مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر - هاروكي موراكامي, ميسرة العفيفي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

رسّام متمكِّن من التقاط الأسرار المتخفِّية خلف وجوه الأشخاص الذين يرسمهم. لوحة مُربكة رسمها فنّانٌ كبيرٌ، عُثِرَ عليها بعد عشرات السنوات في سقيفة بيت. دبيبٌ في غابةٍ محاطةٍ بجيرانٍ غريبي الأطوار. وثمَّة جرسٌ برنينه المهيب والمحزن ينسلّ بين أشجار الغابة في قلب الليل. رواية حول قوَّة الفنّ البنَّاءة وقوَّة العنف الهدّامة؛ حول القدرة على جعل هشاشتنا ذهبًا، مهما بدتْ أيَّامُنا قاتمةً. كعادته، موراكامي يَفْتننا بكشفه للخارقِ فينا داخل رتابتنا، عاثرًا على السحر في تفاصيل حياتنا اليوميَّة". The Guardian في "مقتل الكومنداتور"، تتحرَّك عبقريَّةُ موراكامي بأسلوبٍ بديعٍ بين الواقع والهذيان. Der Spiegel
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.2 83 تقييم
733 مشاركة

اقتباسات من رواية مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر

كل إنسان تأتيه لحظة في حياته تحتم عليه تحولا جريئا. ولا يجب إفلات تلك الفرصة أبدا، بل يجب القبض عليها بصلابة. ففي هذا العالم، ثمة من يستطيع الإمساك بها و ثمة من لا يستطيع...

مشاركة من Flora Blanca
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر

    83

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    " رحلة برفقة الكومنداتور "

    فزع عندما قطعت عليه خلوته الأثيرة داخل مكتبه الذي اتخذه قلعة تخرج منها كتائب ابداعه لتغزو العالم في صورة كلمات.

    كنت قد انتهيت من قراءة رائعته الأخيرة " الكتاب الأول تحديداً فالثاني لم يترجم حتى الأن" وعقدت العزم على نقاشه قدر المستطاع.

    - هل أعرفك، ومن تكون وكيف دخلت إلى هنا؟

    - عزيزي السيد موراكامى قطعاً لا تعرفني فما أنا إلا قارئ من ملايين القراء ممن قدر لهم قراءة ما جاد به قلمك، أما عن كيفية دخولي إلى مكتبك فلنقل أنني وبطريقة ما قد تكون غرائبية بعض الشيء تمكنت من الوصول إلى هنا، قصة وحبكة عجيبة كتلك الحبكات العجيبة التي تعتمدها في كتابتك أغلب الوقت.

    - هل لي بمعرفة السر خلف هذا اللقاء؟ ما الذي دفعك للقائي بهذه الطريقة؟

    - ليس هناك سر، كل ما هناك أنني للتو قد انتهيت من قراءة الجزء الأول من روايتك الأخيرة.

    - تقصد مقتل قائد الفرسان؟

    - في الترجمة العربية " مقتل الكومنداتور" والتي عنونتها ب" فكرة تظهر".

    - رائع، إذن قرأت الجزء الأول فقط وتود مناقشتي؟

    - بطبيعة الحال لست ممن يتعجل نقاش الكاتب قبل تمام قراءة الأجزاء إذا كان الأمر متعلق بسلسلة مترابطة، لكن وفي حالتك رغبتي بالنقاش فاقت كل شيء لذا قررت المناقشة قبل قراءة الجزء الثاني من الرواية والذي لم يترجم بعد.

    - ألا ترى أن النقاش لن يكون بناء مادمت لم تكمل القراءة بعد.

    - أخبرتك من قبل عزيزي موراكامى تلك حالة خاصة، فقد قرأت أغلب ما تمت ترجمته لك واعتقد بأن مناقشة هذا الجزء هامة بالنسبة لي فحسب ما رأيت هذا العمل مختلف تماماً عن باقي أعمالك السابقة لذا اسمح لي بالحديث ولا تقاطعني حتى انتهي.

    - ربما سأستمع لك ولكني احتفظ بحق التدخل والتعليق وقتما أريد.

