اقتباسات أدهم شرقاوي

أخرج البخاري مسلم عَنْ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ، وَيَقُولُونَ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أَحَادِيثِهِ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ، بَطْنِي فَأَحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وَأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ!

وروى أحمدُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ:

‫ أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ!

‫ وَأَمَرَنِي أَلَّا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا!

‫ وَأَمَرَنِي أَلَّا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ!

شخصيَّة الدَّاعية تنطوي على عدة مقوِّمات أهمُّها:

‫ الصَّبر، وحُسن الأسلوب، والتَّميُّز الإيمانيُّ والتَّفوُّق الرُّوحانيُّ، والزَّاد العلميُّ والثَّقافيُّ والمعرفيُّ، ورجاحةُ العقل وحُسن التَّدبير، ورحابةُ الصَّدر وسعة الخُلق، والجرأة الواعية، والثَّبات الرَّاسخ، والمحبَّة للنَّاس والشَّفقة عليهم!

وفي هذا الموقف من حياة مصعب بن عمير دعوة للآباء والأمَّهات أن يربُّوا أولادهم للحياة، وأنّ الدَّلال الزَّائد لا يصقل الشخصيَّة، وأنَّ الدِّعة والرَّاحة لا تُخرِج لهذه الأمَّة فرسانها، وفرقٌ شاسعٌ بين الحُبِّ الذي لا يجب أن يخلو منه بيتٌ، وبين الدَّلال الزَّائد الذي يُفسد الأجيال!

البيوت بحاجة لأن تمتلئ بالحُب أكثر من الأثاث!

كل تعقيدات الدنيا حلها في السماء!

❞ الحُبُّ لا يُشرح إنهُ يُعاشُ فقط!

⁠‫وإنك لن تفهم شعور الحبيب تجاه الحبيب حتَّى يكون قلبه في صدركَ،

⁠‫ثمَّة يدٌّ علوية ألَّفتْ بين قلبين فتحَابَّا،

⁠‫فلا يأنسُ أحدهما إلا بحبيبه ولو أُعطِيَ الدُّنيا،

⁠‫ثمَّة جوعٌ في القلب لا يُشبِعُهُ إلَّا وجه واحد،

⁠‫فلا تشرح للنَّاس ❝

❞ لا تحمِلْ في قلبكَ حقداً فالقلبُ الحقودُ لا يهنأُ به صاحبُه،

⁠‫وتعوَّدِ الإعراضَ فليس كلُّ ما يُقالُ يستحقُّ الرَّدَّ،

⁠‫واعفُ فإنّ الله يُحِبُّ العافين عنِ النّاسِ،

⁠‫لستَ مطالباً أن تُصاحِبَ إذا بلغَ الأذى مبلغَ الرُّوحِ، ولكن سامِحْ ثم فارِق! ❝

❞ من كنتَ تريدُ بقاءَه في حياتكَ فعاتبه، فإنَّ العتابَ مجلاةُ القلوبِ!

⁠‫اِصفَحْ، وسامِحْ، واعفُ، ولكن قبلها عاتِبْ،

⁠‫الجروحُ التي لا يتمُّ تنظيفُها لا تلتئمُ!

⁠‫ومن لا تريدُ بقاءَه فإيَّاك أن تُعاتبه ❝

❞ كُنْ كبيراً بعينِ نفسِك قبلَ عيون النَّاس،

⁠‫قدِّرْ الجُهد الذي تقومُ به، وافخَرْ بالعملِ الذي تُنجزُه،

⁠‫التَّواضعُ لا يعني أن نحتقرَ أنفسَنا فهذه هي المَهانَة لا التَّواضع،

⁠‫التَّواضع ألّا نتكَّبر على النَّاس ولكن دون أن ننسى قيمتنا! ❝

❞ واَعلمْ أنّ الذي جوعهُ في نفسِه، لن تُشبعه الدُّنيا كلُّها ولو وضعتْ في بطنِه!

⁠‫والذي فقرُه في قلبِه لن يغنَى ولو وُضِعَ مالُ الدُّنيا كلّه في جيبِه! ❝

النَّصرُ ليس أنْ لا تتذكر،

‫ فلا أحد يستطيعُ أن يخلعَ ذاكرته ويمضي،

‫ وإنما النَّصرُ أن تتذكر ولا تحِنُّ!

‫ أن تضعَ عينك في عين جرحكَ،

‫ دون أن يرفَّ لكَ جفن!

‫ أن تتحسسَ النَّدبة في قلبك ولا تتوجع،

‫ وإنما تراها تذكاراً يخبرك أنك كنت الأوفى!

‫ النّصرُ أن تعيدهم غرباء كما كانوا،

‫ مجرد أشخاص التقيت بهم في مطارٍ بُرهةً،

‫ ثم لكَ وجهتكَ ولهم وجهتهم،

‫ النَّصرُ أن تُحولهم من مرتبةِ أشخاصٍ هم كل العالم،

‫ إلى مرتبةَ مُجرد أشخاصٍ في هذا العالم!

قال له معاذ: صُمْ وأفطِرْ، وصلِّ ونمْ، واكتسِبْ ولا تأثمْ، ولا تموتنَّ إلَّا وأنت مسلم، وإيَّاك ودعوة المظلوم!

‫ لخصَّ معاذ بن جبل الدُّنيا والآخرة في بضع كلمات، وهبه ربُّه شيئاً من جوامع الكلم الذي وهبه لنبيِّه كلِّه؟

اليتيم الذي فقد أبويه سيرشد الآباء وينظم حياة

‫ الأمهات!

سلاماً للذين لا يأخذون كلّ شيءٍ على محمل الجِد،

‫ ‏الذين لا يبكون عند كل عثــرة،

‫ ‏ولا يقفــــــــون عند كــل كلمــــــــة،

‫ ‏ولا يُعلّقون أخطاءهم على شمّاعة الآخرين،

‫ ‏الذين يعلمون أنّ الدنـــيا أســــــود وأبيـــــــض،

‫ ‏وأن الشرّ جزء منهــــــــا كـمــــــا الخير تماماً،

‫ ‏⁠الذين يُؤمنـــون أنهــــــا طريــــــق عبــــور،

ومن سماتِ الشَّخصيَّة الحازمة أنَّها لا ترضى بالسَّلامة على حساب المبدأ

فليس بين الصِّفتين تناقضٌ ولا تعارض، ولا تنافر أو تضاد، إنَّ القسوة هي التي ضدَّ الرَّحمة، وعمر بن الخطَّاب كان حازماً ولم يكن قاسياً، ولكن لأنَّ الحزم في كثيرٍ من مواقفه يرتدي عباءة القسوة يخلطُ النَّاسُ بينهما!

المرءَ متى أخلصَ النِّية لله، أعطاه الله تعالى فوق ما نوى!

وروى أحمدُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ:

‫ أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ!

‫ وَأَمَرَنِي أَلَّا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا!

‫ وَأَمَرَنِي أَلَّا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ!

‫ وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ!

عندما تتقبَّلُ خسارتكَ وتمضي، لا يعني أبداً أنَّ الجروحَ في داخلك قد شُفيتْ تماماً، ثمَّةَ جروحٌ ستبقى تَنِزُّ إلى الأبد، ثمَّة أشخاص سيبقَون يَنقصونكَ ولن تعوِّضَك الدُّنيا كلُّها عنهم،