لم تكن هي الموهبة الفريدة الوحيدة التي تتنقَّل كفَراشةٍ مع أبيها هنا وهناك. فتحت الحياة أيضًا أبوابها أمام الطفل المغنِّي رياض السنباطي. ترك هذا الصبي الصغير بلدته فارسكور في ذلك التوقيت البعيد، ليعيش في المنصورة، ويرتبط اسمه إلى الأبد بسُنباط، بلد الحب والغناء والجمال، وفي محطة قرية «قرين» دقهلية وقع اللقاء، حيث لمح الوالدان، الشيخ إبراهيم والسنباطي الكبير، أحدهما الآخر، وتصافحا بحرارة، تبادلا الحديث عن هموم العيش ومساعي الرزق والأغاني الشعبية الرائجة، كما تصافح الصبي والصبية التي كانتها، وأخذا يثرثران حتى وصل القطار.
أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة > اقتباسات من كتاب أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة
اقتباسات من كتاب أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة
اقتباسات ومقتطفات من كتاب أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
«إلى هنا وانتهى حديث الآنسة أم كلثوم الزمخشري، غفر الله للآنسة ولألفية ابن مالك وللقاموس الذي تتسلَّى بقراءته كل يوم ساعتين!»
مشاركة من Mahmoud Toghan -
لمحتُ الطبيب يخرج من الباب المفتوح مُطرِقًا، وربما خرج وراءه مَلَكُ الموت مُطرِقًا بدوره. تجمَّد الوقت، وأُصِبتُ بالصمم. هرول الناس حولي في كلِّ اتجاه كأن القيامة قامت، لكنني لم أنتبه لصياحهم ووَلْوَلاتهم وصراخهم، ولم أسمع سوى صوت الصمت الثقيل، ثم انفجر طنينٌ مستمر في أذني وعقلي. ماتت أم كلثوم.
مشاركة من مريم أيمن -
كانت فساتينها سرًّا حربيًّا، لا تُطلِعُ عليه إلا وصيفاتها، وأنا. طاب لها أن تسألني عن لون الفستان، أو البروش، أو الأنسيال، أو الخاتم، أو حتى لون المنديل، ورائحة العطر، كأن رائحتها تصل إلى كل عشَّاقها في المسارح، وكانت تُسِرُّ لي باسم الماركات. تقول لي بجدية مصطنعة: «الفستان من شانيل.. العطر من ديور.. والمرأة صُنِعت في مصر!»، ثم تضحك عاليًا، فأضحك وأردد كلمة «رائع».
مشاركة من مريم أيمن -
أنهض من مكاني وأنظر من الشرفة إلى الشارع. لا صوت يأتيني، لا زقزقة عصافير، لا ثرثرة بائعين، لا كلاكسات، حتى الطنين في أذني زال كأنما خرج من الشرفة. هبَّ الهواء اللطيف وداعب وجهي، شممتُ شذا الياسمين، ثم انساب صوتها فجأة كأنما خرج من أحد الشقوق: «كم بعثنا مع النسيم سلاما». شعرت بثقل يدها على كتفي، وابتسمت.
مشاركة من مريم أيمن -
لندن لم تعطها سوى بعض الأحذية، أما باريس فقد أعطتها غنيمة كبرى بخلاف الملابس والعطور وعلب المكياج، فقد زوَّدتها بلمسة أناقة دون أن تتعالى عليها، ودون أن تنزع عنها الفلاحة التي تخبِّئها أسفل ملابسها.
مشاركة من Mahmoud Toghan -
تذَّكرت أم كلثوم أيضًا «قصب» أفندي وقد صبغ شعره فصار «أسود فاحم». أطلَّ عليها، ونظر في عينيها مستجديًا الانبهار، لكنها صدمتْه حين انفجرت في الضحك قائلة: «راسك بقت شبه الختَّامة!»
مشاركة من Mahmoud Toghan -
طالعت أم كلثوم صورة تجمعها بالسنباطي في برواز صغير موضوع على الطاولة أمامها. وفكَّرت أنها لا يجب أن تخسر رفقة البدايات، لقد أحبَّتهم وأحبوها، صنعتهم وصنعوها، دعمتهم فرفعوها فوق السحاب.
