اقتباسات هاروكي موراكامي

كانت كلماتنا قصيرةً مثل أمطار الطريق في ذروة الصيف حين تتبخَّر في لمح البصر من سطح أرضِ الواقعِ الجافَّة.

مهما كانت الغيوم متلبِّدة وقاتمة فاللَّون الفضِّيّ يتلألأ على جانبها الخلفيّ.

«يُبنى الجدار في الأصل لحماية الإنسان. ولكنَّه يُستخدم أحيانًا لحبس البشر. فالجدار الشامخ المتين يسلب البشر المحبوسين قواهم. سواءٌ جسديًّا أم معنويًّا. ثمَّة جدرانٌ بُنيت من أجل ذلك الغرض تحديدًا».

قد تكون الشيخوخة حدثًا مُفاجئًا بالنِّسبة للإنسان أكثر من الموت نفسه. ربَّما كان حدثًا يفوق توقُّعات الإنسان. يتَّضح له في أحد الأيَّام فجأةً أنَّ انعدام وجوده أصبح أفضل من وجوده بالنِّسبة لهذا العالم، بيولوجيًّا، وكذلك اجتماعيًّا!

«إنَّ المحنة تأتي دائمًا. المحنةُ فرصةٌ جيِّدة لصنع تحوُّلٍ في مسار الحياة. وكلَّما كانت المحنةُ قاسيةً كانت مُفيدةً لك».

‫ «إن لم أنهزم وينكسر فؤادي».

«في أيِّ شيءٍ جانبٌ مضيء. ومهما تلبَّدت الغيوم وأظلمت، فالجهة الخلفيَّة منها تتلألأ بلونٍ فضّيّ

«يحدث هذا أحيانًا. يختطف شيءٌ ما الزمن منَّا، ويُعطينا شيءٌ آخر غيره. والأمر الهامّ هو جعل الزَّمن حليفًا».

ربَّما تكون تلك هي المرَّة الأولى التي أراها تبتسم. ابتسامةٌ تشبه غيومًا كثيفة انشقَّت نصفَيْن، وتسرَّبَ من بينها شعاع ضوءٍ أنارَ قطعة أرض.

كرَّرتها مرَّةً ثانية: «صاعقة في سماء صافية»، وكأنَّها تحتفظ بتلك الكلمات في أحد أدراج مخِّها.

لم تكن بالجمال الذي يجذب الأنظار، لكنَّها من النوع الراقي. تبرز ابتسامتها العفويَّة على فمها بحياء، مثل قمر أبيض يظهر في الصباح.

كنتُ في حالةِ شللٍ عاطفيّ، شللٍ يولِّده القلب آليًّا ليخفّف من آلامٍ يعانيها، عندما يودّ شخصًا ولا يستطيع الحصول عليه. عمليَّة تخديرٍ للروح.

أكان مجرَّد تضامن؟ ففي العمق، كنَّا متشابهيْن. لم نكن نتحرَّك وفق ما نملكه بين أيدينا، بقدر ما كان يدفعنا أسانا على ما فقدناه ولم يَعْد مُلكنا.

أفضِّل إفساح المجال للشكّ على الحقيقة الرَّاسخة. سأختار الوثوق بالحيرة. هل ترى في الأمر غرابة؟»

ابتسم منشكي، وقال: «هذا لأنَّك ما تزال شابًّا. حين تصل إلى عمري، لا بدَّ أنَّك ستتفهَّم قصدي. ستفهم أيَّ عزلةٍ عميقة تحملها الحقيقة للإنسان…»

فالقلبُ لا يرتبط بقلبٍ آخر بسبب الانسجام وحده، بل يرتبطان بعمقٍ من خلال الجراح يقترنُ الألمُ بالألم، والهشاشةُ بالهشاشة فلا صمتَ من دون صيحة أسى، ولا غفران من دون سفك دماء، ولا تصالح من دون فقدٍ شديد هذا هو أُسُّ

«ثمَّة أشياءٌ كثيرةٌ ينبغي أن نواجهها في الحياة. ودائمًا ما يكون هناك شيءٌ يرتبط بأشياء أخرى. تحاولُ أن تحلّ مشكلةً، فتظهر مشكلةٌ أخرى لم تكن تتوقَّعها. ليس من السَّهل أن تتحرَّر منها.

هناك بعض الحقائق من الأفضل تجاهلها. لكنَّك لن تستطيع تجاهلها إلى الأبد. فعاجلًا أم آجلًا، ستحين اللَّحظة المناسبة ليصل إليك صوتُ الحقيقة كي ينهش قلبك،

«تعوَّدْ على النظر إلى الجانب الإيجابيّ. ربَّما هي نصيحة غبيَّة. ولكنْ، إذا كنتَ مجبرًا على السَّير في طريقٍ ما، فامشِ في الجانب المشمس منها على الأقلّ».

إنَّ الأفكار الخلَّاقة، في معظم الحالات، هي عبارة عن عواطف لا تُخلَق من العدم، إنَّما تبرز من قلب الظلمة من دون منطق ولا برهان

وانعدم العمق من كلتا عينَيْه، وبدا أنَّهما محجوبتان بالضباب. ذكَّرتاني بسماءٍ غائمة تنعكس على مياه بركة راكدة. عينان ترفضان بصراحة أيّ حوار مع الآخر. ما المشاعر التي تتخبَّط في عمق قلبه؟ أخفقتُ في تصوُّرها.