فوق رأسي سحابة > مراجعات رواية فوق رأسي سحابة
مراجعات رواية فوق رأسي سحابة
ماذا كان رأي القرّاء برواية فوق رأسي سحابة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
فوق رأسي سحابة
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد عوده
اسم العمل / فوق رأسي سحابة
الكاتبة/ دعاء ابراهيم
دخلت الكاتبة في مواجهة حقيقية كاشفة لمنطقة شديدة الحساسية والخطورة واعتقد انها شجاعة كبيرة جدا منها لتناولها هذا الموضوع
الرواية تتناول احداث واقعية حدثت وتحدث كثيرا وتعجبت من اراء البعض ولهم كل العزر في وصف الرواية انها سوداوية واقول لهم كل العزر لانه لا يعلم الجميع عن سوداوية الواقع وقسوته فقد يتغلب الواقع في قسوته وسوداويته علي الخيال
لم اصدم باحداث الرواية فقد تكون طبيعة عملي اعيش وقائع مقاربة لما جاء بالرواية ولكن ما ذكره بلال فضل عن واقعة حقيقية اثناء استلام الفنان صلاح السعدني لجهاز التلفزيون ملكه من النيابة واصطحب معه بلال فضل واثناء التحقيق ادخل وكيل النيابة اسرة من اب وام وبنتين وطفل واحس الفنان صلاح السعدني بالحرج وقرر ان يستاذن الا ان وكيل النيابة اصر علي حضورة وكان يعاملهم بشئ من الصرامة وعندما بدء التحقيق اكتشف بلال فضل وصلاح السعدني ان الاب قد اعتدي علي ابنته تحت تاثير المخدرات وحملت منه سفاحا وقد قام بتكرار فعلته مع الابنة الثانية وهنا لم يتحمل عمنا صلاح السعدني وانفجر في البكاء واراد ان يخرج من غرفة التحقيق وهنا اعتذر وكيل النيابة وقال لهم لم اتحمل واردت ان يشاركني شخص اخر ما انا فيه
فالواقع ملئ بالسوداوية ولم تكن وظيفة الادب في اي وقت ان تكون للتسلية فقط
نحن امام رواية حقيقة وقد قامت الكاتبة بذكاء شديد بادخال الفنتازيا علي الرواية للتخفيف من الماساة فوجود الغراب وشخصية قابيل هو الدلالة علي وجود الموت فالركزية في وجود قابيل كونه اول من قتل في التاريخ
الرواية تبداء بحديث صادق مع نفسها بان اقرت بان هلا وقت للكذب لانها مسجونة بزنزانة لتخبرنا عن بداية الكارثة وتخبرنا ان غرابها قد نعق واخبرها بموتها اليوم
بين ام لا تهتم الا باشباع غرائزها فتبدل الازواج اسرع ما تبدل ملابسها وبين اب لا يفكر الا بنفسه هرب وراء احلامه وترك الجميع وراء ظهره ضاعت طفلة كانت لا تتمني لا ان تكون مثل باقي البنات , حرمت ان تكون طبيعية تحب وتتحب فقل تم حرمانها من انوثتها وقتل جميع المشاعر في قلبها وعندما تم اغتيال برئتها علي يد اقرب الناس اليها والمفروض انه المؤتمن عليها (خالها ) و الذي يقال في المورث الشعبي ان الخال والد , وما فعلها خالها اصابها بصدمة واضطراب نفسي كان من اثره انها خلقت عالم اخر تهرب به من عالمها تعيش مع غرابها ومع قابيل حبيبها , كما ان البطلة تستعيض عن امها بالامومة لجدتها
بعد ان انتهيت من قراءة الرواية لم ياتي علي بالي الا الحديث الشريف (( كفي بالمرء اثما ان يضيع من يعول )) فالاب والام قد اضاعوا البنت
ولكن اعتقد ان الكاتبة تتحدث عن ما تتعرض له الانثي من قهر باختلاف الاعراق والبلدان ما تعرضت لها نهي في نصر يتشابه مع مع تتعرضت له تومودا سان فلقد رأت فوق راسها سحابة ايضا
ويظهر اكثر ما تتعرض له الانثي في المجتمعات المغلقة من وجهة نظر البطلة في انها لا تستطيع ان تعيش كما يحلو لها الا عندما سافرت اليابان فقد تحررت من كل القيود وعيون المتحرشين في ان ترتدي ما تحبه بل انها ارتدت ملابس مفتوحة دون ان تخاف ان ينال منها شئ من التحرش او المضايقات
تعمل البطلة ممرضة ويساعدها عملها في جرائم القتل التي تقوم بها ولا تعاقب عليها فتقوم بقتل امها وتنتقم منها كما انها تنتقم من ابوها بقتله ايضا ولكنها حزنت عندما ابتسم لها قبل موته وكائنه يخبرها بانه يسامحها
العجيب انها عندما علمت بموت خالها وانه قد مات موته طبيعية بكت واحتارت في نفسها بل ان اختفائه فجاءه قد احدث ربكة في عقلها فقد كانت حياتها تتمحور حوله فقد كان خالها هو السلطة الذكورية في حياتها
لا اعلم لماذا لم يقوم الاب بترك وصية بان يغسل ويكفن ويدفن علي الشريعة الاسلامية فالاب وان عاش مثل اليابانين الا انه بقي علي هويته وديانته واختيارة لشريكة الباكستاني المسلم واكله علي الطريقة الاسلامية فلماذا ترك نفسة هكذا اعلم شعور البطلة في اي تتركهم يغسلوه ويكفنوه علي الطريقة اليابانية واعتبار هذا جزء من عقابها له وبالبحث والتحقيق من كيفية دفن المسلمين في اليابان عرفت ان لا توجد مقابر مخصصة للمسلمين ولكن الجالية المسلمة هناك تحاول في ايجاد مقابر لها وان كان يوصي من يموت هناك ان يدفن علي الشريعة الاسلامية ومع صعوبة اجراءات نقل الجثة فان الكثير اذا احس بدنو اجلة او اصابته بمرض لا شفاء منه فانة يسافر الي بلده ليدفن فيها
جاء الجزء الخاص باليابان موفق جدا في تشريح المجتمع الياباني ونجت الكاتبة في وصف اليابان وخاصة قطاع السجون وما بها ايضا من تجاوزات واجراءات لا تتحقق معها العدالة فقد يكون المجتمع متقدم الا انه يوجد به نقاط ضعف
اجبني جدا وصفها للمجتمع الياباني كما جاء في تشريح البطلة لهم (( بدا لي المجتمع الياباني من الخارج مجتمعا كاملا من الملائكة هذا ما جعلني اكرههم بدو جامدين كروبوتات من حديد , مهذبون لدرجة محرجة . يتشابهون في كل شئ طريقة الحديث وايماءات التعجب والاستغراب وتناول الطعام واوقات تناوله , كانهم خرجوا من مصنع واحد ))
عجبني جدا حكاية ياسو سان ووفائه الشديد لزوجته التي ماتت غريقة وكل ما يتمناه ان ينتشل جثتها وتعلم الغوص من اجل ذلك وحاول كثيرا ولم يتوقف الا بعد اصابة قدنة وصعوبة ان يقوم بالبحث عنها
كما ان تقرب نهي منه فكانت تبحث عن الاب وتفتقد المشاعر الابوية وتبحث عنها فيه
الغلاف جاء متناقض مع احداث الرواية ولكني اعتقد انه موفق جدا لفكرة ما كانت تتمني ان تعيشة البطلة فهو ملئ بالالوان النابضة بالحياة ويخرج من رائسها اغصان ورد يقف عليها عصفور ويخرج منها جنحات ملونه ايضا وترتدي القميص القرمزي
العنوان / جاء موفق جدا وله دلالة عامة ويعبر عن الحالة العامة للرواية فاذا نظرنا الي معني فوق رأسي سحابة فهي تعني ان الشخص يحمل هما وحزنا فوق راسه وهو حال البطلة
جاء السرد سرد تناوبي علي لسان البطلة فالبطلة تنتقل بنا بين قصة واخري وقد جاء سردها مضطرب مثل شخصيتها
اللغة جائت الرواية باللغة العربية الفصحي وفي بعض المواضع تتارجح بين الواقعية والشاعرية
الرواية اعمق من النظرة السطيحة التي لا تنظر الا السوداوية في احداث الرواية فالرواية تتعمق فيما تتعرض له الانثي من قهر وتسلط ذكوري وحرمانها من الامان والحرية وتعرضها للتحرث واستباحة جسدها وحياتها وقتل برائتها واحلامها وموت الانوثة للكثيرات في المجتمعات المغلقة
-
Ahmed Ezzat
الرواية تصدم القارئ من أول سطر حيث تُقلب صورة الممرضة ملاك الرحمة إلى النقيض تمامًا فتاة ترتدي الزي الأبيض لا لتنقذ الأرواح بل لتُطفئها تدفع والدتها نحو الموت ببرود، وترتكب جريمتها الأولى بحق من أعطتها الحياة وعندما يتم أنقذها عن طريق الجدة وتذهب إلى المستشفى تكمل خطتها وتعطي لها حقنة وتموت الام و يحضر الاب و يأخذها معه إلى اليابان لتعيش معه ويعرفها على زوجته اليابانية وابنه منها وتتذكر كيف تزوجت امها بعد طلاقها من أبيها وأنها ذهبت للسكن مع جدتها وجرائمها والغراب الذى يحثها على تلك الجرائم مثل الطفل الصغير و المريض رقم 1 وحارس المستشفى الذى كان يحبهاونعود إلى جريمة القتل الاولى فى التاريخ قتل قابيل ل هابيل وتتعرف على تومودا سان التى تعمل معها فى المطعم ويصل بها الامر أن تقتل أبيها بحقنة هواء فى المستشفى بعد أن أصيب بجلطة فى ساقه وبعد أن مات قالوا إن الوفاة نتيجة جلطة فى الرئة انتقلت من جلطة الساق وبعد أن تعترف له انها ليست بنت وان خالها اغتصبها وهى صغيرة تسكن فى بيت جدتتهابدأت المشاكل بعد انتحار تومودا سان واحتجازها على ذمة القضية