    - لن نختلف مادام النقاش سيوصلنا إلى روح الفكرة التي ظهرت داخل صفحات مقتل الكومنداتور.

    قدم لي الشاي على الطريقة اليابانية بعدما أوصى بألا يقطع أحد تلك الخلوة حتى ننتهي، لذا كان علي الحديث وابداء الرأي الذي جئت من أجله.

    *****

    صراعات ومخاوف

    صراع ما بين الوجود والعدم ، صراع مابين القوة والضعف، صراع ما بين الواقع والخيال،

    في اعمالك السابقة كانت دائرة الحياة هي التي تسيطر عليك، الموت والحياة، أيهما أسبق، ما السبيل لكسر تلك الدائرة المغلقة، الإنسان وطبيعته، حاله ومأله ، عبثية الحياة بشكل عام، تنوعت اعمالك فطرقت تلك الأفكار بصورة ما ، والدافع خلفها ايمان عميق بمقدرة الإنسان على الفعل، أما في مقتل الكومنداتور تحولت الدفة وتغيرت الوجهة تماماً لتظهر الصراع القديم ما بين الوجود والعدم، الخلود والفناء، المادية والروحية، الصراع ما بين الواقع والخيال ودافعك في تلك المرة غاب عنه الإيمان وحل محله الخوف.

    الخوف من النسيان، خوف من الفناء دون ترك دليل على وجود سابق.

    - فناء من؟

    - ربما كان فناء شخوص رواياتك، ربما فناء اعمالك السابقة، ربما خوف ذاتي نابع عن نفس بشرية وربما كان خوفك من فناء أفكار تركتها لمن خلفك، تخشي أن يطالها النسيان كما تخشي من أن يقرأها من لا يستطيع فك شيفراتها الملغزة.

    عزيزي موراكامى انها المرة الأولي التي افتقد فيها روحك أثناء القراءة، العمل الأول الذي أراك تعمد فيه إلى مراوغة القارئ والهرب من المواجهة، للمرة الأولي أعد صفحات ليس لها محل من الإعراب ومن الأفضل الإستغناء عنها.

    المرة الأولي التي أرى خوف الإنسان والكاتب معاً ، قد أكون محقاً إذا فكرت في أن تلك الرواية تحديداً لم تكتب إلا من أجل موراكامى شخصياً، رسالة أراد تركها لمن خلفه ولن يفك شفرتها إلا القليل، كتلك الرسالة واللغز أو لنقل السر الذي تركه توموهيكو أمادا داخل لوحة مقتل الكومنداتور، عزيزي موراكامى أنت تبحث عن الخلود لأفكارك وشخوص رواياتك، لقلمك وما تؤمن به كما تبحث عن الخلود لذاتك.

    **

    فكرة الرواية

    عزيزي موراكامى فكرة الرواية أكثر من ممتازة، ربما سر روعتها بساطة الحدث، رسام شاب " لم تمنحه اسم حتى الأن" تخبره زوجته بأنها على علاقة بأخر وترغب في الطلاق، يتغير مسار حياته بعد رحلة عبثية للهرب من الواقع " اعتبر تلك القطعة أول هروب من مواجهة القارئ" بعد عودته وسكنه في بيت والد صديقه يكتشف تلك اللوحة المخبأة في السقيفة " لوحة مقتل الكومنداتور" ذلك المشهد الأوبرالي المجسد على طريقة النيهونغا، ومن ثم لقاء منشكي واكتشاف الحجرة التي بها الجرس ومن ثم ظهور أو لنقل تجسد" فكرة " في صورة الكومنداتور وصولا إلى بداية رسم بورتريه مارية والتوقف عند اكتشاف علاقة حادثة تاريخية بذكريات الرسام الشهير الذي يقيم به بطل روايتك وعلاقتها بلوحة مقتل الكومنداتور.

    حتى الأن استطيع رسم ثلاثة محاور رئيسية للقصة

    ا/ حياة الرسام الشاب وصراعه ما بين حياة اعتادها وحياة كان يحلم بها، صراع ما بين الموجود والمأمول، مابين فن أرغم عليه وبين فن يسعى إليه، بين حياته مع يوزو زوجته وحياته وحيداً في البيت الجبلي.

