هي رصيد لا يُمس، تجعلني أقامر بخفة في العالم، كل الخسارات مجبورة ما دمت عند العودة للمنزل سأجدها هُناك، على المرء أن يختار بعناية مرة، ثم يكتسب خفة المقامر في تحمل أي خسارة، مرساة واحدة في عالمك تمنحك روح بحار، يعبر بلا اكتراث عواصفه، فبعد الطقس السيئ ستصفو السماء، وتُخبرنا الشمس عن وجهتنا، هي كل ما لم يتلف في رحلة الإبحار، هي الشمس ذاتها، والشمس لم تخذل يومًا مُريديها.
المؤلفون > حسام السيد > اقتباسات حسام السيد
اقتباسات حسام السيد
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات حسام السيد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتاب
جواد يبلغ منتهى وجهته
-
تملُك عطرًا أكرهه، هو عطر التأنق للخروج، عطر إيذانه أن العالم سيصير شريكًا لي فيها، وطهوها يملك رائحة دفء تُعتق المنزل لدى العودة، أُقايض لأجلها كل عوادم العالم التي أستنشقها في شوارع العودة، وأخيرًا عطر النوم، حيث يُمكنك أن تختبئ مما حدث ومما سيأتي في عناق
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
يهمس أحدهم ببساطة مُحببة: “تمنحني سببًا لأُحب نفسي أكثر عندما تفرغ جُعبتي من الأسباب”، يهمس آخر مُتنهدًا: “تجعل الأشياء أخف وطأة والأحداث أقل حدة، مثل هُدنة يخف معها إيقاع عالم حثيث لا يهدأ”.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أعرف أصدقاءً ينتظرون الحُب كما ينتظر المريض موعد مصح نفسي، يتعهد إصلاحه وتأهيله وإسعاده ورد فوضاه لنظامها، بينما هو مُستلق وحسب في ندوبه. بعض الأرواح مثل منازل مُبعثر أثاثها، مُهدمة أسوارها، لا يمكن أن تستقبل زوارًا جدد قبل ترميمها، وتطبيب الشقوق فيها، قبل أن تتعافى من زلازل سابقة، وتلك مُهمة المرء وحده، لا مُهمة من أذى ولا من تلاه في الحضور.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أعرف أُناسًا يحيون بأشباح من أذوهم، أكثر ما يحيون بجمال ما نجا فيهم، لذا يتوالى عليهم التالون، كما يمروا على أطلال قديمة، لا يلتمسوا فيها جمالًا، ولا يتوقعوا فيها وردة واحدة أزهرت ولو خِفية، المرء مسئول عن إبراء نفسه وشفائها، بمساعدة الآخرين، نعم لكنها مسئوليته أولًا وليس أحدًا آخر، لا يُمكنك منح نفسك مُبعثرة لمُحب جديد، ثم تعول عليه في ردها بسلام لنموذج أول وحالة مُعافاة كانت عليها من قبل، ماضٍ سعيد لا يدري عنه شيء.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
لا مثيل لشجاعة المرء في فض حجاب نفسه، لأجل وصال، تلك عملية لا يُمكن عكسها، مثل تفتح وردة وانزياح أوراقها جانبًا مُفصحة عن القلب للعالم، الورود من أشجع مخلوقات الرب، هشة خجول، عطرها يفضح مخبأها، لا تملك في خلقها سوى فعل واحد، التفتح على عالم لا تعرفه، وتقديم قلبها، بلا حماية.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
لا مثيل لشجاعة المرء في فض حجاب نفسه، لأجل وصال، تلك عملية لا يُمكن عكسها، مثل تفتح وردة وانزياح أوراقها جانبًا مُفصحة عن القلب للعالم، الورود من أشجع مخلوقات الرب، هشة خجول، عطرها يفضح مخبأها، لا تملك في خلقها سوى فعل واحد، التفتح على عالم لا تعرفه، وتقديم قلبها، بلا حماية.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