وتحكى لنا قصة ياسو سان التى غرقت زوجته فى التسونامي وظل لمدة سبع سنوات يبحث عن جثتها
وتلك السجينة العجوز التى حكم عليها بالاعدام لقتل ابنتها فى حريق وظهرت براءتها بعد عشرون عاماً
المضحك فى الموضوع أن تومودا سان انتحرت فعلا وأنها تحسب على جريمة لم تفعلها وأنها ماتت بين يدي حبيبها قابيل قبل أن تثبت براءتها
القصة تدور حول بطلة معذبة نفسيًا مليئة بالندوب النفسية والجروح القديمة الناتجة عن الطفولة القاسية، الاغتصاب، التفكك الأسري وسلسلة من التراكمات المظلمة التي تحوّلها من ضحية إلى قاتلة كل ذلك بينما يرافقها الغراب ذاك الرمز المشؤوم الذي لا يفارقها وكأنه مرآة لضميرها أو لعنة تحوم حولها
البطلة ليست شريرة بالمعنى التقليدي بل نتيجة تراكمات وظروف دفعتها نحو الهاوية مما يجعل القارئ في صراع بين الشفقة والاشمئزاز
الرواية تناقش العديد من القضايا الواقعية مثل الاغتصاب الأسري الانتحار الأخطاء القضائية والموت الرحيم وهي قضايا إنسانية شائكة ونادرًا ما تُطرح بهذا العمق
اللغة مشحونة تدفع القارئ أحيانًا إلى الاختناق من كثافة المشاعر السوداوية وأحيانًا للدهشة من جمال السرد مشهدية الكتابة تجعل كل جريمة مصورة كأنك تراها أمامك، ومع ذلك تبقى المسافة النفسية بينك وبين البطلة مربكة
الرواية تجعلك تسأل:
هل يولد الشر أم يُصنع؟
هل المجرم هو ضحية بشكل آخر؟
هل الغفران ممكن في حياةٍ تتغذى على الألم؟
وهل الحقيقة تُنقذ أم تدمر؟
بعض الشخصيات مثل الأب والام ظلت في الخلفية وكان يمكن تعميق دورهم قليلًا
رواية نفسية قاتمة ممتعة جارحة تقف بين الجنون والذنب وتجعلك تطرح الأسئلة بدلًا من أن تجد إجابات
غلاف الرواية أشبه بلوحة فنية مليئة بالرموز البصرية والعاطفية الألوان الجريئة الخلفية التركواز المبهجة الزهور المتفتحة و الطيور و الجرامافون الأجنحة الذهبية على ظهر الفتاة كلها عناصر بتقول إنك داخل على قصة مش عادية قصة فيها حلم فن حرية وجرح دفين
الفتاة في الغلاف تظهر بعينين مغمضتين ملامحها هادئة وكأنها بين حلم ويقظة كأنها بتسمع موسيقى من داخل عقلها أو بتعيش في عالمها الخاص
الجرامافون المزروع في رأسها بيخليك تحس إن عقلها دايمًا مشغول فيه صوت داخلي شغال باستمرار يمكن يكون موسيقى يمكن صوت شخص يمكن أفكار لا تهدأ
الأجنحة المرسومة على ظهرها بتدي احساس إنها ملاك أو حرة أو بتحاول تطير بعيد عن الواقع تطير من ماضي بيقيدها
❞ مبنى الاعتقال نظيف للغاية وطرازه حديث أدخلوني ممرًّا طويلًا تتراصُّ فيه الحجرات الصغيرة الضيقة لم تكن زنازين بالمعنى التقليدي، كانت حجرتي تحوي "فوتون" وطاولة صغيرة للكتابة والقراءة وبعض الوسائد وبطانية ويوجد بها أيضًا حمام غير منفصل عنها وفي كل حجرة نافذة مطلة على الممر. كان بإمكاني رؤية المعتقلات وأنا أمر، جالسات بنفس الطريقة التي أخبرني بها الحارس، أو عاقدات أرجلهن، وأمامهن الطاولة عليها بعض الكتب والأوراق. جميعهن يفعلن الشيء ذاته، كأن الحجرات نُسخٌ متطابقة ❝
❞ مهرجان للاحتفال بمجهودات الشرطة لم أستوعب وقتها ما تقوله لم أفهم كيف يكون هناك مهرجان داخل سجن! أتيت معها لأتفرج كانت الأبواب مفتوحة للجمهور ففي ساحة السجن الخضراء جلس الجمهور يشاهد عروض الراب والمسرحيات التمثيلية التي تجسد لحظات القبض على المجرمين، بينما يضحك الجميع على المجرم المقيد بين أرجل رجال الشرطة وفي ناحية أخرى رُصت البضائع اليدوية التي صنعها السجناء، لتصبح معروضة للجمهور أحذية وحقائب، أسعارها زهيدة بالنسبة إلى المَحالِّ التجارية، كما أن جودتها عالية اقتنت تومودا سان حقيبة ❝
❞ السجن لا يفرق شيئًا عن الحياة في الخارج يقدمون للسجناء ثلاث وجبات يوميًّا إلى جانب الرعاية الصحية المجانية، قد ينقصهم فقط السجائر والكحول كنت أهز رأسي لكنني شعرت بقرصة في معدتي، زادت بعد أن قدموا إلينا وجبات "الكاري" التي تُقدم ❝
❞ لا يوجد عمال نظافة في اليابان إلا فيما ندر، الطلاب ينظفون مدارسهم وحماماتها وكذلك العاملون في أي مكان، هم من يقومون بالتنظيف فضلًا عن أنهم يخلعون أحذيتهم في كثير من الأماكن الحكومية ويرتدون بدلًا منها شباشب نظيفة تخص المكان لقد علمت لماذا بقي هذا المكان نظيفًا لهذه الدرجة. كنت أنظف وهم فوق رأسي، بتعليماتهم التي لا تنتهي. ❝
#أبجد
#فوق_رأسي_سحابة
#دعاء_إبراهيم
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مسابقة_مراجعات_فوق_رأسي_سحابة
-
Nasser Ellakany
في روايتها الفارقة "فوق رأسي سحابة" استدعت الكاتبة المبدعة "دعاء إبراهيم" قصة البشرية وقسوتها وغضبها منذ نشأتها، واستعرضت آلامها المشتعلة وأحلامها المجهضة منذ أكل آدم من تلك التفاحة فانفتحت نافذة الحياة على الأرض، وانفتحت معها كل أبواب الشرور.
رواية تحلق بنا لنشهد معاناة البشر وشرورهم، وتهوي بنا لتوقظ كل هواجسنا التي ظننا أنها تحت سيطرتنا، وتجبرنا على الإذعان والتسليم بالحقائق التي نخفيها، وتجعلنا نقابل كل الشياطين، ونتنكر لكل الملائكة.
قد تبدو الرواية دراما نفسية، ولكنها في الحقيقة أطروحة فلسفية خالصة، عن الوجود والماهية، عن المعنى الذي يحتاجه الوجود الهش عندما يتحقق، ذلك المعنى الذي قد يأتي وقد لا يأتي، لكن عندما يغيب المعنى سيحضر العبث، ومن بعده العدم، ربما توجد فوق رؤوسنا جميعًا سحابة، سنضطر لأن نسأل أنفسنا، من منا الآثمون ومن الأبرياء؟ وربما لن يجرؤ أحدٌ على الإجابة.
أبحرنا مع نهى الممرضة في رحلتها الداخلية، الوحدة والضياع والخال اللعين، شهدنا عندما قررت أن تلعب دور الإله، وعندما كان الغراب ينعق برسائله المقيتة،
سمعنا صوت اقتراب الموت "لاب داب لاب داب"، ورأينا ما حدث للأم وحارس البوابة والشيطان الصغير ومريض حجرة ٣ العجوز والمريض رقم ١ المُقعَد، ونزيل حجرة ٧، ثم الأب، خاطبت نهى الطبيعة والطيور والهواء والأرض والسماء، لم يرد عليها أحد، كان الغضب الصاخب يَملؤها واللعنة الصامتة تُطوِّقها، وروحها تنزف ألمًا ودمًا.
بحَثَت عن طريق النجاة فلم تجده، حتى بعد الرحيل إلى اليابان، كانت تجْتَر كل الذكريات اللعينة، تعلكها في فمها، وتبصقها على الأرض، غادرت الماضي لكن الماضي لم يغادرها، تتوجع مع كل نفس تلفظه، يخرج مشبعًا بالمرارة التي تصبغ الكون من حولها، ظل صوت الماضي يطارد الفصول الأخيرة للرواية، يستولى عليها، كما استولى على فصولها الأولى، وكان ذلك الماضي معها طوال الوقت، في النوم أو اليقظة، في الشارع أو من وراء الحائط وأسفل السرير.
بدأت فصول الرواية بالفصل صفر وانتهت بالفصل صفر، ربما لنعلم أن كل الشرور ما زالت في مكانها، وأن أصفار العدم تملأ جنبات الحياة، وبين الصفرين كان هناك اثني عشر فصلًا، تنساب من خلال أجزاء الرواية، موت أول، ثم ميلاد، ثم حياة أخيرة، وماذا هناك غير ذلك؟
حتى عندما قابلَت تومودا ورجل الحديقة ياسو وآخرين بحكاياتهم المربكة، لم تكن هناك فرصة لإسباغ المعنى، تساءلنا هل يوجد في الحياة حقًا وجود يكسوه المعنى، وجود يكتمل في سلام.
في لقائها مع قابيل، كان كل شيء بينهما يشي بوجه الحقيقة، الثقة والتردد، الإصرار والإشفاق، الرضا والإثم، لست أدري هل كان هناك أي نوع من ندم، ربما لا، ربما أدركا أن هذا العبث الذي يملأ الدنيا لا يصح معه إلا عبث أكبر، رغبا بالاغتسال سويًا في البحيرة، بعيدًا عن البشر وعن الجحيم، حين أدركا أن البشر هم الجحيم.