    ب/ ظهور منشكي والغموض الذي حوله وسر تقربه من الرسام الشاب ومن ثم تطور الحدث ليصل إلى نقطة المكاشفة وظهور مارية في الصفحات الأخيرة " والتي أظن بأنها ستكون محور هام في احداث الجزء الثاني".

    چ / ظهور الفكرة " التي اتخذت مظهر الكومنداتور لتتجسد به أمام الرسام الشاب وحتى تقوده إلى البحث عن أسرار ربما كان من الأفضل عدم البحث بها وعلاقتها بالرسام الشهير توموهيكو أمادا الذي فقد ذاكرته تماماً لكبر السن ولم يترك خلفه إلا تلك اللوحة المخبأة في السقيفة بعيداً عن الأعين.

    ****

    تقنية السرد

    تلك المرة اعتمدت على " راوي مشارك" يتحدث بضمير المتكلم أو الأنا، لم يكن كُلي المعرفة كعادة البعض عند صياغة عمل يمتزج فيه الواقع بالخيال، أحببت تلك التقنية لأنها أضفت على النص روح انسانية عميقة، ربما الشخصية مشتتة بعض الشيء لكن نقصها هو تمام كمالها " كما قصدت في نقص بورتريهات الرسام الشاب".

    التنقل ما بين الماضي القريب والماضي البعيد بعد الإغراق في الحاضر والتنقل مابين الأزمنة السردية بفواصل ربما كانت موفقة في الغالب منح النص جمالية خاصة وابتعد به عن تقنياتك السابقة ليخرج به من فخ التكرار، ربما بعض الفواصل لم تكن مشوقة لكن تصاعد وتيرة الأحداث واستخدام تقنية الرؤية المتدرجة بحيث تكتشف الأوراق واحدة تلو أخري وصولا إلى مرحلة معينة قبل التوقف المباشر للإنتقال إلى الجزء الثاني صدقاً كان أكثر من رائع وهذا ما دفعني للحديث عن الرواية قبل اكتمال القراءة .

    **

    الترجمة

    ربما كانت تلك الترجمة هي الأقوى بين ما ترجم لك من اعمال، لكنني افتقدت فيها روح هاروكي موراكامى المعتادة، الترجمة بقلم ميسرة عفيفي قطعاً أدبياً أكثر من ممتازة ولكن ترجمات أنور الشامي وإيمان رزق الله هي الأفضل وإن كانت أضعف من ترجمة ميسرة عفيفي، طابع وقالب موراكامى مميز لابد للمترجم أن يتقمص تلك الروح لينقلها إلى الأوراق كما أردت أنت لا كما أراد هو، الترجمة الحرفية وإن كانت أدبية لن تكون ذات فائدة إن فقدت روح الكاتب.

    أري أن المترجمة كانت كمن يمسك لجام ليوقف اندفاع جواد أصيل يرغب في اظهار براعته الحقيقية داخل المضمار، أو كمن يشيد سد أمام سيل مندفع من أعلى جبل ولا يسمح إلا بعبور القليل، ربما كانت تلك حالها في الفصول الأولي، تلاشت روحك من النص فلم تظهرها إلا قليلاً ولكن مع تتابع الفصول وصولاُ للنهاية أعتقد بأن روح موراكامى قد فازت وظهرت بصورة مقبولة بعدما فرضت ذاتها على المترجمة.

    *****

    عزيزي موراكامى قد يرى بعض القراء أن بروايتك تلك ضعف، أو قد يراها البعض لا تحمل ما ذكرت وما أعلم بأنك تود التأكيد عليه داخل النص، لكنني على يقين من أن الجزء الثاني يحمل الكثير ولهذا سأنتظر ترجمته لأكمل رحلتي مع الكومنداتور وتلك الفكرة التي ظهرت للتو، سأنتظر وكلي شوق لإستكمال الرحلة لإكتشاف باقي الحقائق ولمعرفة باقي أحداث رواية مقتل الكومنداتور لذا سيكون لنا لقاء قريب، وحتى يحين اللقاء كن بخير أيها الصديق العزيز ..

