تحميل الكتاب
تغلب على تحديات العصر: المرجع الدماغي لاتخاذ القرارات الحاسمة في عصر التكنولوجيا والاضطرابات
نبذة عن الكتاب
يفكر البشر من خلال نماذج عقلية، وهي عبارة عن تمثيلات للواقع تجعل العالم مفهومًا، إذ إنها تسمح لنا برؤية الأنماط، وتوقع كيفية تطور الأشياء، وفهم الظروف التي نواجهها، وإلا فسيكون الواقع فيضًا من المعلومات؛ خليطًا من التجارب والأحاسيس غير المكتملة، بهذا المعنى، يمكننا القول إن النماذج العقلية تجلب النظام. لقد سمحت لنا هذه النماذج بالتركيز على الأشياء الأساسية، وتجاهل الأخرى تمامًا كما في حفل كوكتيل، يمكننا سماع المحادثة التي نشارك فيها أثناء ضبط الأحاديث من حولنا. نصنع محاكاة للواقع في أذهاننا لتوقع كيف ستنتهي المواقف. نحن نستخدم النماذج العقلية طوال الوقت، وإن لم نعلم ذلك، ولكن هناك لحظات ندرك فيها تمامًا كيفية قيامنا بتغيير حجم الموقف، ويمكننا الحفاظ على منظورنا أو تغييره عن عمد. هذا يحدث غالبًا عندما نحتاج إلى اتخاذ قرار شديد العواقب، مثل تغيير الوظائف، أو أن نصبح آباء، أو شراء منزل، أو إغلاق مصنع، أو بناء ناطحة سحاب، ففي تلك الحالات، يمكن أن يتضح لنا أن قراراتنا لا تستند ببساطة إلى المنطق الذي نطبقه، ولكنها تستند إلى شيء أمتن أساسًا: العدسة الخاصة التي ننظر من خلالها إلى الموقف؛ إنه إحساسنا بالطريقة التي يعمل بها العالم. يتكون هذا المستوى الأساسي من الإدراك من نماذج عقلية. حقيقة أننا بحاجة إلى تفسير العالم من أجل أن نعيش فيه، وأن الطريقة التي ندرك بها الواقع وكيف نتصرف بداخله، هو أمر يعرفه الناس منذ فترة طويلة، ولكنهم يعتبرونه أمرًا مفروغًا منه. هذا ما جعل إنجاز ريجينا بارزيلاي مبهرًا للغاية. لقد تصورت المشكلة بالطريقة الصحيحة، وطبقت نموذجًا عقليًا، وحوّلت تركيزها من بنية الجزيء؛ أي الآلية التي يعمل بها؛ إلى وظيفته؛ أي ما إذا كان يعمل بشكل كامل؛ من خلال تأطير المشكلة بشكل مختلف، وبذلك حققت وفريقها اكتشافًا استعصى على الآخرين.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 276 صفحة
- [ردمك 13] 978-614-02-6842-5
- الدار العربية للعلوم ناشرون