❞ لم أتصور يومًا أن أحب العوم، أن أدخل البحر بإرادتي. ذبنا أنا وهو كنقطتين في أرض واسعة بلا بشر. بلا جحيم! ❝
منحتنا الرواية بعدًا فلسفيًا جديدًا لرؤية قابيل،
❞ قبل أن أقتل أخي، رأيت سبعَين يقتتلان حتى قتل أحدهما الآخر. اتبع القطيع القاتل وتركوا المقتول للنسور والغربان، صار القاتل ملكًا وزعيمًا وتزوج أنثى جميلة. لكن العجيب أنني حين قتلته، فاز هو بكل شيء. صار ضحية، ما أجمل أن تكون ضحية! ❝
❞ آدم الذي أكل التفاحة بعد أن أغرته لذتها ❝
هل كانت لذة التفاحة تستحق كل ما حدث، خطيئة تلو خطيئة، الخطيئة الأولى كانت آدم والتفاحة، والخطيئة الثانية كانت قابيل والغراب، بعدها تتابعت الخطايا بلا توقف، ربما كانت الخطيئة الأولى لها ما يبررها، البحث عن الخلود أو البحث عن المعرفة، أما الخطيئة الثانية وكل الخطايا التي تلتها، فكانت محض نوازع، محض ضياع في مسالك النفوس، ومحض تيه في دروب الحياة.
هذه رواية إمرأة قابيل التي ظنت أن إثمه كان ثقيلًا، فاكتشفت أنه لم يكن سوى أول آثام البشر، لم يكن أعظمها، كان فقط من حكت عنه الكتب المقدسة، لم تحك تلك الكتب عن خالها وبقية المذنبين.
مضت الرواية، وكنا نرى كيف كان الوجود عبث، والحياة ألم، والتنفس عبء، والانتحار حلم، والموت أمنية،
❞ شعرت أنني مذنبة، لكن هذه المرة لم أفكر في يوم القيامة، أيقنت أن اللـه تركني، وأن عليَّ أن أكمل وحدي. ❝
استخدمت دعاء إبراهيم لغة أدبية قاسية وجارفة، مفعمة بالأسى والغضب أحيانًا، وبالسخرية والعبث أحيانًا، وبالألم والبوح أحيانًا، لكنها كانت دائمًا لغة تخترق كل دفاعات القارئ وتقتحم أعماقه وتكشف أسرار اللاشعور الجمعي المتخفي لبني البشر، والنوازع النفسية المستترة وراء أقنعة الحياة التي يرتدونها.
كما تلاعبت بالسرد عندما كان صوت نهى المسيطر ينطلق من غياهب الوعي، وكان مستوى ذلك الوعي يتماوج ويترنح، يروح ويجيء، ويذوب فيه الزمن فيتداخل الحاضر مع الماضي في إبداع مثير.
تنتهي الرواية، ونجد أنفسنا نلوِّح بأيادينا فوق رؤوسنا، لربما نستطيع أن نبدد سحابتنا، ولربما نرى شمسنا المضيئة، إن كانت سوف تشرق يومًا.
-
hadeer darwish
✨ فوق رأسي سحابة
✨ تأليف: دعاء إبراهيم
✨ دار النشر: دار العين للنشر - ElAin Publishing
✨ عدد الصفحات: 185 (أبجد)
✨ التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐
📍أتعجب من قدرة الإنسان على التكيّف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة.**
---
☁️ نبذة عن العمل
"نهى"
طفلة لم تتعدَ اثنتي عشرة سنة،
اقتلعت الحياة منها طرفًا تلو الآخر.
كانت ضحية أبٍ قاسٍ هجرها، ورحل خلف أحلامه، ولم يعبأ بتلك الصغيرة التي تركتها أمها في زحام الحياة، تلهث وراء وهم البحث عن زوج.
لم تترك لها الحياة رفاهية الاختيار؛ مجرد طفلة تصارع أمواج الوحدة والقسوة التي ألقت بها على شاطئ خالها، لكن ملجأها الآمن كان أشد قسوة.
كانت له بمثابة دمية امتلكها، عروسة ماريونت أحكم خيوطها حول أصابعه، وصار يتلذذ بتعذيبها، تاركًا بصمته على جسدها وروحها.
قتَل تلك الروح البريئة، فأصبح طيفها غرابًا يلازمها كسحابة فوق رأسها.
ربما كان ملاكًا حارسًا، أو شيطان الموت متجسدًا في هيئة غراب يحكم بالموت على من أراد؛ رغبةً في الانتقام تارة، وربما بسبب الغيرة أو الحقد تارة أخرى.
جعلتها الحياة أشبه بشبحٍ أسود يحمل الموت بين يديه، متخفيًا بردائها الأبيض في هيئة ملاك الرحمة.
استغلت مهنتها كممرضة لتنتقم من كل شخص حسب وجهة نظر "غرابها الأسود"،
مجرد حقنة تحتوي على سائل أبيض شفاف، قادرة على أن تسرق الحياة من أمٍّ مستهترة، أو طفلٍ مدلل لأبويه، حصل على حياة لم تحظَ هي بها.
فهل كان الانتقام هو دافعها الوحيد؟
هل تجسد في صورة ذلك الغراب، ذلك الصوت الخافت الذي يسكن داخلها ويحدثها كل ليلة، ليذكرها بالقسوة والألم الذي عانته طوال حياتها؟
ليخبرها بأن (فلانًا) سيموت غدًا؟
.. كما ظنّت أن بعض الجروح التي قد تسببها بجسدها قادرة على خلاصها من ألمها النفسي،
تخيلت أيضًا أن الهروب هو طريقها الوحيد للخلاص من هذا الغراب...
لكن عندما قررت الرحيل والبدء من جديد، صُدمت بأن أجنحة غرابها أسرع من الطائرة التي نقلتها إلى اليابان...
لتدرك أن غرابها ليس حبيس المكان، بل حبيس الروح، وأنه لن يرحل، بل هناك أرواح أخرى يجب حصادها.
---
☁️ ألقت الكاتبة في هذا العمل الضوء على عدة مواضيع شائكة:
* من سيتحمل ضريبة أبٍ غير مسؤول وأمٍ غير ناضجة؟
* الطفولة المنتهكة، وكم من ضحية وقعت فريسة لمن هو مسؤول عن حمايتها؟
* الأمراض النفسية التي قد تصيب شخصًا نتيجة الطفولة المشوّهة، مثل إيذاء النفس غير الانتحاري، والازدواجية داخل النفس البشرية، من خلال شخصية "نهى" التي كانت ترتدي زي ملاك الرحمة، لكنها تخفي خلفه يدًا تحمل الموت.
كما ألقت الكاتبة الضوء على *الجانب المظلم لكوكب اليابان*، الذي يراه الجميع أرض الأحلام ومثالًا للانضباط والتقدم والتطور، لكن هناك جزءًا مظلمًا؛
فخلف هذا الهدوء الظاهري، يكمن عالم خفي من الألم، الصمت، والضغط النفسي، أشبه بجبل جليدي لا يظهر منه سوى القمّة.
ناقشت أيضًا *معاناة الشعب الياباني من بعض القوانين الظالمة* التي تتسبب في ظواهر قاتلة، أبرزها:
☁️ كاروشي – الموت من فرط العمل:
تعني الموت بسبب الإرهاق أو العمل الزائد.
العديد من الموظفين يعملون لساعات طويلة تفوق طاقتهم، بلا راحة ولا توازن بين العمل والحياة، مما يؤدي أحيانًا إلى الوفاة، نتيجة نوبات قلبية أو انتـ.حار.
☁️الجميع أمام القانون كالعبيد، لكنه قانون غير عادل:
لا تُجرى التحقيقات في وجود محامٍ، هكذا هو القانون.
في اليابان، إذا تمت محاكمتك، هناك احتمال شبه مؤكد أن تُدان.
السبب الرئيسي هو اعتماد القضاء على الاعتراف أكثر من الأدلة، وغالبًا ما يُنتزع الاعتراف تحت الضغط.
المتهم يُحتجز لفترات طويلة دون محامٍ، وأحيانًا يُستجوب لأيام متواصلة في ظروف قاسية حتى "يعترف".
حتى لو كان بريئًا، فهناك من يُبرّأ بعد 48 عامًا!
---
☁️ رأيي الشخصي عن العمل :
الكاتبة نجحت ببراعة في رسم وتجسيد حالة التيه والتشتت التي تعيشها "نهى" نتيجة طفولتها المشوهة.
استطاعت أن تواجه قضايا شائكة بقلمها، وتسليط الضوء على زوايا مظلمة نخشى النظر إليها.
هذا العمل بمثابة مرآة تعكس الحقيقة المؤلمة، رواية تنبض بالقسوة، وأقسى ما فيها أنها تحمل شيئًا من الواقع بين سطورها.
كالعادة، لم تخذلني الكاتبة للحظة، استمتعت جدًا بقراءة الرواية وبأسلوبها الرائع في عرض العمل.
#فوق_رأسي_سحابة
-
Abjjad
"فوق رأسي سحابة".. الهروب للقاع مع القاتل الأول!
"ولكنني للأسف ولدت وفوق رأسي سحابة، لا شمس مضيئة راعية"
في روايتها الأحدث الصادرة عن دار "العين" ترسم الكاتبة دعاء إبراهيم تراجيديا نفسية لامرأة استُلبت منها براءتها مبكرًا، وقادتها أقدارها لملاقاة الموت كصديقٍ أسود يحلق فوقها ويرسم لها الطريق لحافة الهاوية.
تبدو الحياة ممكنة حتى تواجه في صفحات رواية "فوق رأسي سحابة" عالم المهمشين وزنا المحارم، وغياب العدالة حتى في أكثر دول العالم تقدمًا. لذا أهدت الكاتبة روايتها "لكل من فقدوا أقدامهم، فصاغوا من المأساة أجنحة". كان بينهم إيواوا هاكامادا؛ ذلك الملاكم المحترف الذي اعتُقل عام 1966 بتهمة القتل، قبل أن تثبت براءته بعد 48 عامًا!
الرواية تتبع تقنية الاسترجاع (فلاش بك) حيث تبدأ رحلتنا مع البطلة من زنزانة وتنتهي إليها، وتقوم الأحداث على استعادة ماض عنيد في ملاحقته. والموت هو التيمة المهيمنة للعمل، بيد أن الانتهاك هو الأصل الذي تبدأ منه الأشياء. وهو الموت الصامت قبل الموت الحقيقي.
