اقتباسات نوال السعداوي

"وكم من المواهب المبكرة تضيع بسبب التربية والتعليم والتقاليد البالية كما ضاعت موهبة سعاد!"

والحب؟

لا، لم أحبه، وإن فعلت ذلك فسوف يغرق العالم في الوهم

لم تكن هي امرأة مطبخ ولا سرير. لا تحفظ الألحان التي تغنيها النسوة في الحمام. ولا تعرف الحب الذي ينبعث في قلب زوجها حين يراها تحشو الكرنب. وأكبر من ذلك لم تكن رموشها تهتز حين ينظر إليها رئيسها في العمل

الكتابة مثلًا ليست إلا نوعًا من الوهم. وإذا كان صاحب الجلالة لا يكتب ولا يقرأ

يقول شبعت من شهوات الدنيا ولم تبق إلا شهوة واحدة وهي أن أفتح رأس هذه المرأة وأسحق عقلها لتصبح امرأة مثل كل النساء المثاليات: جسد غير مرئي لا يحتوي إلا الرحم

واوا

ربما لا يشعر الإنسان بالخطر إلا وهو خارجه ،فإذا ما أصبح في قلب الخطر صار جزاء منه ولم يعد يشعر به.

وتواجه البنت منذ طفولتها تناقض المجتمع ففي الوقت الذي تحذر فيه من الرجال وتخوف من الجنس وتفرض عليها العفة فهي تشجع على أن تكون أداة جنس وتعلم كيف تكون جسدًا فقط وكيف تجعل هذا الجسد وتزينه لتجذب الرجل.

‎" و لماذا يغضب عليهم الله ؟ لا احد يعرف. لا يعرفون جريمتهم. لا يعرفون كلمة الله. فهي كلمة مكتوبة. و هم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.ولا الكلمات."

الحواس شديد اليقظة، أخشى أن يسألني سؤالًا لا أعرف جوابه، إن عرفت الإجابة أخشى ألَّا تكون هي الإجابة الصحيحة، إن كانت هي الإجابة الصحيحة أخشى ألَّا تكون الإجابة المطلوبة، نعم يا أمي هذه «ألف باء» السياسة، نتعلمها من أول درس.

هاجمني الأهل والأقارب، وتبارى في قذفي الأصدقاء والأحبَّاء. ووقفت في مهبّ الرياح أفكِّر ‫ منذ طفولتي وأنا أخوض سلسلة من المعارك لا تنتهي. وها أنا ذي الآن إزاء معركة جديدة، معركة مع المجتمع. المجتمع الكبير.

تستأجر الحكومات الموظفين والموظفات، ليعملوا معها ضد مصالح الأغلبية من الشعب، نظير رواتب شهرية ومكافآت مالية وأدبية وجوائز الدولة. وتستسلم الأغلبية من الفقراء والنساء، الذين تربوا على الخوف من العقاب في الدنيا وبعد الموت.

البنات ليس لهن حزب وليس لهن قوة. ‏

‫ ‏إذا تغلبت القوة على الحق فهذا هو الإرهاب.‏

إنها تجسد الإرهاب ضد العقل. هذا الإرهاب يقتل عقول النساء منذ طفولتهن. يصبحن أمهات بلا عقول، ينشئن أطفالاً بلا عقول. هذا الإرهاب المسكوت عنه،

الطفلة التي عمرها تسع سنوات تخفي رأسها بالحجاب أو النقاب. هذه الطفلة الموؤودة تسير أمامنا كل يوم داخل كفنها الأسود وهي على قيد الحياة. ‏

أصبح زنديقاً كل من يقول إن الشرف هو الصدق وليس الحجاب، وأصبح مرتدّاً كل من يقول إن العورة هي الكذب والفساد وليس صوت المرأة. ‏

كان جدي يقول: المرأة عورة يجب أن تلزم البيت وإن خرجت فهي المسؤولة عما يحدث لها كان تفكير جدي يتناقض مع البديهيات، فكيف أكون عورة وأنا مرتدية كل ملابسي، أدق الأرض كالعسكري حامل السلاح؟ وكيف أكون مسؤولة عن فساد الآخرين؟

نشأت طفلة لا تبكي وإنْ فقدت أعز ما تملك، وفتاة لا تحمل في حقيبة يدها قلم حواجب بل مشرطاً، ليس لتشريح الجثث في كلية الطب فحسب، بل لصد الرجال، في الأوتوبيس أو في قاعة السينما أو على شاطىء النيل، كنت

تعلّمنا من دروس الماضي أن الثورة السياسية لا تحقق أهدافها من دون ثورة في الثقافة والتعليم والتربية والقيم، بحيث نخرج من عصور الظلام والتعصب الديني والجنسي والطبقي، إلى عصر المعرفة والمساواة والعلم.‏

ينضج وعي الأفراد والشعوب وهي نائمة مستكينة، بل المعارك والتحديات هي التي تصقل الوعي وتكشف الزيف والنفاق. ‏