقائك.

اليأس طاقة تفجيرية. وكانوا يسألونك: كيف ننجو؟ وكنت تكلمهم عن حقوق الآخرين، فيضيقون ذرعاً، ويقررون: ليس أمامنا إلاّ القتال. لا مفر. لن نموت بلا سلاح. الموت في ميدان القتال خير من الموت في البيت. وتتفجر فيهم حاسة مسادة الانتحارية ويشربون بشراهة كأنهم يشربون الحياة.

القوة لا تخلق الحق. ونحن أقوى من الزمن.