اختارت د.دعاء إبراهيم أنسب أصوات التعبير عن البوح والاعتراف للذات واستدعاء الذاكرة بكل جراحها، إنه صوت الأنا، وحده من يفعل ذلك. كانت تلك الأنا في الرواية النفسية لسيرة ضحية/جانية، هي البطل الذي تشحب ألوان الأبطال حوله وقد بهتت ملامحهم.
سائل شفاف وحقنة هو كل ما يلزم ممرضة في مشفى حكومي، لتنتهي سريعًا من ضحاياها؛ في كل مرة ينعق فيها الغراب الأسود القابع فوق رأسها "سيموت اليوم"! لقد انكشفت الحجُب. كانت تلك نقمتها الكبرى مع نعيق الموت الصارخ حولها. ثمة فضيلة واحدة هي ان تصبح الموظفة المثالية التي تنقذ مرضاها، قطعا ممن لم يقع عليهم الاختيار ليصبحوا الضحية بعد أن كانوا جميعًا جُناة.
تكيفت مع يومياتها المقيتة فقط لتنجو؛ فالإنسان كائن هلامي كلما وضعوه في إناء اقتطع جزءا من جسده وألقى به بعيدا ليعيش، دون ان يبكي!
تجيد الرواية رسم ملامح البيئة التي نشأت فيها البطلة وسنرى أنه لا يمكن لطفلة أن تتعاطف مع أم تركتها نهبًا للخال السادي الشبق، يلهو بجسدها كيفما شاء، يطفيء فيه أعقاب السجائر بعد شهوته المدنّسة. تعد تلك الحادثة مفتاحا لفهم سلوك البطلة، والتي أصبحت فجأة ضيفة يلعنها أزواج بلا عدد يتعاقبون على بيت الأم. أما الأب فلم يكترث لزوجة مصرية وابنتها في اللفافة. كانت وجهته لليابان مع أخرى لطيفة يحقق معها حلمه.
برعت الكاتبة في تصوير تلك الليالي المريرة التي عاشتها البطلة وهي تهرب في الشوارع المظلمة، ثم عودتها راضخة لجدتها (التي صارت أما برغم شيخوختها) لتحتمي بحيطانها. ورضوخها لنزوات انتهاك جسدها التي انتهت ذات يوم بها في عيادة إجهاض وهي بعد صبية لم تكمل 17 عاما، ثم لحظات وداعها لحلم أن تصبح طبيبة، فالبعض لا يملك رفاهية الحلم!
من ضحية لجلاد
تلفتنا الرواية لأبعاد اجتماعية تعانيها الممرضات، وكيف تُمتهن الكرامة، وتحمل الأكتاف مسئولية شكاوى من حولهم من مرضى لأطباء، ودورهن الذي يراه البعض مسح فضلات وسباب الآخرين بكل تفانٍ.
جاءت البطلة من خلفية مشحونة بالفعل بالانتهاكات، ممن يُفترض فيهم السند والأمان، هؤلاء الذين قتلوا سماوات الرحمة في قلبها، قتلوا إيمانها بالعدل، قتلوا الخوف أيضا من الألم والقهر!
هكذا تحولت البطلة لقاتل رحيم، تبتسم أمام شحوب من ينعق الغراب بموتهم، تريحهم بحقنة سائل شفاف توقف قلبهم فورا. لا ندري هل خلقت البطلة غرابها المصاحب القديم لقابيل أول قاتل عرفته البشرية، أم هو كائن حقا.
وهكذا يصير عاديا عند البطلة أن ترتدي قميص امها القرمزي المغري، وتنظف البيت لاستقبال المعزّين، بلا دموع! وهكذا فعليا تحدث الأمور الصعبة بعد أن أصبحت معتادة بمرور الوقت؛ مع طفل يبكي او مع حارس أدمن انتهاكها وجرجرتها لمستنقعه.
سماء بلا أحلام
"كريش طائر مذعور يريد أن ينجو"
تخيّب الرواية ظن قارئها حين يتوقع أن تتغير الحياة في اليابان حيث تطير البطلة لوالدها. تترك الماضي بغربانه وخالها الوغد وعيون الضحايا. تبتسم لأبيها حتى تحين فرصة إفلاته في أقرب مقلب قمامة. تفهم أن الحياة في اليابان مسئوليتها وحدها وتتكيف ويساعدها أبوها كنوع من الشفقة المتوقعة بالعمل في شركته وتأجير غرفة سكن.
نعق الغراب! فلم يؤذها شيء قدر ابتسامة أبيها، حين كانوا يكفنونه على الطريقة اليابانية.
تبرع الكاتبة في تجسيد تلك العلاقة بين البطل ومحيطه؛ ففي مشهد دال تعوي العواصف الشديدة. يتدثر الجميع في البيوت. بينما هي تفتح صدرها ليقتلعها البرد والريح مما يعتمل داخلها من خواءٍ موحش.
لم تقتل رفيقة حجرتها؛ وقد كانت كوماموتو رئيستها في العمل شخصية وديعة، هي من انطفأت روحها بعد انتحار زوجها وقد أصبح ترسا في ماكينة عمل لا ترحم. كان ذلك هو الوجه المظلم الذي قد لا تراه في اليابان. في تباعد الأزواج وفي بيوت الحب وفي الذنب الذي يلتهم الروح.
اللوحة تصل بنا لدرك مظلم يصنعه البشر حين تصبح البطلة ضحية جديدة لصديقتها البائسة وحميمية العلاقة بينهما التي وجدت فيها عزاء عن الحب قبل أن ترتطم بالأسفلت من شرفتها.
أدب الصدمة
"الألم أوله إنكار وآخره إذعان"!
أصعب ما في تلك الرواية، أنها تقدم أدب الصدمة، بكآبته الكاملة، ولغته التي لا تعرف المواربة، بظلمته التي لا يشرق فيها إلا وهج الأدب ذاته، تصوير الشخصيات وإضاءتها نفسيا وظاهريا ورسم أجواء متفاعلة تماما معهم كقبضة من الحياة؛ بين عالمين شرقي وغربي، وقد اتفقا رغم اختلافهما الشاسع على قمعها.
ترسم الكاتبة ملامح اليابان التي تعيش فيها وتخبرها عن قرب. يبدو الشعب الياباني مهذبا ونظيفا ومنظما لأبعد حدود. هذا صحيح. يبدو الهواء نقيا معبقا بالورود. لكن البطلة ترى الوجه الآخر فتشم الدماء. وترى إعلانات الجنس اللانهائية، وتقاد للتحقيق المروع في منظومة قانونية تماما لإبادة روحها وإجبارها على الاعتراف.
في الزنزانة حيث تجثو على ركبتيها طويلا، ترسم الكاتبة لوحة لامرأة تهذي ألما وهي تراقب مصيرها في عجوز قضت 20 عاما ثم ظهرت براءتها من حرق ابنتها. تهذي من ذكرياتها التي تندفع ساخنة لرأسها رغم صقيع الأرض الذي ينسيها الشعور بقدميها. تقطع ذكرى العجوز الطيب الحزين الذي تسامر معها ووجد العزاء لفقد زوجته في إحدى السيول. تغرق هي بدلا من زوجته - تحسدها في سريرتها لأنها وجدت من يرثي لغرقها- ولا ينقذها إلا صوت الحارس صباحا.
يجمعني بالموتى رائحة العفن ذاتها
تطرح الكاتبة فهما أعمق للبطلة التي تحتقر ذاتها كخرقة بالية، يقودها الجنون لحب قابيل القاتل الأول في إحدى الهلاوس الحقيقية ويصبح ملاذها الممكن للغرام، يربطهما الدم الذي أراقانه. يمضيان لحظات النشوة واحتقار النفس معا. أرى أن السرد كان يمكنه تقديم جرعات أقل من علاقات الجسد التي تدفع لتصديق البطلة حين تشعر بكونها مجرد ملعونة عاهرة، قبل أن نشفق على ضياعها.
النهاية متماشية تماما مع خط الرواية. وحين ينعق الغراب أخيرًا بصوت القدر: "ستموتين اليوم". تتأمل البطلة النيران وجسدها يتآكل فيها. كان موتا في أحلامها لكنه قد يصبح حقيقة بعد أن يصبح الموت ملاذها لا الكابوس المرعب الذي تخشاه.. راحت تحوم حوله راضية بخفة وبلا قدمين. وهكذا تكتمل لوحة التراجيديا الحياتية لأولئك الذين فشلوا في النجاة من الماضي!
-
دينا ممدوح
رواية فوق رأسي سحابة للكاتبة دعاء إبراهيم
دار النشر: دار العين
سنة النشر: 2025
عدد الصفحات: 200 صفحة
هل يمكن إخفاء بشاعة العالم بين طيات غراب أسود لا يحمل على جناحه سوى إنذار بالموت؟ هل يمكن أن تصبح السحب البيضاء المحملة بالمطر ذات يوم محملة بالألم أيضًا؟ بحثت عن تلك الأسئلة بِحيرة خلال قراءة (فوق رأسي سحابة)
على الرغم من أنني أعرف جيدًا عوالم دعاء إبراهيم لأنني زرتها سابقًا، إلا أنني هنا لم أعطي خوانة كما نقول، وخطوت بخطوات هادئة لعالم لم أتخيل كيف سيسحبني داخله نهارًا كاملًا لأنهي صفحات الرواية فورًا، مع بعض الوقت المستقطع لألتقط أنفاسي مرة أخرى، نعم؛ هذه الرواية من الروايات التي تحتاج أن تغلقها لتستطيع أن تبتلع كل تلك القسوة والتقط أنفاسي لاستكمالها مرة أخرى، ولكن لا أعرف كيف يمكن استكمال العالم والحياة بعدها!