مشاركة من Mahmoud Toghan -
متخيِّلًا أن قلبه وقع على الأرض متهشمًا مثل الطبق الصيني. انتابته رعشة عنيفة وارتفعت درجة حرارته وسمع النبض في أذنه. أدرك أنه على وشك الإغماء. اتجه بسرعة إلى أقرب كرسي، ولم ينتبه إلى العود المركون على الجدار فشاطه بقدمه. لم يكترث إلا بالوصول إلى الكرسي.
مشاركة من Ola shaban -
❞ «الزرع زي البني آدم، لازم تقصِّي شعره عشان يستريَّح ويتنفس ويجدِّد نفسه!» ❝
مشاركة من Sarah Bzeih -
لو سألت كل فرد في هذا التياترو: «من هو سمِّيع الست الأول؟» سيرد بفخر وحماس: «أنا!»، لكنها إن اختارت ستختاره هو، بصِدقه، وهيامه، وروحه الدافئة، وإخلاصه، وقصْر حياته على رجاء وحيد، أن يراها في مطلع كل شهر، يتذوَّق العسل في صوتها، ثم يهرول خلفها في الكواليس، متلهفًا إلى لمسة يدها. لم تشعر أبدًا في لمسته بحرارة العشَّاق، لكن بدفء التقديس، كأنه يلمسها ليتيقَّن من أنها إنسية.
مشاركة من Mohamed Tharwat Abdulaziz -
فسألته: «إيه اللي حصل؟!»، أجاب ضاحكًا: «قوة صوتك حرقت الميكرفون!». سألت مندهشة: «معقولة؟!»، فقال مشيرًا إلى أحد مهندسي الصوت: «ده كلام المختصين يا هانم، وفيه لجنة هتأكد الموضوع ده أو تنفيه خلال أسبوع!».
مشاركة من Zahraa Esmaile -
في الاستراحة خرجت أم كلثوم إلى الكواليس فجروا ناحيتها بالمناديل يجففون وجهها، ثم جلست على كرسي، بينما هلَّ محمد سعيد لطفي وعلي خليل، وقال الأول وهو ينحني ناحيتها: «منتهى العظمة يا هانم»، بينما قال الثاني: «احنا بنفكر نعمل تذاكر موسمية، يعني ممكن الزبون يدفع تذاكر كل حفلات السنة مقدمًا»، ردَّت أم كلثوم مازحة: «زبون؟ وأنا كوافيرة يا أستاذ لطفي؟!»، فضحك، لكنها استدركت بسرعة: «لازم تسيبوا شوية تذاكر على جنب عشان يكون عند الناس أمل.. فاهميني؟!»، فردد الاثنان بحماس وتقدير: «فاهمينك!».
مشاركة من إبراهيم عادل -
❞ وهي تجلس في القطار المتجه من القدس إلى حيفا؛ الهواء منعش، والسماء صافية، والضوء يغمرها بالونس، ووجوه الفلسطينيين التي تنطق بالنضارة حولها ترحِّب بها بابتسامات صافية رائقة. لم يخطر لها قط أن تعاني تلك الأرض يومًا أشدَّ معاناة، لم تتصور ❝
مشاركة من Sarah Bzeih -
❞ كلما هاجت ذكريات الشباب عليه بكى، وكلما عبر شذا الأحبَّة الذين سبقوه إلى الدار الآخرة بأنفه بكى، وها هي تبكي بدورها في حرقة وتغنِّي في صمت «سكت والدمع تكلم». ❝
مشاركة من Sarah Bzeih -
ظلت أم كلثوم تعيش حلم يقظة ممتدًّا، فكلما اختلَتْ إلى نفسها سرحت متخيَّلة، من خلال ما يحكيه العجائز أمامها، شكل مسارح القاهرة وهوانمها وباشواتها وشوارعها الفسيحة وعماراتها الشاهقة الفخمة وسياراتها الفارهة، وكلما نادتها أمها تشعر بالضيق للحظة حين تعود وتجد الواقع لم يتغيَّر، والسفر للقاهرة لا يزال مجرد حلم بعيد، حتى تدخَّل القدر ليحوِّل حلمها إلى واقع.
مشاركة من إبراهيم عادل