    #مسافر_فى_دنيا_الأدب

    #أبوماتيرا

    #رفيوهات

    #هاروكي_موراكامي

    #مقتل_الكومنداتور

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    تحمل القراءة لهاروكي موراكامي العديد من السمات، على سبيل المثال لا الحصر؛ الجنون المُطلق، العبث المنطقي، ثلاثية الحب والجنس والزواج، الأحلام السريالية، أبطال تائهون في الحياة، أفكار فلسفية شديدة العُمق ومكتوبة بطريقة سلسة كجريان النهر، وبكل تأكيد، لن تستطيع أن تفهم الرواية إلا عندما تُنهيها، وأحياناً لن تفهمها أيضاً حتى بعد النهاية، ولكنك ستخرج وأنت واثق تماماً بأن التجربة تستحق كل حرف قرأته، ومفهوم الكتابة والرواية اختلف تماماً عندما تقرأ للعزيز موراكامي.

    عندما تنظر إلى عنوان الجزء الأول من رواية "مقتل الكومنداتور"؛ "فكرة تظهر"، ستُفكر في احتمالات عديدة عن كُنه الفكرة، وماهيتها، ومهما شطحت بخيالك، لن تصل إلى ما وجدناه بداخل الرواية، يُفكر هاروكي بطريقة مختلفة بلا شك، هو هناك دائماً في تلك المنطقة الرمادية، بين الواقع والخيال، بين الحياة والموت، بين اليقظة والنوم، تلك المنطقة التي لا تستطيع لمسها أو تشعر بها إلا بشكل طفيف للغاية، تشعر أنه يعيش فيها، ويصف حكايته من هذا المنظور، يرى ما لا نراه، فيكتبه، هكذا هاروكي ببساطة شديدة السطحية.

    الرواية منقسمة إلى جزئين، فمن الصعب الحكم على الجزء الأول من الحكاية، وخصوصاً أن أغلب الأسئلة لم يتم الإجابة عليها، هناك حيرة وضبابية تغلف كل شيء، رغم أن بداية الرواية كانت شديدة الوضوح، ومفهومة تماماً، حتى ظهور أحد الشخصيات الفريدة من نوعها، بشعره الأبيض الذي لا مثيل له، ومن هنا، تبدأ الرحلة الواقعية الخيالية المجنونة، بين حقيقة الواقع وفلسفة الخيال، والكثير من الفن، فبطل الرواية –الذي لم يُذكر اسمه- رسام بورتريهات، والعديد من الفصول والأفكار فُردت لتلك الجزئية، فلم يكن بطل الرواية رساماً لأنه لا بد للبطل أن تكون له مهنة، بل قامت الرواية على كونه رساماً! كل الأحداث والمنحدرات والانعطافات بدأت من ريشته وموهبة تحويل الرسومات إلى أكبر شكل حيوي مُمكن، حتى أصبح الجميع يشهد له ببراعته، رغم تجارية أغلب أعماله.

    ختاماً..

    رغم الخروج من الرواية، مليء بالحيرة والربكة، لدي تساؤلات هائلة، ولكنني، قدرت الرواية، وأحببتها، وعشت معها بتفاصيلها، وانطلق إلى الجزء الثاني، بحماس، لنفهم، ماذا يُريد أن يقول عزيزنا هاروكي، على الرغم من أنك تعرف أنه أياً كان ما سيقوله، ستحبه، وستستمتع بقراءته.

