اقتباسات نوال السعداوي

وأن مسئولية الأبوة كمسئولية الأمومة تمامًا لا تقل عنها شيئًا، ولهذا فليس على الرجل أن يسأل الأم وحدها عن الأطفال وإنما لا بد أن يسأل نفسه بالمثل أيضًا.

المخ خلق ليستقبل المعلومات ويستنتج منها أفكارًا جديدة وليس للجمود داخل الجمجمة حبيس الأفكار القديمة والخزعبلات.

❞ لكن الأمر صدر وحين يصدر الأمر فلا سؤال ولا جدل. فالجدل بدعة أجنبية لم ترد في التراث. ومَنْ أحدث في أمرنا ما ليس في التراث فهو فتنة والفتنة أشد من القتل. ولا يجادل في ذلك إلا كافر بالله خائن للوطن والإمام. وإذا صدرت الخيانة من الأنثى فهي تزيد عن الكفر وخيانة الوطن إلى الفاحشة وفقدان الشرف. والشرف عندنا هو الأرض. والأرض هي العرض. ولا شيء أثمن عندنا من امتلاك أجساد نسائنا، فلا يتسرب الشك إلى قلوب الرجال في النسب. تظل الأبوة معلومة باليقين. ويتم الفصل بين الطفل الشرعي والآخرين المجهولي الأب. ولا يجوز لطفل أن يكون ابن أبيه إلا باعتراف أبيه. وإذا أنكر الأب ابنه فليس للابن حق إلا الصلاة والصوم والتكفير عن الذنب. وذنب البنت ضعف ذنب الولد. وفي غير ذلك من الحقوق يكون للبنت نصف حقوق الولد. ❝

❞ وكنت أنا قد دخلت كلية الحقوق وأبي يناديني بالوزير، وأهمس في أذنك أنني لا أحب القانون ولا العدالة ولا أحب أبي، وتشهقين في وجهي بذلك الصوت الغريب يذكرني بأول شهقة لك وأنا واقف عار أمام المرآة. وفي المرآة ذاتها رأيت أبي عارياً بين ذراعي امرأة ليست أنت. ولمحني أبي وأنا واقف وراء الستار فنهض وشدني من أذني وقذفني في سريري وهو يصيح: أتمشي وأنت نائم؟ وفي الصباح حين جلسنا إلى مائدة الفطور وقدمت لي كوب الحليب فلم أشربه ضربني وهو يقول: إشرب اللبن. ولم أشرب. فأمسك فمي وفتحه بالقوة وسكب اللبن في حلقي. وما أن جلس يأكل حتى تقيأت اللبن في صحنه. وسألتنِي ماذا حدث وكنت أحب حليب الصبح وسمعته يقول: إنه مريض يمشي وهو نائم. وأرقدني في السرير وسكب الدواء في فمي بالقوة له مرارة السم. وقلت أبي يريد موتي حتى لا أقول ما رأيت. وقلت ماذا رأيت؟ ولمحت الموت في عينيه فتجمّد لساني ولم ينطق. وحملت الثقل في قلبي يزداد يوماً وراء يوم وأراك تغسلين ملابسه تدعكين البقعة الصفراء في سرواله دون جدوى. وتظل البقعة تحت عينيك وفي أنفك تشمين رائحة المرأة الأخرى وتغسلين وتطبخين وحتى يعود آخر الليل تنتظرين. وفي عينيك حين أنظر إليك أدرك أنك تعرفين. ❝

❞ وعلى ورقة بيضاء أكتب أول حروفي فوق أول رسالة إلى لا أحد: رأيت الله في المنام. له وجهان وجه ناعم حنون كالأم والوجه الآخر كالشيطان. ❝

الوعي مدمر لثقافة الجهل

أمي كانت تصلي الفجر قبل ان تذهب الى الحقل وتعود بعد المغرب لتصلي العشاء، ابي لم يركع ركعة واحدة، وفِي رمضان يأكل ويشرب ويدخن الشيشة و يوزع لياليه بين اربع زوجات بغير عدل، يعطي الزوجة الأخيرة ثلاث ليال و أمي ليلة واحدة.

وأسمعه يقول: الله يغفر الذنوب جميعًا ألا ان نشرك به...اله واحد في السماء، هو الله وحاكم واحد فوق الأرض وهو الإمام

قبل أن يموت أبي زار قبر الرسول في المدينة وعاد يرتدي عباءة بدلًا من الجلباب.

وسمعته يقول ذات مرة: ان زيارة قبر النبي تمسح الذنوب ولا تبقي منها شيئًا .... ومات ابي طاهرًا من غير ذنوب

وقبل ان تموت أمي قلت لها: لماذا لا تزورين قبر الرسول لتلحقي بأبي في الجنة ...قالت:باع ابوك المحصول ولَم يعطيني شيئًا، ليس معي ثمن الذهاب الى مكة .

لم تمسح أمي ذنوبها بل مسحت دموعها بكفها وقالت : اذا فتح عليك الله يا بني أبواب الرزق فأشتر لي تذكرة الى قبر النبي

قلت: هذا وعدُ يا امي لن أنساه .

ونسيت الوعد ...ونسيت وجه امي .

كنت سجينة الخوف ، حتى عرفت الوحدة فوجدتها جميلة موحية .

"وكم من المواهب المبكرة تضيع بسبب التربية والتعليم والتقاليد البالية كما ضاعت موهبة سعاد!"

والحب؟

لا، لم أحبه، وإن فعلت ذلك فسوف يغرق العالم في الوهم

لم تكن هي امرأة مطبخ ولا سرير. لا تحفظ الألحان التي تغنيها النسوة في الحمام. ولا تعرف الحب الذي ينبعث في قلب زوجها حين يراها تحشو الكرنب. وأكبر من ذلك لم تكن رموشها تهتز حين ينظر إليها رئيسها في العمل

الكتابة مثلًا ليست إلا نوعًا من الوهم. وإذا كان صاحب الجلالة لا يكتب ولا يقرأ

يقول شبعت من شهوات الدنيا ولم تبق إلا شهوة واحدة وهي أن أفتح رأس هذه المرأة وأسحق عقلها لتصبح امرأة مثل كل النساء المثاليات: جسد غير مرئي لا يحتوي إلا الرحم

واوا

ربما لا يشعر الإنسان بالخطر إلا وهو خارجه ،فإذا ما أصبح في قلب الخطر صار جزاء منه ولم يعد يشعر به.

❞ وتمرّس الاستعمار البريطاني في استخدام الدين لخداع الشعوب، لا ننسى مقولة الفلاحة الإفريقية: «جاء الانجليز إلينا فأعطونا الإنجيل وأخذوا الأرض» ❝

❞ وظلّ علم الفلسفة منهجًا للبحث النظري لإثبات الفكرة الموجودة سابقًا، رغم أنّ جوهر الفلسفة هو اكتشاف حقيقة جديدة غـير سابقة، لكنّ أغلب الفلاسفة وقعوا في هذا المأزِق، إلا القليلين من المدرسة المادية الجدلية ❝

❞ إذا حبسوك في غرفة وفرضوا عليك الفضيلة، فليس لك فضل في أخلاقك الفاضلة. ❝

لم يكن لي مفرٌّ من خوض التجربة، أخطر تجربة في حياة المرأة؛ تجربة اختيار الرجل، تجربة البحث عن الحب.

الكل أو لا شيء، هذا هو مبدئي، لن أقبل بأنصافَ الأشياء أبدًا.