سقوط الإمام > اقتباسات من رواية سقوط الإمام > اقتباس

❞ وكنت أنا قد دخلت كلية الحقوق وأبي يناديني بالوزير، وأهمس في أذنك أنني لا أحب القانون ولا العدالة ولا أحب أبي، وتشهقين في وجهي بذلك الصوت الغريب يذكرني بأول شهقة لك وأنا واقف عار أمام المرآة. وفي المرآة ذاتها رأيت أبي عارياً بين ذراعي امرأة ليست أنت. ولمحني أبي وأنا واقف وراء الستار فنهض وشدني من أذني وقذفني في سريري وهو يصيح: أتمشي وأنت نائم؟ وفي الصباح حين جلسنا إلى مائدة الفطور وقدمت لي كوب الحليب فلم أشربه ضربني وهو يقول: إشرب اللبن. ولم أشرب. فأمسك فمي وفتحه بالقوة وسكب اللبن في حلقي. وما أن جلس يأكل حتى تقيأت اللبن في صحنه. وسألتنِي ماذا حدث وكنت أحب حليب الصبح وسمعته يقول: إنه مريض يمشي وهو نائم. وأرقدني في السرير وسكب الدواء في فمي بالقوة له مرارة السم. وقلت أبي يريد موتي حتى لا أقول ما رأيت. وقلت ماذا رأيت؟ ولمحت الموت في عينيه فتجمّد لساني ولم ينطق. وحملت الثقل في قلبي يزداد يوماً وراء يوم وأراك تغسلين ملابسه تدعكين البقعة الصفراء في سرواله دون جدوى. وتظل البقعة تحت عينيك وفي أنفك تشمين رائحة المرأة الأخرى وتغسلين وتطبخين وحتى يعود آخر الليل تنتظرين. وفي عينيك حين أنظر إليك أدرك أنك تعرفين. ❝

مشاركة من Anas Hasan ، من كتاب

سقوط الإمام

هذا الاقتباس من رواية