    إلى المجاز الذي يتحول.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    سيظل موراكامي يحتل أدفأ مكان في قلبي. سأعيد قراءته بعد سنوات طوال، وسأستعيد جزءًا من ذاتي القديمة بين سطوره. لكنني لا أحب عوالمه المعقدة والسيريالة ولا الأماكن الواقعة على التخوم بين الحقيقي والمُتخَيل، بل أفتقد ذاك الرجل الوحيد، الغارق في عزلته المتأمل في البشر وطبيعتهم، الذي يترفع عن إطلاق الأحكام بل إنه يقف أمام غرائبيتهم، وهشاشتهم مندهشًا كأنهم سيتلاشون في لحظة ولن نتمكن من استبدالهم.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    دنيا و ناس فى التوهة متبعترة

    احلى ما فى الدنيا دى ايه يا ترى

    حاجات كتيرة كبيرة و صغيرة

    كان هذا سيداتي آنساتي سادتي هو تتر مسلسل الحقيقة و السراب و بغض النظر عن أن المسلسل الذي جمع في بطولته بين فيفي عبده و مي عز الدين و «كركبه» من الفنانين و الذي لم يكن به أي حاجه صغيره و كل ما كان فيه كان اللهم صلى ع النبي حاجات كبيرة و تملى العين إلا أن التوهه و التبعثر و الحقيقة و السراب هي عوامل مشتركة بين المسلسل و الرواية بغض النظر عن أي شيء آخر كما أتفقنا.

    تعودت أن أستمتع بموراكامي دون محاولة فهمه أو بمعنى أصح حتى لو لم أفهمه فمتعة القراءة له تكفى و إن كانت متعة الفهم و فك الشفرات هي عالم آخر قائم بذاته و لذلك فقد أجلت محاولة الفهم لما بعد قراءة الجزء الثاني من الرواية و تركت هنا الاقتباسات التي يمكن أن تكون مفتاحا لهذا الفهم. ده لو حصل أصلا.

    ❞ كرَّرتُ في دماغي تلك الكلمات: حقًّا، أنا أفعل الشيء نفسَه تقريبًا منذ زمنٍ بعيد. ❝

    ❞ عند النَّظر إلى الخلف بعد مرور الوقت، تبدو حياتُنا بالغةَ الغرابة والعجب؛ وحافلةً بأحداثٍ تكاد لا تُصدَّق، تتطوّر بأشكالٍ عصيَّة حتَّى على التخيُّل! إلَّا أنَّها حين تقع في الحاضر، لا نجد فيها ما هو غريب أو عجيب مهما أمعنَّا النَّظر في كلّ جوانبها. إنَّ ما نراه، في الحياة اليوميَّة المتواصلة، عبارةٌ عن أحداثٍ منطقيَّةٍ تدور بشكل اعتياديٍّ كليًّا. ومن الممكن أنْ لا يكون لتلك الأحداث أيُّ منطق؛ لكنَّنا إذا أردنا فهم منطقها من عدمه، فعلينا أن ننظر إليها من مسافةٍ زمنيَّةٍ بعيدة. ❝

    ❞ لقد «وفَّق» توموهيكو أمادا بين عالم موتسارت واليابان القديمة. ❝

    ❞ يعني النعمة المتنكِّرة. النعمة التي تُغيِّر هيئتها. يقال، عندما ترى في الانطباع الأوَّليّ، سوءًا وشؤمًا في أمرٍ ما، ثمّ تكتشف أنَّه نعمة حقيقيَّة

    Blessing in disguise.

    وقد يكون العكس صحيحًا أيضًا. منطقيًّا على الأقلّ». ❝

    ❞ «الإنترنت لا يعمل جيِّدًا في الغابة. فللغابة شبكة تواصلٍ خاصَّة. مثل قَرع الطبول، أو ربط رسالة برقبة قرد». ❝

    ❞ كذلك أشعر بما يشبه الحياء من أيّ امرأةٍ لها ثديٌ كبيرٌ جدًّا. غير أنِّي لم أفهم على وجه الدقَّة ما شأن هذا بوفاة شقيقتي في عمر الثانية عشرة، ولم يبرز ثدياها إلَّا قليلًا. سوى أنَّني، لسببٍ ما، ومنذ زمنٍ بعيد، لا أنجذب إلَّا إلى المرأة ذات الثدي الصَّغير نسبيًّا. وأصبحتُ كلَّما رأيتُ ثديًا صغيرًا، أو لمستُه بيدي، تذكَّرتُ صدر أختي الصَّغير وقد بدأ يكبر. ولكنْ، منعًا لسوء الفهم، لم تجذبني شقيقتي جنسيًّا على الإطلاق. من المحتمل أنَّني أحاول بناء مشهدٍ وجدانيّ معيَّن من جديد. مشهدٌ وجدانيٌّ حصريّ فقدتُه ولن يعود إليَّ أبدًا. ❝