تبدأ الرواية مع فتاة صغيرة لن تتعرف على اسمها الآن، وكأنها ستبقى مبهمة ومخفية حتى منتصف الرواية، ولكن الصفحات الأولى تبدأها بصدمة، فتاة ترتدي قميصًا بلون زاهي لتقوم بفعله قاسية، ولكن الأقسى فيمن تفعلها! الصدمة الأولى التي عليك ابتلاعها سريعًا حتى تفهم هذا العالم، ولكن أنتظر.. هل تسمع الغراب كما اسمعه؟ يرفرف فوقنا، يمنح (نهى) الأوامر وربما نظرة للمستقبل وكأنه يعلمه، على الرغم من علمك جيدًا أن لا يعلم الغيب سوى الله، ولكن إيمان نهى لم يكن يكفي أن تعلم، ربما لم تأخذ من حكايات الآلهة والجنة سوى التفاحة التي كانت هي النقمة يومًا ما، والغراب الذي عَلم صاحب أول خطيئة كيف يداري سوءته! وعلى الرغم من ذلك وصم الغراب دائمًا بأنه شؤم لا يأتي سوى بالموت والخراب، يطرق بابك وحين تقرر طرده لا ينساك مطلقًا، ويأتي بقافلته كاملة ليتعرف عليك وحينها لن تستطيع الفرار منهم أبدًا، البطلة هنا أيضًا وصمت بالكثير من الأشياء كما الغراب، وصمت بأب تركها ورحل، وأم لعوب لا تعترف بعمرها أو ابنتها، خال يحتضنها وفي الوقت نفسها يذ.بحها بسكين بارد لا يُميت، ولكنه يترك أثاره التي لن تمحى أبدًا، فكان من المنطقي أن يصبح الموصومون أصدقاء.
نتابع حياة (نهى) الممرضة التي تنتقل من مصر إلى اليابان، هل تتخيل إنها ستترك بوصلتها هنا وترحل؟ بالتأكيد لا ستأخذها معها، بوصلتها كانت غرابها، يخبرها من سيموت اليوم ومن سينتظر للغد، تقابل والدها والكثير من الأشخاص الذين يمنحونها نظرة مؤكدة عن الموت، كيف يبدأ وكيف ينتهي بين يديها، ربما كان البعض خلاصهم في الموت ولكن البعض الآخر كان في المو.ت حياتهم كما نهى.
في رحلتها نكتشف معها كوكب اليابان، تأثير الحياة الرتيبة والعملية على الأشخاص فيه، ومنهم صديقة غرفتها، التي كنت أرى نهايتها أمامي منذ البداية، بكل تفاصيل ما قبلها ولكنني تفاجأت بما بعدها، في رحلتنا لليابان لن نتعرف على الأماكن الجميلة وكل ما يميز هذا الكوكب، فنحن في منتصف رواية لن تجد فيها هذه الأشياء المبهجة، ستجد فقط القسوة والنهايات المأسوية، لنجد البطلة في السجن تنتظر الإعد.ام كل يوم، لا تعرف ما هي نهايتها وما جريمتها، فعلى الرغم من أنها ارتكبت الكثير من الجرائم إلا أنها ستحاسب على الجريمة الوحيدة التي اعتقدت طوال الأحداث أنها لم ترتكبها، وتركت الكاتبة كلمة الفصل في هذا الأمر إلى النهاية، ولكن للحقيقة وجدت أن جزء السجن تحديدًا بكل التفاصيل فيه كانت دخيلة واقتطعتني من كل الأحداث السابقة لها، ما وازن هذا الجزء بالنسبة لي هي التخيلات التي تصورتها البطلة مع حبيبها قابيل.
للرواية فلسفة خاصة عنوانها المو.ت، الذي أعتبره بالتأكيد هو عامود الرواية الأساسي وليس الأشخاص في حد ذاتهم، فلسفة المو.ت والحياة كانت واضحة في كافة التفاصيل، بداية من الحياة التي لم تعيشها البطلة بكل البراءة التي تمنتها، وموت أمها ومن ثم خالها الذي كان موته هو النقطة الفاصلة سواء في المكان نفسه الذي تبدل تاليًا بسفرها، أو شخصيتها وتحررها، أو في علاقتها بوالدها الذي ظهر فجأة بعد سنوات في أرض غير أرضها، حاولت أن تزرع فيها نفسها من جديد بعد أن اقتلعت من ماضيها، ولكنها كانت نبته سامة، أنببت المو.ت معها أينما وضعت.
من ضمن فلسفة الرواية هي النظرة إلى الازدواجية الواضحة في كثير من الأحداث، والتي نبدأها مع الأم التي لم تكن يومًا أمًا كما يجب، ونهى التي يتوجب أن تكون هي ملاك الرحمة ولكنها أصبحت عزرائيل، والخال الذي من المفترض أن يكون في مقام الوالد ولكنه كان هو المغت.صب والقا.تل، وكذلك كوكب اليابان الذي يظهر وكأنه مبهر ومضيء من الخارج، ولكنه في الداخل مظلم ورتيب ويشبه الجانب المظلم من بطلة الرواية نفسها أيضًا في تشابه أخر تضعه الكاتبة أمامنا.
كنت أبحث عن السحابة ووجدتها، السحابة فوق رأسها كانت قاتمة، مؤلمة، تحجب الشمس وتحمل فوقها الموت، ثم تمنحها أمطارًا من الألم، فكلما أقتربت كلماتها مني كنت أحترق، لكن وددت لو خف الألم قليلًا في تلك الرواية التي أعتبرها من أقسى الروايات التي قرأتها منذ بداية العام.
اقتباسات:
❞ لم أرَ ملاكًا أبيض، يحمل جناحين من نور، ليخبرني في أسف، أن أمي ستموت الليلة. الليلة بالتحديد. ❝
❞ ولم أشعر بالدفء، كأن البرد ينبعث من داخلي للخارج. كنت بحاجة لحضن أمي. ❝
❞ لا يمكن للموتى أن يؤذوا الأحياء. وهذا أفضل شيء في الموت. ❝
❞ اشتدت الريح وصارت قادرة على تحريكي. ليتني ريشة تحتضنها الريح. تومئ لها، ثم تمزقها، كأنها لم تكن يومًا ما، ❝
❞ لا صوت يعلو فوق صوت الكون. الطبيعة الخلابة القاتلة ❝
❞ أنتظر الألم الذي يجردني كل ليلة من ملابسي، تاركًا خدوشًا دامية. ❝
❞ الشفاء قبح والألم حرية، أتحرر من ذنوبي. ❝
❞ ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة. ❝
❞ نحن لا نرى ما هو أمامنا، نحن نرى ما نريد أن نراه. ❝
❞ أول الألم الإنكار وآخره الإذعان. تنكر أن شخصًا قادر على إيذائك. وحين ترى صورتك معكوسة داخل عينيه تبدأ في التصديق، بعدها تحاول يائسًا أن تقاوم، وحين تفشل تتقبل الإذعان كحل مناسب للحفاظ على ما تبقى منك. ❝
❞ كنت أخف وأطفو كذرات هيليوم. اكتشفت أن التحليق لا يحتاج لأقدام سليمة، ولا حتى لإرادة واعية. أُساق كما يُساق الجميع نحو قدر مبهم. ❝
-
Mohamed Tharwat Abdulaziz
فوق رأسي سحابة
دعاء إبراهيم
دار العين للنشر - ElAin Publishing
208
⭐️⭐️⭐️⭐️
■ كان واقفًا فوق رأس القاتل. يخبره أن أخاه يكرهه وأنه سيحظى بالفتاة الأجمل. يُشعره أن أخاه الأقرب، الأتقى، الأفضل. لم يدعه يتردد، نعق في أذنه وأشار نحو صخرة عملاقة، تحرك قابيل كما تحركت أنا في أروقة المستشفى، فيما وقف هابيل المسكين يردد: إن بسطْتَ يدك إليَّ لتقتلني ما أنا بقاتلك. كأنه يقول له اقتلني في وداعة، أو لعله رأى الغراب فوق رأس القاتل، وأدرك أنه مقتول اليوم. فاز هابيل بكل شيء في النهاية! خسر جسده فقط!
في عملها الاحدث تقدم لنا الكاتبة وجبة دسمة كالعادة ما بين أحداث ومشاعر وتفاصيل تتغلغل في نفوسنا ونتشرب بها فتنتهي الرواية ولا ينتهي اثرها.
تحكي الكاتبة في ثلاثة فصول عن نهى التي تعمل كممرضة وعن حياتها وكل ما مرت به من نوائب وأثرها عليها في إطار لا يخلو من الفلسفة كعادة الكاتبة لنكتشف معاناة البطلة منذ صغرها وهي إبنة وحيدة لأم مزواجة لا تحترم سنها ولا امومتها وأب أناني تبع غريزته وهرب وتركهم في أول فرصة لاحت أمامه.
❞ كل الأشياء المفزعة تصبح معتادة مع الوقت ❝
هكذا تأقلمت البطلة مع مأساتها منذ مولدها فقد كانت الأم تتبع شهواتها ولا تحمل لها هما فالزوج اهم من الابنه وعليه فلتذهب الإبنه إلى جدتها فتحل محل الأم في وصف من أروع ما يكون للكاتبة ❞ صار وجه أمي طيفًا يزورنا في المناسبات، خفتت صورتها من ذهني. وطَفتْ صورة جدتي بمحاولاتها الكثيرة لإرضائي. يومًا بعد آخر صار وجه جدتي أقرب لما يجب أن يكون عليه وجه الأم. وباتت هيئة أمي غريبة، ❝ وبالطبع لا مانع من استبدال الأب بالخال فكما يقال "الخال والد" ولكن من قال ان كل من حُمِّل أمانة كان على قدر مسؤليتها فوحدهم الاقربون من يستطيعون إنفاذ ضرباتهم في القلب بمهارة ليتولى الخال هذه المهمه البشعه فيكون الحامي والجلاد في ذات الوقت ومع صغر سنها وتمردها فلابد أن تلجأ الجدة له ليعاقبها وما أبشعه من عقاب، وهنا كانت الطامة الكبرى فمن قال ان لطفلة ان تعي معنى أن يُرتكب في حقها جريمة ومن لها ليمنحها الثقة في البوح والتعبير ومن لها ليقتص من الجاني ومن قال انها ستجد لها داعم بعدما نهرتها أمها فهي كما قالت"وش فقر زي ابوها".
اعتادت البطلة التعري ولكن ليس كوالدتها وشهوانيتها وانما كلقيط لا يجد حائط يختبئ خلفه فكانت طفلة عليها أن تحمل همها بنفسها فيجب عليها الطاعه حتى لا تتعرض للعقاب الذي كان يحدث على كل حال في يوم جمعه وتحت صوت إذاعة القرآن الكريم العالي كما وجب عليها التفوق والعمل والاعتماد على نفسها ومعاداة الاقربون حتى لا تكون محل احراج بسبب امها او ابوها والاهم من كل ذلك ان تجد اجابة امام الله حين يسألها لماذا لم تعترض ولماذا كانت ممتنه لعدم البوح وكأنها هي المذنبة لا الاخرون.
في الفصل الثاني بعنوان ميلاد ظننت الحياة ستبتسم للبطلة اخيرا فها هي تسعى لحياة جديدة في بلاد جديدة وها هو الأب بعد سنوات طوال يحاول تقبل ابنته ظناً منه انه بذلك يسدد فاتورته السابقة ولكن من قال ان الماضي يختفي في طرفة عين فماضيها يلاحقها اينما رحلت مثل ظلها وتتوالى الاحداث وتظهر شخصيات جديدة بقصص مهتلفة ووحده يظل معها لا يغيب ذلك الغراب الذي اتخذها يدا له تنفذ ما يشاء وقتما شاء.
في حياة اخيرة كانت الخاتمه فبعد محاولات عديدة للتأقلم وخلق شريك وهمي يعيش نفس المأساة وبعد طرح تساؤلات فلسفية عديدة تضعك في معضلة كبيرة تحكي البطلة عما آلت إليه فتصف شعورها ❞ للألم مراحل كثيرة مرهونة دومًا بالوقت. أول الألم الإنكار وآخره الإذعان. تنكر أن شخصًا قادر على إيذائك. وحين ترى صورتك معكوسة داخل عينيه تبدأ في التصديق، بعدها تحاول يائسًا أن تقاوم، وحين تفشل تتقبل الإذعان كحل مناسب للحفاظ على ما تبقى منك. لكن المرحلة ما بعد الأخيرة هي أن تتشرب هذا الألم، تبتلعه بنهم، تتركه ينمو داخلك كائنًا صغيرًا، سرعان ما يكبر وينفصل عنك، أن يصبح للألم إرادة حقيقية، مستقلة " وهكذا تحكم فيها ألمها لتصل الى شاطئ أمانها الذي طالما تمنته❞ ما الذي أود فعله في هذه الدنيا؟! لا شيء. كأن تصل إلى خط النهاية في سباق حياتك، ماذا بعد القمة سوى الهبوط للأسفل مجددًا، أو السقوط." وتترك لك ما بقي منها الم مُتجسد كغصة في حلقك والسؤال المُلح هل كانت جاني أم مجني عليه؟
ناقشت الكاتبة العديد من القضايا المتعلقة بإنفصال الاهل وتأثير ذلك على ابنائهم وكذلك زnا المحارم ومهنة التمريض ونظرة البعض لها ولمن يمتهنوها بالاضافة الى قوانين المجتمع الياباني وطقوسه وبالطبع السبب الاساسي في كتابة العمل وهو الظلم البين الذي يقع على بعض المسجونين ممن لم تثبت عليهم التهمه كأن يصل أحدهم للسجن ظلما لما يقرب من نصف قرن وما يترتب عليه من اهدار لحقه حتى انهم لا يستطيعون العيش وسط ذويهم بعد ترسخ فكرة انهم مذنبون او تعاملهم مع شبح التكنولوجيا من حولهم.
كعادة الكاتبة العمل ينضح بالألم في كل موقف فلا تكاد تنتهي من صدمة حتى تباغتك بأخرى اكثر ما أثر في هي نظرة البطلة لنفسها فقد كانت هي الجلاد طوال الوقت ربما لو سامحت نفسها لوجدت فرصة ولكن الأكيد أنها تحملت ما لا يقدر عليه بشر كذلك لحظات موت كل من والدتها ووالدها بما يحويان من حوار وموت طفلها احببت العمل رغم ألمه ولا ارشحه لأصحاب القلوب الضعيفة ولكن ان كنت تبحث عن أدب يستحوذ عليك فتمنياتي لك بقراءة ممتعه.
■إقتباسات:
• أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش.
• الأفضل دومًا هو الأقدر على الانبطاح، على تمرير كل شيء، وأي شيء، على النجاة،
• ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة.
• ما أجمل الموت الذي يهبنا ما لا تقدر عليه الحياة، الذي يخلصنا حين يأتي في وقته تمامًا، في اللحظة التي نتمناه فيها. أنا أداة الموت. ابنته المخلصة.
• الصدفة حظ الضعفاء.
-
نفحات الصياد
#مسابقة_مكتبة_وهبان
#مسابقة_مراجعات_فوق_رأسي_سحابة
●العمل : رواية " فوق رأسي سحابة "
●التصنيف : نفسي-فلسفي.
● الكاتبة : دعاء إبراهيم
●الصفحات : 208 Abjjad | أبجد
● سنة النشر : 2024 م
●الناشر : دار العين للنشر - ElAin Publishing
هذا الريڤيو يأتي بصوت "نهى"، بطلة رواية "فوق رأسي سحابة"، التي لم تملك يومًا صوتًا.
أنا نُهى، لست من أُولي النُّهى، بل من أوائل الضحايا، أو كلّهم إن شئت.
أنا الماضي الذي تاه في السراديب.
أنا الحاضر الذي تجمّد في جبل فينسون.
أنا الغادر والمغدور، القاتل والمقتول، الدنيا والآخرة.
أنا الفتاة التي حلمت بغدٍ لا يأتي.
أنا التي حلمت بأم... لا تستغرب حلمي، ولا تتعجّب منه.
تعالَ معي، أُعرّفك بأمّي.
أمي التي سكنت خاطري دومًا، ولكن غيابها كان كحضورها.
ترمي نفسها هنا وهناك، وتنأى بحضنها عن قلبي.
أفتقدها... فتُهشّمني، تُحطّمني، تُحمّلني ذنبًا لا يد لي فيه:
"أنتِ كأبيك!"
ما معنى "أب"؟
أخذنا في المدرسة أن الباء تأتي بعد الألف، وعندما نجمعهما نحصل على كلمة: "أب".
لكن، ماذا تعني؟ وماذا تتضمن؟
هل هو كل من جاء يرتشف رحيق أمّي، ويُخبرني بغلظة وجفاء أنه لي أب؟
هل كل أولئك آباء؟!
يُصرّون على أنهم آبائي... لكنكِ يا أمي كنتِ شغلهم الشاغل، وكنتِ شغلي أنا!
لماذا يرحلون، يا أمي؟ وأين ذاك الذي تدّعين أني أشبهه؟
أهكذا يكون الآباء؟ يتزوجون، يُنجبون، ثم يهربون؟!
غضب الأب الجديد، فأرسلتِني إلى جدّتي تُهذّبني.
أطعمتني جيدًا كقطٍّ أليف يُؤنس وحدتها، رأت معدتي، وأهملت فؤادي.
أخبريني يا أمي،
هل كان داخلي مظلمًا وسحيقًا؟
أم غيبًا يسير من وراء حُجُب؟
داخلي كان يصرخ، يشتعل، يا أمي...
أكان رمادًا؟ فأعمى غباره عينيكِ وعين جدّتي؟
ظللتُ يومًا أبحث في الطُرُقات عن الحب، الرحمة، الحنان، الاحتواء...
تورّم كاحلي، واغبرّ رأسي، وما وجدتُ حتى خُفّي حُنين.
أتعلمين، يا أمي، أنكِ بنيتِ بيننا جدارًا يفوق جدار برلين في عتاقته؟
كرهتُ البحر، ولم تكلّفي خاطركِ أن تعرفي السبب.
قابلتِني بالطعنات والسباب.
أمي...
أهكذا أستحق أن أكون منبوذة؟ مذنبة؟ مخطئة بلا جريمة اقترفتها؟
جدّتي، بيديكِ الدافئتين، اللتين كساهما الزمن تجاعيد الشقاء،
سلّمتِني لحبل الغدر والمشنقة، سلّمتِني للمقصلة بكل هدوء.
خالي...
كان سكينًا في الظل، وقيدًا في ظهري.
لم يكن والدًا، بل كان سفّاحًا مغتصبًا.
اغتصب أماني قبل جسدي، اغتصب أمني، روحي، طفولتي، براءتي.
أهكذا يكون "الوالد"؟!
أمضيتُ في الحياة، رغم أنها تعاندني، تقهرني، تحطّمني في كل خطوة.
وفي يوم... يا أمي...
لفظتُ كل ما بداخلي، تقيّأتُ غضبي المكتوم، وأجبرتكِ أن تتجرّعيه.
لم تفلح نظراتكِ الغضبى، المتوعّدة.
انسِ، وتناسَي، فلن تُفلح تلك النظرات معي بعد اليوم.
فبداخلي جحيم مشتعل، وفوق رأسي ناعق ينعق بكل آلامي وجراحي...
أتعلمين يا أمي؟ لم تكوني الأولى، وكنتُ أظنكِ الأخيرة.
تركتُ الجمع والجميع بعد رحيلكِ، يا أمي.
ذهبتُ صوب سُبّتي – سبابكِ وإهاناتكِ – لأتعرّف عليها.
ذهبتُ صوب أبي.
صدقتِ يا أمي، أشبهه ويشبهني.
لكن هل داخلنا متماثل؟
لقاؤنا كان باردًا، باهتًا، لم يُكلّف نفسه حتى اعتذارًا سخيفًا!
تلبّسته اليابان وتقاليدها. قال لي: هنا كلّ شخص مسؤول عن نفسه!
كدتُ أقهقه، يا أمي...
وهل جعلني يومًا ضمن مسؤولياته؟
أو حتى في جدول مكالماته؟
أهداني سكنًا يدفع إيجاره، وأوجد لي عملًا!
أحقًّا أنا مظلمة، يا أمي، كثقبٍ أسود، فلا يقترب مني أحد؟
أكنتُ أظن – بعقلي القاصر – أن المدعو "أبي"، الذي أحمل اسمه وملامحه،
سيحتويني؟
يعوّض سنيني؟
يهبني الأمان المسلوب؟
يمنحني دفئًا، يرمّم تصدّعاتي، يجبر كسري؟
أكنتُ بلهاء كالعادة؟ حالمة؟
أنسيتُ أنني لا أعرف إلا الكوابيس؟!
وَهَنَت روحي، يا أمي، منذ قرون، وانسجمت مع قابيل واحتميت بظله .
ضحكتُ يوم موت المدعو أبي، شبيهي، فعلتُها، يا أمي، مرّة أخرى: قتلته.
فانتشى داخلي، ونعق غرابي، وكافأني قابيل واحتفى بي.
أحرقوا جسده، فلم أكترث...
تلك كانت اليابان، وتلك كانت تقاليدهم.
أأنازعهم فيه؟ وهو لم يُلقِ لي بالًا يومًا؟ فليحترق.
في اليابان، يا أمي، الحياة باردة.
يلهثون بقوة كأنهم في ماراثون لا ينتهي،
يتسابقون لإنهاء العمل، بإتقان، بمثالية قاتلة.
يتسترون خلف أقنعة العفاف والمثالية، حتى الانهيار.
تمرّدتُ هنا على كل شيء، أبحث عن حرارة، عن شيء افتقده، عن شيء أضعته أم لم يكن أبدًا بجواري؟
أمي الحياة لم تكن باردة في اليابان فقط،
بل في صدركِ يا أمي أيضًا.
لم ألمس دفئًا يومًا... أكنتُ أنا السبب؟
رغم الحرائق بداخلي كانت دومًا أطرافي باردة متشنجة.
مالسر يا أمي؟ ما الأمر؟
أنا نُهى التي سُجنت ظلمًا في طفولتها، وسُجنت ظلمًا في نهايتها.
والمضحك المبكي... أنهم اقتادوني إلى الزنزانة
في الليلة الوحيدة التي لم أقتل فيها أحدًا.
ياللسّخرية.
ينعق غرابي، ويثور قابيل الذي يسكن وجداني... ولكن دون جدوى.
من يُصدقني؟ من يُدافع عني؟
فأمي لم تهتم.
وأبي رحل، وما رَمَش.
أما جدّتي فملأت بطني، وقادتني للانتهاك تأدّبني.
أهكذا دومًا أُحاسَب على كؤوسٍ لم أتذوّقها؟
أنتم يا أصدقاء... بل يا غرباء،
تحبّون رؤية ما يُشعركم بالرضا:
أنكم مثاليون، منتعشون، متميّزون... مزيفون.
وتديرون ظهوركم للحقيقة، خشية أن يظهر قبحكم للعلن.
أنا نُهى...
فتاة بجناح مبتور، وغراب أسود ناعق.
أنا نُهى... الرحمة المؤودة في مهدها، والموت المُسكِر في نعشه.
-
ماجد رمضان
#قلم_وكتاب
فوق رأسي سحابة
الكاتبة: دعاء إبراهيم
ترسم الكاتبة "دعاء إبراهيم" باقتدار عالم بطلتها رئيسة الممرضات "نهى" التي تعاني من ملاحقة ماضيها القاسي، وصعوبة حياتها بين أمها وجدتها على السواء، واستغلال خالها لها جنسيا، لتذهب إلى والدها الغائب في "اليابان"، حيث تكتشف عالمًا آخر مغايرًا جذريًا لكل ما نشأت وعاشت عليه، ويلاحقها القدر وتتورط في جريمة قتل لم ترتكبها فعلاً، رغم أنها ارتكبت غيرها الكثير! ، ولم يكتشف أمرها أو يعرف سرها.
السرد واللغة :
- يتحرك السرد في الرواية من الداخل إلى الخارج، ويتبع إيقاع الذاكرة لا منطق الحدث، ويبني على التداعي لا على التسلسل.
- اعتمدت الكاتبة تقنية السرد البوليفوني " تعدد الأصوات " لتنطلق منها داخل عوالم الشخصية الرئيسية للرواية، وذلك عبر استنطاق غير مباشر لأكثر من راوٍ يتقاطعون جميعاً في تحديد مصير البطلة ومصائر بقية الشخوص. في مواضع محددة داخل النص تداخل أكثر من راوٍ في ثنايا فصول بعينها وربما بالفقرة ذاتها عبر الاعتماد على مشاهد مركبة ينتقل بها الحكي من البطلة-بشكل ضمني- إلى لسان حال الغراب تارة ثم إلى ” قابيل” شريكها في الحب والحكي والخطيئة.
- تباينت لغة البطلة ذاتها وتطورت بتطور علاقتها مع كل من الغراب وقابيل، فوجود الغراب من بداية الصفحات الأولى من الرواية أظهر صوتها جافاً وخالياً من الروح مما انعكس على اللغة التي استخدمتها البطلة التي جاءت حادة وجافة ظاهرياً في حضرة الغراب؛ بخلاف قابيل الذي جاء حضوره خفيفاً شفيفاً رقراقاً مما انعكس على لغة السرد، فكل المشاهد التي تجمع البطلة مع حبيبها “القاتل الأول قابيل” كانت اللغة شديدة الوداعة والرومانسية، حتى لحظات الحكي عنه دون وجوده انساب السرد بخفة فراشة تحلق من شرنقتها نحو الحرية والخلود.
- لجأت الكاتبة إلى المشاهد شديدة التركيب كبديل عن الاستخدام المفرط للفلاش باك، مما أكسب النص طابعاً سينمائياً خاصة في المشاهد الإجرامية واستدعاء لحظات الألم النفسي، كما حافظت بنية النص التي تعتمد على تقنيتي التقطيع ثم التأخير على عنصر التشويق
- اعتمدت الكاتبة على التكرار كأداة إيقاعية، تردد الراوية جملة “ستموتين اليوم” أكثر من مرة، بصيغ مختلفة، فتقول مثلاً: “عارفة يا ماما.. إنك هتموتي النهاردة”، لتصنع تمهيدًا لانهيار داخلي يقود إلى لحظة مواجهة بين الابنة والمريضة، بين الممرضة والضحية، بين الطفلة والموت الذي لم يمت بعد.
( قد يبدو هذا التكرار نوعا. من الالحاح ، يدفع القارىء الى الملل، ولكنه تكرار يعكس الاهمية التي يوليها الكاتب لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذي يتوخاه الكاتب).
- لا تتوقف الرواية عند ذروة، ولا تبحث عن خاتمة، يتنقّل فيها القارئ بين المشاهد كما لو أنه يفتّش في درج مظلم، كل سطر يكشف عن طبقة جديدة من الخوف، وكل جملة تحمل أثر ما لا يمكن قوله.
الرمز والمجاز في الرواية :
- جاء قابيل يرمز للموت ، لأنه أول من مارس إثم الموت، التى تمارسها الراوية بممارستها فعل القتل عندما يخبرها غرابها أن أحدهم سيموت فتعطيه جرعة دواء قات.
- يحضر الغراب في الرواية منذ سطورها الأولى، وكأنه نذير الشؤم وداعي الخراب يخبرها بموتها، فيما كانت تستدعيه الراوية/البطلة طوال الوقت لكونه يعرفها على من سيموت من ضحاياها.
- ذلك الغراب الذي يستحضر بطبيعة الحال حادثة الموت الأول في تاريخ البشرية يوم كان الغراب دليلاً لقابيل القاتل الأول لكي يدفن جثة أخيه المقتول هابيل، هكذا يحضر الموت الأول، ورموزه الغراب وقابيل ليشاركا بطلة الرواية عالمها، فالأول يبدو كدليل على الموت، فيما يأتي الآخر كوسيلة لخلاصها، ولو بالخيال، من ذلك الواقع المأزوم!
على الهامش:
- الرواية رحلة بين الثقافات، حيث تنتقل الرواية بين عالمين، أحدهما عربي والآخر ياباني كما تنتقل بين الواقعي والفانتازي.
- تعرضت الرواية لمشكلات المرأة العربية كما تكشف أيضًا مشكلات المجتمع الياباني مثل انتشار حالات الانتحار، فاجعة فوكوشيما، ظروف الاعتقال على ذمة قضايا، مشاكل القانون الياباني التي تجلت في حالة: إياو هاكامادا الذي صدر ضده حكم بالإعدام وظل لمدة 48 عام على لائحة الإعدام وحين تم إعادة محاكمته ثبتت براءته”.
- قامت " نهى " بتنفيذ العقاب على الجميع وفي حق الجميع إلا في حق الشرير الأول في حياتها، لا عن خوف ولكن عن وعي بكونها أصبحت متواطئة معه ولو بالصمت.
وختاما :
"فوق رأسي سحابة" رواية تعكس هشاشة الإنسان وقوته، انكساره وتمرده، ماضيه ومستقبله. من خلال حبكة نفسية عميقة تستكشف الصراع بين الحرمان والرغبة، الملائكية والشيطانية، الماضي والمستقبل.
مستغلة ثيمة الجريمة لصناعة "فلسفة ورؤية أبعد”.
#د_ماجد_رمضان
-
Zahraa Esmaile
"فوق رأسي سحابة..ممتلئة بالألم، لا تمطر إلا نكداً"
❞أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف. ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش. ❝
في الحياة لا يملك الإنسان إلا التكيف على مرار الأيام، وعلى ظروف حياته المتواترة بين السعادة والشقاء، فلا حيلة للمواجهة إلا بالتكيف، ولا تصفو الحياة بغير مقاومة، ولكن يبقى السؤال...إلى متى يستطيع الإنسان التحمل؟؟وهل كل الظروف والآلام قابلة للتكيف معها؟؟؟ أم أن للنفس البشرية طرقها الملتوية في التكيف الظاهري والإستفراد برد فعل أعمق وأعnف مما يتصوره أي منا؟؟
وهل يحاكم الإنسان على رد فعله عن ألمه؟؟ أم يحاسب من تسبب به في الأساس؟؟
في قراءة أولى للكاتبة"دعاء إبراهيم" وروايتها الأحدث"فوق رأسي سحابة" والصادرة عن "دار العين"، تخطو بنا الكاتبة إلى العديد من المناطق الشائكة في مجتمعنا المتدين بطبعه، فنرى الطفلة"نهى" التي نشأت بين أبوين منفصلين، في الوقت الذي اختار فيه الأب الهجرة إلى النصف الآخر من الكوكب، اختارت الأم الزواج المتكرر تحت شعار"هذا حلال ربي فمن يمنعني"، تناسى الإثنان ثمرة الزواج، وسلمت الطفلة إلى الجدة التي لا حول لها ولا قوة، تحت رعاية الذئب المتنكر في ثياب الخال، فكانت الصدمة الأولى والخوف الأول هو إغتصاbها من قبل الخال، بل وتمادى حتى جعلها تشعر بالذنب والإمتنان له لمجرد"عدم اخبار الجميع"، تلاعب نفسي من الدرجة الأولى ومن أقرب مصدر أمان بعد الأب
لم تتوقف مآساة نهى عند هذا الحد، فكبرت الفتاة وأصبحت ممرضة في مجتمع يغبط الممرضات على ظروف العمل والراتب الجيد، يسعى البعض منهم للزواج بممرضة تحديداً للمساهمة في تكاليف المعيشة، ولكن ينظر الغالبية لهم بنظرة دونية تتهمهم دوماً بالخسة وطول اليد بدون دليل واحد، فكيف تقاوم نهى كل هذا الضغط؟؟؟
"كنت أنتظر تلك اللحظة لكنها حين أتت، شعرت أن البطولة خاوية كباقي مفردات الحياة. أفرح للحظات، ثم أعود لحالة أسوأ مما كنت عليها"
فجأة يظهر غراب فوق رأس نهى، ينقر بشكل متسارع مردداَ"سيmوت اليوم، تبدأ سلسلة لا نهائية تنتهي فقط بmت الام والرحيل إلى اليابان حيث الأب، محاولة لميلاد جديد
"فشهور طويلة في زنزانة فردية كافية لقول أي شيء. كأن تنتظر قيام الساعة. فقط لتعرف مصيرك المجهول"
في اليابان، تكتشف بعيون نهى الجانب المظلم من البلد الأكثر نظاماً في العالم، ففي الوقت الذي نرى فيه تطور التكنولجيا، تنطوي الخلفية على معدلات انtحار عالية بعد الضغط المستمر من ألة العمل التي لا ترحم، حتى في السجن، يعامل الجميع بطريقة تملك من القsوة ماهو أكثر من النظام البحت، حتى أن البعض يقضي أكثر من 20 عاماً في محاولة لانتزاع اعتراف بجريmة لم يرتكبها، أحياناً تثبت برائته، فهل يقبله المجتمع بعد هذه السنوات الطويلة من الوصم؟؟؟
أجادت الكاتبة المزج بين العالم الواقعي والفانتازي بدقة متناهية، ف الغراب هو المعلم الأول للقاtل الأول في التاريخ، بسرد قوي وفلاش باك موظف ببراعة، نهاية غير مألوفة
في النهاية، أعجبتني شجاعة الكاتبة في تناول قضايا إجتماعية شائكة، راق لي السرد ولغة الكاتبة المتقنة، لكن لم يعجبني بعض الوصف الزائد +18
#رفقاء2025
#فوق_رأسي_سحابة
#قراءة_حرة
#قراءات_يوليو
1/22
-
Sama Ziada
📖ريڤيو رواية فوق رأسي سحابة
للكاتبة / دعاء إبراهيم
📖عدد صفحاتها : 200
––––––––––––
––– " لا أعلم كيف يواسون بعضهم بعضًا بغير تلك الضمة؟! الضمة التي تمسك بالقلب وتمنعه من السقوط."
🧚في البدء ستعتقد أن الرواية رومانسيه، خاصة وأن الغلاف يوحي بذلك، لكن الحقيقة أنها ذات طابع سريالي سودوي.
🧚تناقش الرواية عددة قضايا، كالتــhــرش الجنسي بالأطفال، فهناك فتاة صغيرة تعرضت للإهمال من قبل والديها، وتم التــhــرش بها علي يد خالها واجبرها علي الصمت.
🧚معاناة الأطفال بعد انفصال الوالدين، والاثار السلبية الناتجة عن هذا، ومدى الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له.
🧚معاناة الطاقم الطبي من الاضطهاد، وخصوصاً طاقم التمريض، وما يعانيه في مصر من سوء معامله ودونية.
🧚اظهار الجانب الآخر المظلم لدولة اليابان، وبرغم كونها الدولة الأكثر نظاماً وتطوراً، لكن بداخل المجتمع جانب مظلم لا يظهر في العلن .
🧚 الرواية تناقش فكرة المـوت، وأن للموت أوجه كثيرة، والتفكر في بداية الموت.
🧚هناك اسقاطات كثيرة تطرقت ليها الرواية :
- الوجه الاخر للموت، والمتمثل في قصه هابيل وقابيل.
- معاناة المرأة واحد في كل مكان، سواءاً كانت في عالم أول أو ثالث .
-اختيار اسم الرواية موفق، فهو يعبر عن التخبط والتشويش والصراع النفسي الذي تعاني منه البطله، ومحاولتها التأقلم مع كل هذه المعاناة.
🌴الإقتباسات :
✔️" كنت وحدي. مثلك الآن وحدك، أسفل لحاف ثقيل يكتم أنفاسكِ. وقتها، أيضًا، كان هناك شيء يكتم أنفاسي. "
✔️"هؤلاء الذين يأتون بمعجزة يعانون طوال الوقت من الشك. "
✔️"ما أجمل أن أكون ضحية! هذا كل ما أريده يا حبيبي، أن أجرب هذا الألم الفريد، ألمي الوحيد المرجوّ. الآن، الآن فقط، أُشفق على قاتلي، وأسامحه وأنا أتحرر من عوائه المشروخ، وأنام بهدوء بلا كوابيس، للمرة الأولى، تحت التراب. "
🌴 رأي الشخصي:
📌 الفكرة :
🧚 جديدة وجريئة في تطرق الكاتبة لمعاناة الاطفال، وتسليط الضوء على الظلم الذي يتعرضون له؛ مثل انفصال الأبوين والتـhـرش .
📌 اللغة :
🧚 قوية ومعبرة عن الأحداث ، فاستطاعت بقوة أن ترسم معاناة البطلة بفقدان هويتها ، والظلم والمعاناة التي عاشتها، ومحاولتها للتأقلم رغم ذلك.
📌الشخصيات :
🧚الشخصيات جميعها رُسمت ببراعة شديده، فقد اظهرت الكاتبه الجانب النفسي ببراعة، وأن الكل مذنب حتي من تعرض للظلم والمعاناة .
📌النهاية :
🧚النهاية سوداوية لكنها منطقية لتسلسل الأحداث؛ فهي تصلح لاصحاب القلوب القوية، ولا تصلح لاصحاب القلوب المرهفة.
#فوق_رأسي_سحابة
#دعاء_إبراهيم
#مراجعات_ريهام_منسي
-
Reham Mansy
📖ريڤيو رواية فوق رأسي سحابة
للكاتبة / دعاء إبراهيم
📖عدد صفحاتها : 200
––––––––––––
––– " لا أعلم كيف يواسون بعضهم بعضًا بغير تلك الضمة؟! الضمة التي تمسك بالقلب وتمنعه من السقوط."
🧚في البدء ستعتقد أن الرواية رومانسيه، خاصة وأن الغلاف يوحي بذلك، لكن الحقيقة أنها ذات طابع سريالي سودوي.
🧚تناقش الرواية عددة قضايا، كالتــhــرش الجنسي بالأطفال، فهناك فتاة صغيرة تعرضت للإهمال من قبل والديها، وتم التــhــرش بها علي يد خالها واجبرها علي الصمت.
🧚معاناة الأطفال بعد انفصال الوالدين، والاثار السلبية الناتجة عن هذا، ومدى الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له.
🧚معاناة الطاقم الطبي من الاضطهاد، وخصوصاً طاقم التمريض، وما يعانيه في مصر من سوء معامله ودونية.
🧚اظهار الجانب الآخر المظلم لدولة اليابان، وبرغم كونها الدولة الأكثر نظاماً وتطوراً، لكن بداخل المجتمع جانب مظلم لا يظهر في العلن .
🧚 الرواية تناقش فكرة المـوت، وأن للموت أوجه كثيرة، والتفكر في بداية الموت.
🧚هناك اسقاطات كثيرة تطرقت ليها الرواية :
- الوجه الاخر للموت، والمتمثل في قصه هابيل وقابيل.
- معاناة المرأة واحد في كل مكان، سواءاً كانت في عالم أول أو ثالث .
-اختيار اسم الرواية موفق، فهو يعبر عن التخبط والتشويش والصراع النفسي الذي تعاني منه البطله، ومحاولتها التأقلم مع كل هذه المعاناة.
🌴الإقتباسات :
✔️" كنت وحدي. مثلك الآن وحدك، أسفل لحاف ثقيل يكتم أنفاسكِ. وقتها، أيضًا، كان هناك شيء يكتم أنفاسي. "
✔️"هؤلاء الذين يأتون بمعجزة يعانون طوال الوقت من الشك. "
✔️"ما أجمل أن أكون ضحية! هذا كل ما أريده يا حبيبي، أن أجرب هذا الألم الفريد، ألمي الوحيد المرجوّ. الآن، الآن فقط، أُشفق على قاتلي، وأسامحه وأنا أتحرر من عوائه المشروخ، وأنام بهدوء بلا كوابيس، للمرة الأولى، تحت التراب. "
🌴 رأي الشخصي:
📌 الفكرة :
🧚 جديدة وجريئة في تطرق الكاتبة لمعاناة الاطفال، وتسليط الضوء على الظلم الذي يتعرضون له؛ مثل انفصال الأبوين والتـhـرش .
📌 اللغة :
🧚 قوية ومعبرة عن الأحداث ، فاستطاعت بقوة أن ترسم معاناة البطلة بفقدان هويتها ، والظلم والمعاناة التي عاشتها، ومحاولتها للتأقلم رغم ذلك.
📌الشخصيات :
🧚الشخصيات جميعها رُسمت ببراعة شديده، فقد اظهرت الكاتبه الجانب النفسي ببراعة، وأن الكل مذنب حتي من تعرض للظلم والمعاناة .
📌النهاية :
🧚النهاية سوداوية لكنها منطقية لتسلسل الأحداث؛ فهي تصلح لاصحاب القلوب القوية، ولا تصلح لاصحاب القلوب المرهفة.
#فوق_رأسي_سحابة
#دعاء_إبراهيم
#مراجعات_ريهام_منسي
#مسابقة_مراجعات_فوق_رأسي_سحابة
#مسابقات_مكتبة_وهبان