ينسج المرء أفضل حكاية عن ذاته في صُحبة امرأة جميلة، حتى سرديته الحزينة تكون مُتقنة، حتى تصغيره لذاته يكون محسوبًا، قدر الشفقة المرجوة، حتى انحناءة كاهله من ثُقل ما يروي محسوبة بدقة تسع الذراع التي ينشُدها أن تلتف حوله بعدما يفرغ من سرده، لا يتعلق الأمر بالزيف قدر البراعة في تسخير حكايتك الوحيدة لتكون مرنة تسع لُغات كل النساء، على الضفة الأخرى يتسيد “الاقتضاب” عندما يُفضي الرجل بأمره لرجل مثله، لا ينشد استجابة قدر تكثيف تاريخه بلا اكتراث لسائل آملًا أن يُعفيه الإجمال من الإسهاب.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
وربما شجاعة المُحب هي قبول كل الضعف في جوانحه، وجرأة أن تتعرى روحه طلبًا دون خزي أو استتار، والرهان على الوصال ضد كل احتمالات الخذلان، وأن يُلقي كل ثياب الزهد، وكل دعاوي الاكتفاء؛ فالمحب تواق، وإن بنى في قلاع الاستغناء ألف عام.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
يُثير خوفنا ما نشتهي أكثر مما نكره، التوق والافتتان والرغبة مُفردات ضعف، اعتراف المرء أنَّه ناقص يطلب الاكتمال بشيء خارجه، وكلما زاد التوق، زاد انفراط ما ظننته مُتماسكًا، مُستغنيًا، قائمًا بذاته وحده، يُنهي التوق كل أساطير اكتفاء المرء بذاته، لذا لا يكره أحدهم ما يتوق له، قدر كراهيته عبء التعري، كقلعة حصنت نفسها لسنوات بالاستغناء، ثم انهارت أسوارها من نسيم وردي بلا سطوة أو عنفوان.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
تمنحك امرأة تُحبك تعريفات جديدة لكل شيء، تصير روحك مثل كون مُكتشف حديثًا، تمنح شجره ونهره وشمسه أسماءً جديدة، علامة ميلاد، تضع راياتها في قمم دواخلك مثل مستكشف مزهوٍّ بنفسه، تصير مملوكًا لسحر الأنهار التي تشقها فيك كاشفة عن زاوية جديدة تُطل على ما لم تره عينك قط فيك، تصير مفتونًا بالتأريخ، بتقويم جديد للما قبل والما بعد، فاصلتهما يوم مشهود مس الروح فيه سحر امرأة.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
تبدو جميلة مثل الغروب، جمال أشياء بلغت مُنتهاها أخيرًا، واكتملت، واستسلمت لتمام الوصول كريشة ترسم الشمس، تبدأ بنقطة ثم تدور بلا انقطاع وصولًا إلى النقطة ذاته، العودة لنقطة البداية لكنك عدت جديدًا تمامًا بما أصقلته فيك الرحلة، هذا ما يعنيه حُب امرأة، أن تدور في فلكها وتعود جديدًا؛ مثل رحم يتعهد كل مُبتسر، هش، مبتدئ، بالرعاية والسحر ليكتمل ويولد جديدًا.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
أملك حياتي كما حدثت لي، وحياة أخرى مروية بسردها، أتزمل في الأولى كنبي مذعور من الرؤية يظن في نفسه الجنون، وأتدثر في الثانية كنبي مستدفئ بحبيبته تُخبره أنه أطيب روحًا من أن يمسه السوء، فيُصدق سردها ويبدأ نبوته، وتنقذ روحه العالم، مروية حكايته بظن حبيبته العذب.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
تعيد سردي الحزين همسًا، فيخرج شيء أجمل كل مرة، مُصاغًا بلُطف، ومُعالج من زاوية أخرى لم تخطُر على قلبي أبدًا، مصائبي تصير حادثًا طريفًا كسر رتابة اليومي، مثل يد الرب تمتد لكل ما كساه الاعتياد ليهتز، لتدرك أنه غير لصيق بعالمك، غير مُثبت بحكايتك، مؤقت ممكن زواله، فتمتن لأجله، سوء حظي يصير دُعابة الأُمسية التي تثير الضحك كل مرة.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
