اقتباسات أمين معلوف

على الصفحة المطبوعة، وحتى على الصفحة المكتوبة بخط اليد، تنتفي لحظات الصمت، وتستوي المساحات الفارغة.⁠‫

حين نكتب، تتعاقب السطور، مع الفواصل نفسها، ومن يرونها أمام ناظريهم لا يدركون بأن اليد التي خطتها جرت على الورقة في بعض الأحيان، وأنها توقفت في أحيان أخرى.

كم من الأشخاص تحولوا إلى مهربين، وسارقين، وخاطفين، وقتلة، وجزارين، وكان بوسعهم أن يكونوا أفضل الأشخاص على وجه البسيطة لو لم يتقوض مجتمعهم…‏

. لا تكتفي الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا، بل تصنعها، وتقولبها

فالمبادئ هي بمثابة الركائز، أو المراسي؛ حين يقطعها المرء، يتحرر، إنما على نسق كرة ضخمة ممتلئة بغاز الهليوم، ترتفع، وترتفع، وترتفع، موحية بأنها ترتفع نحو السماء، فيما هي ترتفع نحو العدم.

لطالما كان الهم الأول لمختلف الطوائف في البلد البقاء، البقاء مهما كان الثمن، مما شكل ذريعة لجميع التنازلات

«حذار: فإذا لم تهتموا بالسياسة، سوف تهتم السياسة بكم»، وهو منسوب، بالطبع، حسب المصادر، إلى مؤلفين مختلفين، من معاصري الثورة الفرنسية: الأول هو رواييه – كولار، والثاني هو الأباتي سيياس.⁠‫

كل إنسان يحتجز إنساناً آخر ويعذبه ويهينه، يستحق أن يوصف بالخسيس، سواء أكان قاطع طريق، أم مناضلاً، أم ممثلاً للقانون، أم رئيس بلد.

وتأمل الدنيا لا يثير لديّ سوى حوار داخلي، مناجاة مع نفسي لا نهاية لها.⁠‫

المرء لا يكون بريئاً تماماً من أفعال الأشخاص الذين يحبهم. ولكن هل يتحتم عليه أن يتنكر لهم بسبب ذلك؟

فالبلد الذي يحزنني غيابه ويؤرقني، ليس ذاك الذي عرفته في شبابي، بل ذاك الذي حلمت به، والذي لم يُقدَّر له أن يبصر النور أبداً.⁠‫

فأن يضمحل عالم الأمس هو من سُنة الحياة. وأن يشعر المرء نحوه بشيء من الحنين كذلك من سُنة الحياة. إننا نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي؛ ولكن ما من شيء يعزينا لفقدان المستقبل

فعلى وطنك أن يفي إزاءك بعض التعهدات. أن تعتبر فيه مواطناً عن حق، وألا تخضع فيه لقمع، أو لتمييز، أو لأشكال من الحرمان بغير وجه حق. ومن واجب وطنك وقياداته أن يكفلوا لك ذلك

أنا لم أرحل إلى أي مكان، بل لقد رحل البلد

ماذا تفعل حين يخيِّب صديق أملك؟ لا يعود صديقك. ماذا تفعل حين يخيِّب البلد أملك؟ لا يعود بلدك. وبما أنك تصاب بخيبة الأمل بسهولة، سوف تصبح في نهاية المطاف بلا أصدقاء، وبلا بلد.

ولكن في هذا البلد، في هذه المنطقة من العالم، ثمة شيء آخر.

يبدو لي أنني أسلك طريقاً، وكلما تقدمت خطوة إلى الأمام، يتفتت الموقع الذي تطأه قدماي

بل، وفي بعض الأحيان، تبدأ الطريق بالانهيار تحت قدمي،

وعليّ أن أستعجل لئلا أهوى معها

أما أنا، فلطالما تملكني الشعور، أينما حللتُ، بأني ضيف.

بالنسبة إلى أهله، فكان بيتهم وطناً. وقد شعر فيه على الدوام بشيء من الامتلاء، بامتلاء الناس الذين يعرفون أن البلد ملك لهم.‏

لا أحد. لا أحد يخاطبني، لا أحد ينتظرني. لا أحد يتعرف إلي.

فبدافع التعلق بالوطن، رفض الرحيل في بداية الأحداث؛ ولأنه قرر البقاء، اضطر لإيجاد بعض التسويات، والقبول، على مر الأحداث، ببعض التنازلات التي ستقوده إلى ارتكاب المحظور. لربما تصرفت مثله لو بقيت في البلد. فعن بعد، بوسعنا أن نرفض ونفلت من العقاب؛ أما عن قرب، فنحن لا نتمتع دوماً بتلك الحرية.‏