ربما كانت تلك مدرسة الله ليهتدي المرء لنفسه، تحتضن عُزلتك فتبرأ نفسك من صور الناس، تصير شفافة كنور مشكاة، تُمرر منها الهداية للخلق كافة، هكذا صار مُحمد الأربعيني سيد الخلق جميعًا، يهمس لنا ابن عطاء أنه كلما استوحشت الزحام تنفتح لك نافذة على الرب “مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ به”.
المؤلفون > حسام السيد > اقتباسات حسام السيد
اقتباسات حسام السيد
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات حسام السيد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتاب
جواد يبلغ منتهى وجهته
-
لكن تسعة أعشار الراحة في التخفف من الناس، ألَّا ترتهن لديهم حقيقتك وتعريف ذاتك، ذاك عين الربا، متى استودعت الناس هويتك سيردوها أضعافًا، أو ينتقصوها أضعافًا، لن يعيدوك إياها سالمة أبدًا، إنما مكسوة بألوانهم، ربما لذلك كان لكل نبي خلوته.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
في السكون شيء ما يُستعاد، ربما لذلك يتنزل الله لصلوات مُحبيه في جوف الليل، وقت السكون، عندما يكُف البشر عن التلهي ببعضهم عنه، الليل له قيامه أما النهار مشوش، شمسي، زاهي جدًّا بألوانه، صاخب جدًّا بأصواته، لتجد فيه نفسك ومناجاتك.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
الحزن ثقيل لكنه لازم لدراما حضورنا، فهو وحده مفتاح تجاوز الكبرياء، للرقيق الكامن فينا، والذي يُلهبنا خجلًا أن نعترف أننا نملكه، حال المسكين فينا.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
نحن مساكين وتلك حقيقة لا تخيف، ربما هي أكثر رحمة كثيرًا من أن تحمل ضغينة لأحدهم، أكتافنا لا تسع حمل الكراهية، محدوديتنا وافتقارنا عُذر حاضر يعتذر عن صاحبه، كلما كان مزهوًا بكبريائه أمامك، أكتافنا لا تسع سوى أنَّ تحمل رأس من نُحب وقت الحزن، دون حديث مُعاتبة، دون تكلف مُلاطفة، فقط اخلع عن أكتافك كل ما تحمله واترك من تحب ليتوسدها، ويسكن مُطمئنًا قلبه.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
تشبه الخفة، شعور بالون أفلتته يد طفل غفلة، طار البالون من يد إلهه الصغير، طفا ليرى المدينة والحدود والبحر والعالم، صار الطفل الصغير نُقطة لا تُرى، لا تُخيف، لا تُهيمن، هكذا تُخبرك الخفة كيف تنسل من يد كل سيد يظن أنَّه مالكك؟ كيف تصير كل الآلهة الأخرى من منظور رأسي صغيرة؟
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
لا ثُقل يُخالط الخفة أبدًا، سوى نور الرب في الحكاية، إذ كلما كانت مرساة الرب ثقيلة في نفسك؛ سرت الخفة في كل ما حولك، خفة الاستغناء عن كل تعلق، أن تملُك خطة بديلة للعيش مع كل فقد، ما دام الرب في قلبك. الله هو نقطة الأبدية الوحيدة في سيولة لا تجمُد، ومُتغير لا يسكُن
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أُحبُ لفظة “الخفة”؛ خفة الحضور، خفة المكوث، أنْ تستطيب كل مُقام مُمتنًا، لكن لا تألفه كفاية لتنسى كيف تكون المُغادرة، خفة الروح من كل المشاعر الثقيلة، خفة القلب من كل تعلُق مُهلك، خفة الطعام، أن تأكل دون بلوغ الشبع، فتنسد مسام الروح، وتتثاقل النفس عن أنفاسها، وتنسد منافذ العالم عنك.
خفة نسيم يتخلل البشر مُنعشًا، دون أن يُثقلهم بوعود، دون أن يُثقلهم بمكوث، دون أن يحملوه على عواتقهم، نسيم يسود لحظته لوهلة ثم يمر، تاركًا عبق لا يُخفى، خفة معروف تنفثه في العالم بلا اكتراث، لا تنتظر جزاءً، لا تنتظر شكورًا.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أن أُقبل على ما أفعل بصدق، وأتحرى نيتي، وأودع لدى الله كل جمال قصدته، ورادار الرحلة بكاملها، يُشبه الصندوق الأسود للطائرة، متى تحطمت، ومتى مزقك العالم؛ يبقى حافظًا لمقصد المرء، وإن لم يتحقق، لكل محاولات النجاة، وكل اعتذارات العطب، ثم أطمئن للنية، أو لماذا الخاصة بي؟ الأعمال بالنيات، أو بتوجه القلب، قبل هجرة الجوارح للفعل، وأخيرًا أن تُحفظ في قلب مُحب، لا بُد لكل امرئ مهما هزمه العالم من مُحب واحد على الأقل، ينتظرك بعناق لتروي له كل ما حدث، ثم يعيد هو روايته بطريقة تجعلك تنجو، تجعلك وإن انهزمت فعلت ما بوسعك.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أحدهم يحتاج استعراض بطولة له على مسامع مُحب، يحتاج أن يُرى جميلًا، يحتاج جمهور للحظة مسرح، ولو كان جمهوره صديق واحد سمع روايته ألف مرة.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
معاملة الذات بصفتها صيرورة وبصفتها منجما، من الممكن الحفر فيه أكتر عن مُمكنات أجمل، أنت مؤتمن على استحضارها للعالم، فكرة أكتر حيوية بكتير من بحث كل امرئ عن جمال نفسه في الخلق، وفكرة فيها غفران لمراحل سابقة، ماكنتش فيها ألطف حاجة، في إنتاج جديد هتكون أحسن، لأن الخسارة الأعظم للعالم بشكل كلي هو موت امرئ في قالبه الجامد، دون أن يهتدي لكل ممكن، وجميل في نفسه ممكن يغترف منه للعالم. يهمس عليُّ بن أبي طالب “المؤمن الناس منه في راحة، والنفس منه في شغل».
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
ونجاة المرء أن يحمل جنة في قلبه، وإن اختلف مسيره وتقلبه في كل بلاد الله والأماكن، وأخيرًا العافية هي زاد المرء بقدر ما يقرأ، ويستطلع أحوال وأكوان شتى فيمتن لله لخلو اختباره من بلاء لا يحتمله، وتلك مُنجيات المرء في عوالم السوء.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
الامتنان يُفسده الاعتياد، لا شيء مُعتاد، وكل ما يُمكن أن يُسلب منك جديرٌ بالاحتفال بامتلاكه كل ليلة، الامتنان رياضة المرء في اختبار الفقد كاحتمال ثم سكون القلب بيقين العافية ولو لليلة أخرى، ومن يُطارد الجمال بقلبه، وينشد السعة في روحه، لا فيما يكتنز، يُجيد الاستمتاع بما يملك وإن قل، ويجيد العودة من مُمكنات السوء بيقين العافية الحادث توًا، ويجيد استحضار الدهشة من السمع والبصر واللمس، ومن كل مُعتاد لا ينقطع مدده وروعته، وتلك أحوال لا سُلطان للعالم عليها، فمطاردة الجمال عبادةُ القلب في كل يوم وليلة، تزداد وطأتها كلما زاد التيه، وكلما استوحشت العالم أكثر.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
الأمومة لها وجهها الخفي، تنخطف الأم كل ليلة في خواطر سوء لا تنفد، حول كل سيناريوهات الهلاك التي تتربص لأبنائها، أنام ببساطة كل ليلة، وتنام هي مُمتنة قدر العالم بكل سياق سوء نجوت منه، وإن كان في رأسها وحسب، لُطف الله فيما لم يحدث، تلك حاسة مررتها لي أمي في حُبها، في خلو اختبار المرء ومُعافاته مما سُطر في قصة آخرين، ورثت عنها ذاك التقلب في كل مُمكنات السوء، ثم العودة بلذة حمد لواقع الحال، كلذة اليقظة بعد أحلام الهاوية والغرق.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
كل يوم نجوت فيه بعد موت أُمي كان همسها أن المصيبة لا تخف وطأتها ولا يصغر حجمها، إنما يتسع القلب حولها فيضمها، ويصير أقدر على السير بألمه، لا سعة في العالم، هي سعة دواخلك.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
تهمس لي أمي أنها مُضغة القلب، إن صلُحت رأى المرء لُطف الله في المصيبة، وهي تحل فيسكن، وإنْ فسدت رأى المرء النُقصان في كل مسعى فيحل عروة ثوبه وينقض غزله قبل أن يُتِمه، ساخطًا، لا يكتمل له سعي، ولا يرضى عن فعل الله، وإن غشاه في رحمته وتقلب في لُطفه.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
علمتني أمي أنَّ روح المرء تُروض عَلى مُطاردة الجمال أينما وُجد، هذا يُبقي القلب مُنشغلًا بما يُزهره حتى في قلب الوحشة، لا تحدق في قلب الظلمة أبدًا وترتعد، بل تحرك بخفة بحثًا عن نُقطة نور، وذاك هو تعريف النية، توجه المرء، وتوق القلب، وإن لم يتحقق واقعًا، مأجور عليه المرء، لأنَّ فيه خلاصه، القلب يتخلق بما يتوق له.
“السعةُ في القلبِ لا فِي العالمِ»
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أومن أن الكراهية ثقيلة، لا يحتملها القلب، فالرّهان على المحبة، وإن ثقلت يكون الغفران، وإن ثقل يكون الترك، إفلات أحدهم ربما تخفف ألطف من كراهية تحمله بها على عاتقك أبدًا.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أميل إلى السهولة وكل خصالها، اللين، الرفق، الرحمة، التغافُل… أُدرك الظُلمة في قلبي وأروضها، يُخبرنا “كارل يونج” أنَّ إدراك ظلامك الخاص هو وسيلتك لتغفر للآخرين الشر والظُلمة فيهم، إيماني يزيد وينقص كمد وجزر ليلة قمرية، الشك وقودي لفعل الخير، يحضر الله لعالمي بقدر التماسه.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
كل نبي يخضع بقسوة لشروط عالمه، لسجن بشريته، لكنه يُبشر بحقيقة خارج هذا العالم، تُحرضك النبوة أن تُنفق بسعة من طيب قلبك، ومن كل جميل فيك، ضمانة أن الجمال لن يفنى والبر لا يبلى، فاللَّه حافظًا للحكاية ذاتها.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته