"فوق رأسي سحابة..ممتلئة بالألم، لا تمطر إلا نكداً"
❞أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف. ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش. ❝
في الحياة لا يملك الإنسان إلا التكيف على مرار الأيام، وعلى ظروف حياته المتواترة بين السعادة والشقاء، فلا حيلة للمواجهة إلا بالتكيف، ولا تصفو الحياة بغير مقاومة، ولكن يبقى السؤال...إلى متى يستطيع الإنسان التحمل؟؟وهل كل الظروف والآلام قابلة للتكيف معها؟؟؟ أم أن للنفس البشرية طرقها الملتوية في التكيف الظاهري والإستفراد برد فعل أعمق وأعnف مما يتصوره أي منا؟؟
وهل يحاكم الإنسان على رد فعله عن ألمه؟؟ أم يحاسب من تسبب به في الأساس؟؟
في قراءة أولى للكاتبة"دعاء إبراهيم" وروايتها الأحدث"فوق رأسي سحابة" والصادرة عن "دار العين"، تخطو بنا الكاتبة إلى العديد من المناطق الشائكة في مجتمعنا المتدين بطبعه، فنرى الطفلة"نهى" التي نشأت بين أبوين منفصلين، في الوقت الذي اختار فيه الأب الهجرة إلى النصف الآخر من الكوكب، اختارت الأم الزواج المتكرر تحت شعار"هذا حلال ربي فمن يمنعني"، تناسى الإثنان ثمرة الزواج، وسلمت الطفلة إلى الجدة التي لا حول لها ولا قوة، تحت رعاية الذئب المتنكر في ثياب الخال، فكانت الصدمة الأولى والخوف الأول هو إغتصاbها من قبل الخال، بل وتمادى حتى جعلها تشعر بالذنب والإمتنان له لمجرد"عدم اخبار الجميع"، تلاعب نفسي من الدرجة الأولى ومن أقرب مصدر أمان بعد الأب
لم تتوقف مآساة نهى عند هذا الحد، فكبرت الفتاة وأصبحت ممرضة في مجتمع يغبط الممرضات على ظروف العمل والراتب الجيد، يسعى البعض منهم للزواج بممرضة تحديداً للمساهمة في تكاليف المعيشة، ولكن ينظر الغالبية لهم بنظرة دونية تتهمهم دوماً بالخسة وطول اليد بدون دليل واحد، فكيف تقاوم نهى كل هذا الضغط؟؟؟
"كنت أنتظر تلك اللحظة لكنها حين أتت، شعرت أن البطولة خاوية كباقي مفردات الحياة. أفرح للحظات، ثم أعود لحالة أسوأ مما كنت عليها"
فجأة يظهر غراب فوق رأس نهى، ينقر بشكل متسارع مردداَ"سيmوت اليوم، تبدأ سلسلة لا نهائية تنتهي فقط بmت الام والرحيل إلى اليابان حيث الأب، محاولة لميلاد جديد
"فشهور طويلة في زنزانة فردية كافية لقول أي شيء. كأن تنتظر قيام الساعة. فقط لتعرف مصيرك المجهول"
في اليابان، تكتشف بعيون نهى الجانب المظلم من البلد الأكثر نظاماً في العالم، ففي الوقت الذي نرى فيه تطور التكنولجيا، تنطوي الخلفية على معدلات انtحار عالية بعد الضغط المستمر من ألة العمل التي لا ترحم، حتى في السجن، يعامل الجميع بطريقة تملك من القsوة ماهو أكثر من النظام البحت، حتى أن البعض يقضي أكثر من 20 عاماً في محاولة لانتزاع اعتراف بجريmة لم يرتكبها، أحياناً تثبت برائته، فهل يقبله المجتمع بعد هذه السنوات الطويلة من الوصم؟؟؟
أجادت الكاتبة المزج بين العالم الواقعي والفانتازي بدقة متناهية، ف الغراب هو المعلم الأول للقاtل الأول في التاريخ، بسرد قوي وفلاش باك موظف ببراعة، نهاية غير مألوفة
في النهاية، أعجبتني شجاعة الكاتبة في تناول قضايا إجتماعية شائكة، راق لي السرد ولغة الكاتبة المتقنة، لكن لم يعجبني بعض الوصف الزائد +18
#رفقاء2025
#فوق_رأسي_سحابة
#قراءة_حرة
#قراءات_يوليو
1/22