طقس الصباح هو تعيين درجة الاكتئاب على مقياس واحد لعشرة، لا أُعين العشرة أبدًا مهما أوغلت في الظُلمة، لا بُد من الاحتفاظ بحافة لا تصلها حتى لا يتحطم المقياس من ثُقل الوطأة، وعلى قدر الدرجة، يصير الاحتفاء بنصر اليوم والليلة، في صباح أنهيت كتابتي ورتبت غُرفتي وقضيت يوم عمل جيد وواسيت صديق، وفي صباح، نهضت من الفراش وحسب، وفككت طوق الكلب الأسود، لكل يوم درجته، ولكل يوم انتصاره.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
الاكتئاب كلب أسود؛ في ليلة تُرسله بعزم لركن الحجرة، مُنكسًا رأسه للحائط، مُتقهقرًا أمام يقين أخضر أنك تستحق نصيبك من سعادة اليوم، وفي ليلة يجد الكلب الأسود مستقره فوق عاتقيك، مثل جاثوم الحلم، تتجمد في فراشك، ليلتف طوقه حول عنقك ويصير هو سيدك.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
يُخبرنا “إيريك فروم» أن غريزة المرء لتدمير ذاته هي احتجاجه الأخير على حياة لم تُعَشْ كما ينبغي ويريد، تتخفف من آراء أطباء النفس، وتولج بخوف تلك اللذة التي تسكن دواخلك ولا تعترف بها أبدًا، خوفًا أن يؤكد لفظها حضورها! تُشبه رغبة خفية للنفس في إفساد الأمور عمدًا، في اعتناق اليأس التام بدلًا من أمل موارب لعوب، مُتعة سادية في تمزيق اللافتات خِلسة لتضل في سيرك نحو مخارج الإنقاذ، لذة البقاء في التيه، ورد كل يد تمتد لك بعون.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
البهجة دومًا حاضرة، لا يُقاتلها الاكتئاب أبدًا، هو أذكى من ذلك، فهي أكثر صخبًا وحياة، حافلة بالألوان، أنّى لكلب أسود أن يهزم قوس قزح أو يبتلعه؟! لكنه يُهاجم كل مداخل البهجة للنفس، فتصير منيعًا بلا فتحة واحدة تتسلل منها الفرحة إليك، كمنزل بلا مدخنة، كقلب مُغلق على شرايينه، لا يضخ الدم أبدًا لتصير بشرتك وردية، بل يتشبع به ويختنق، فتكسوك زُرقة مخيفة مثل ليل بهيم يسري أسفل جلدك.
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
وكأن الألوهة عصية على الإحاطة بها في كُلياتها، فيُطل كل امرئ عليها من زاوية بعينها، تُغنيه وتكفيه وتُطمئنه حقيقة أنَّه وسط زحام العالم كان لوهلة معنيًّا بمُخاطبة مُباشرة من الله، وأنَّه كان مذكورًا في ملء عنده، معرفة أن الله قريب شيء واختبار قربه شيء آخر، يصعب شرح ذلك للخلق، يشبه الأمر إعادة سرد شيء بديهي بانبهار غير مفهوم، الله موجود ليس فقط بأدلتك العقلية ودراساتك الدينية وتلقين أبويك، إنَّما على أرضية تجربتك الخاصة جدًّا، فقط تخبر أحدهم قصة وتُنهيها بتنهيدة طمأنينة قائلًا “آمنت باللّه».
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته
-
كل شخص له قصة خاصة جدًّا مع إلهه، شخصية جدًّا، تورث صاحبها طمأنينة يصعب تصديرها للغير، يصعب روايتها وإخضاعها لمنطق وميكروسكوب الآخرين، سر طمأنينة تحمله بخفة، وإن لم يفهمه الآخرون، يُخبرك أن الله موجود، إشارة بلغة تفهمها وحدك
مشاركة من Mostafa Sokkar ، من كتابجواد يبلغ منتهى وجهته