اقتباسات أمين معلوف

لقد مرّت سبع سنوات، سبع سنوات سعيدة للخيّام كما للإمبراطورية، وكانت سنوات السلام الأخيرة.

‫مائدة منصوبة تحت عريشة عنب، وإبريق طويل العنق لأجود نبيذ أبيض في شيراز، نبيذٍ مُمسَّك بِقَدْرٍ، وحوله وليمة من مئة صَحْفَة صغيرة، ذلك هو احتفال أمسية من أمسيات حزيران (يونيو) فوق شرفة عُمَر. وإنه ينبغي البدء ـ حسبما أوصى ـ بالأخفِّ. فالنبيذ والفاكهة أولاً، ثم الأطعمة المؤلّفة من الأرزّ بالبرياريس والسفرجل المحشوّ.

«ولكنّ القَدَر أشدّ تقلّباً من جِلْد الحرباء كما قال أحد شعراء «دانية»

فحتى في أسوأ لحظات القحط لم يكن ينقص بيتنا شيءٌ بفضل مكانة أبي. فقد ورث بالفعل عن أبيه منصباً بلدياً مهمّاً يقضي بوزن الحبوب والتأكدّ من سلامة الممارسات التجارية؛ وهذا ما أضفى على أفراد عائلتي لقب «ألوزَّان»

فعشتُ الحكمة في روما، والصبابة في القاهرة، والغمّ في فاس، وما زلت أعيش طهري وبراءتي في غرناطة.

فبحكم استغراقي في أشكال حنيني الشخصية، فلما أتنبه لأشكال الحنين التي تعتري من عرفتهم فأن يخلفوا بصمة في ذاكرتي يبدو عندي أمراً طبيعياً؛ أما أن أكون قد خلفت عندهم أيضاً بصمة في ذاكرتهم فيفاجئني ويبقى أن أعرف إذا كان ذلك

‫ ألا أصدر أحكاماً؟ بلى،إنني أصدر أحكاماً، وأمضي وقتي أصدرها يثير غيظي للغاية أولئك الذين يسألونك، وفي عيونهم هلع مصطنع: «أتصدر عليّ حكماً؟» أجل، بالطبع، أصدر عليكم حكماً، ولا أكف عن الحكم عليكم ولكن الأحكام التي أصدرها لا تؤثر في

كانوا معروفين بـ «الهوى». وهم، كما وصفتهم في كتابي «وصف إفريقية» الذي ظلّت مخطوطته في روما

لقد عُيِّن في أرفع المناصب: عميد كلية الآداب، ثم رئيس جامعة الإسكندرية، بل وزيراً للتربية والتعليم في الفترة الممتدة من عام ١٩٥٠ إلى عام ١٩٥٢– أو « وزير المعارف»، إذا ما استعدنا تلك التسمية الجميلة جداً في مصر وقتئذ. وكان أول قرار اتخذه هو إقرار مجانية التعليم.

‫ أن يستطيع رجل كفيف، تعتبره بعض السلطات الدينية كافراً، تحقيق هذا الارتقاء إنما يدل أبلغ دلالة على طه حسين بالتأكيد، إنما كذلك وقبل كل شيء، على مصر في العصر الذي عاش فيه.

وفي كثير من الأحيان، بل في أغلب الأحيان للأسف، تخطر ببالي بسبب المنطقة التي أبصرتُ فيها النور، كل تلك الأماكن التي يحلو لي أن ألفظ أسماءها القديمة – آشوريا، نينيف، بابل، بلاد ما بين النهرين، إيميز، تدمر، طرابلس، سيرينيكا، أو مملكة سبأ التي كانت تُسمَّى فيما مضى «العربية السعيدة»… شعوبها، وريثة أقدم الحضارات، تهرب على أطوافٍ مثلما يحصل بعد غرق، بالضبط.

التاريخ، لدينا الوسائل الكفيلة بإنقاذ الجنس البشري من جميع الويلات التي تجتاحه، للانتقال به بهدوء إلى عصر من الحرية، والتقدم الذي لا تشوبه شائبة، والتضامن الكوكبي والرخاء المشترك؛ ومع ذلك، ها نحن ننطلق، بسرعة فائقة، في الاتجاه المعاكس.

‫مقدمة

‫ وحدها الآلهة تعرف ما يخبئه الغد

‫ وحدها تملك جميع الأنوار

‫ والحكماء لا يدركون من الغد

‫ سوى ما هو وشيك الوقوع؛

‫ وأحياناً، أثناء تأملاتهم الملِّية،

‫ تتيقظ حواسهم. يتناهى إليهم

‫ النداء الخفي للأحداث التي تدنو،

‫ وينصتون إليه بورع…

‫ قسطنطين كفافيس (١٨٦٣-١٩٣٣)

‫ قصائد

لماذا نهتم بتنوع الفصائل الحيوانية والنباتية أقل مما نهتم بتنوع الثقافات البشرية؟ ألا يجب أن تشمل إرادتنا المشروعة لحماية بيئتنا، البيئة البشرية أيضاً؟

❞ ذلك أن نظرتنا هي التي غالباً ما تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم. ❝

❞ لم ير أحدهم الحادث، ولم يسمع أحدهم الانفجار، وخمد الحريق من تلقاء نفسه بدون أن يشير أحدهم إليه. ويجب القول إن هذه البقعة من الجبل، الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات من دير المغاور، بقعة جرداء، ووعرة، وملي ❝

‫ «في كل الأحوال، أنا لا أنتقد أبناء ديانتك، فأبناء ديانتي أسوأ منهم بكثير وعندما يمضون إلى الجبال، فليس فقط للصلاة والتأمل… إنما يزعجني ذلك الأسلوب الرائج اليوم في إقحام الدين أينما كان، وتبرير كل الأمور باسمه إذا قررت أن

«بلى، مراد، كانت الحياة ستكون جميلة لو لم تندلع الحرب، لو ما زلنا في العشرين عوضاً عن الخمسين، لو لم يمت أي واحد منا، لو لم يخن أي واحد منا، لو لم يتغرب أي منا، لو ظل بلدنا لؤلؤة الشرق،

«كم كان يرغب من كل جوارحه أن يكلمك، ويشرح لك، ويبدد سوء التفاهم . كان مقتنعاً بأنك لو جئت للجلوس قربه، وأصغيت إليه، فلن تعطيه سوى الحق. أنا لم أكن متأكدة من ذلك مثله. فلقد تباعدتما كثيراً الواحد عن

‫ كان مراد يدعي أنني قلت له في إحدى أحاديثنا رداً على عتاباته: «أنا لم أرحل إلى أي مكان، بل لقد رحل البلد

اتصلت زوجة مراد بآدم فجراً على هاتفه الخليوي قالت له بجفاء ظناً منها أنه لا يزال في باريس، بدون مقدِّمات، بل بدون أن تمهد لكلامها بعبارة «آلو«: ‫ «لم يستطع أن ينتظرك» ‫ كانت العتمة لا تزال تلف الغرفة أطلق

وسيعترف في ذلك المساء في مفكرته: «إنها كذبة محضة. فمنذ شباط الماضي، أنا في نصف سنة سابعة ولست مرتبطاً بمحاضرات أو امتحانات قبل شهر تشرين الأول. غير أني لن ألقي كلمة تأبينية في مأتم مراد لقاء أي شيء