    ❞ وها أنا ذا الآن، أحاول أن أرسم بورتريه لذلك الرَّجل المدعوّ واتارو منشكي. الذي يسكن في بيته الأبيض الفخم فوق الجبل المقابل. الرجل الغامض ذو الشعر الأبيض الذي تنتشر الشائعات عنه بين جيرانه. ولا بأس إن قلنا إنَّه مثير للفضول ❝

    ❞ فأدرك منشكي، وأخيرًا، أنَّ عناقها العارم في مكتبه كان بمنزلة الوداع الأخير. ومن وقتها، لم تغب تلك الذكرى عن باله يومًا. ذكرى حيَّةٌ وواضحةٌ إلى درجة غريبة لا تأبه بمرور الأشهُر والأعوام. كان قادرًا على استحضار كلّ التفاصيل: صرير الأريكة، وأنفاسها الحارَّة في أذنيْه. ❝

    ❞ كنتُ أشعرُ بأنَّنا ما نزال متَّصليْن، حتَّى تلك اللَّحظة، بشريانٍ خفيٍّ ما انفكّ ينبض، وتسري فيه دماءٌ حارّة ذهابًا وإيَّابًا ما بين روحيْنا. هكذا كنت أشعر، من جانبي على الأقلّ. وقد ينقطع هذا الخطّ الحيويّ الرَّقيق بلحظةٍ أو بأخرى، في يومٍ غير بعيد. وإن كان لا بدَّ من قطعه يومًا ما، فعسى أن يتمّ الأمر بأسرع ما يُمكن. فهكذا، يصبح الشريان يابسًا كالمومياء تمامًا، فيتحمَّلَ آلامَ قطعه بسكِّينٍ حادَّة. كان عليَّ أن أنسى يوزو سريعًا، من أجل تلك الغاية تحديدًا. حرصتُ على عدم الاتِّصال بها. ❝

    ❞ لا يهمّ أن تخلقوا شيئًا من العدم. إنَّما يجدر بكم استخراج الشيء الصَّحيح ممَّا هو موجودٌ أساسًا ❝

    ❞ «أعتقد أنِّي فهمت، نظريًّا. لكنِّي لو كنتُ في موقفك، سأسعى لمعرفة الحقيقة. شعورٌ طبيعيّ لدى الإنسان أن يعرف الحقيقة بغض النَّظر عن أيِّ اعتبارٍ نظريّ» ❝

    ❞ ورغم هذا، لا أستطيع التحرُّر من لعنة والدها التي ما زال أثرها الغامض يثقل عليّ. كان يجب أن أعترف بأنَّ الجرح الذي في قلبي أعمق ممَّا تصوَّرت، وما زال ينزف ❝

    ❞ كنت أستوعب منشكي وأفهم مشاعره، كما لم يسبق لي مع أحد من قبل. أكان مجرَّد تضامن؟ ففي العمق، كنَّا متشابهيْن. لم نكن نتحرَّك وفق ما نملكه بين أيدينا، بقدر ما كان يدفعنا أسانا على ما فقدناه ولم يَعْد مُلكنا. غير أنِّي لا أوافق على كلِّ تصرُّفاته، التي أرى فيها مبالغة؛ إنَّما كنت أفهمه. ❝

    ❞ «ما يسعني قوله إنَّها مشاعر غريبة! كمن يمشي في طريق ظنًّا منه أنَّها طريقه؛ وفجأةً، تختفي تلك الطريق من تحت قدمَيْه، ويجد نفسه مجبرًا على التَّقدُّم في فراغٍ ليس فيه شيء، ولا يعرف اتِّجاه السَّير، ومن دون أيّ مساعدة» ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لا يفشل موراكامي أبداً في ادخالنا الى عالمه الخاص والتجوال فيه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون