مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر > مراجعات رواية مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

مقتل الكومنداتور I - فكرة تظهر - هاروكي موراكامي, ميسرة العفيفي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

تحمل القراءة لهاروكي موراكامي العديد من السمات، على سبيل المثال لا الحصر؛ الجنون المُطلق، العبث المنطقي، ثلاثية الحب والجنس والزواج، الأحلام السريالية، أبطال تائهون في الحياة، أفكار فلسفية شديدة العُمق ومكتوبة بطريقة سلسة كجريان النهر، وبكل تأكيد، لن تستطيع أن تفهم الرواية إلا عندما تُنهيها، وأحياناً لن تفهمها أيضاً حتى بعد النهاية، ولكنك ستخرج وأنت واثق تماماً بأن التجربة تستحق كل حرف قرأته، ومفهوم الكتابة والرواية اختلف تماماً عندما تقرأ للعزيز موراكامي.

عندما تنظر إلى عنوان الجزء الأول من رواية "مقتل الكومنداتور"؛ "فكرة تظهر"، ستُفكر في احتمالات عديدة عن كُنه الفكرة، وماهيتها، ومهما شطحت بخيالك، لن تصل إلى ما وجدناه بداخل الرواية، يُفكر هاروكي بطريقة مختلفة بلا شك، هو هناك دائماً في تلك المنطقة الرمادية، بين الواقع والخيال، بين الحياة والموت، بين اليقظة والنوم، تلك المنطقة التي لا تستطيع لمسها أو تشعر بها إلا بشكل طفيف للغاية، تشعر أنه يعيش فيها، ويصف حكايته من هذا المنظور، يرى ما لا نراه، فيكتبه، هكذا هاروكي ببساطة شديدة السطحية.

الرواية منقسمة إلى جزئين، فمن الصعب الحكم على الجزء الأول من الحكاية، وخصوصاً أن أغلب الأسئلة لم يتم الإجابة عليها، هناك حيرة وضبابية تغلف كل شيء، رغم أن بداية الرواية كانت شديدة الوضوح، ومفهومة تماماً، حتى ظهور أحد الشخصيات الفريدة من نوعها، بشعره الأبيض الذي لا مثيل له، ومن هنا، تبدأ الرحلة الواقعية الخيالية المجنونة، بين حقيقة الواقع وفلسفة الخيال، والكثير من الفن، فبطل الرواية –الذي لم يُذكر اسمه- رسام بورتريهات، والعديد من الفصول والأفكار فُردت لتلك الجزئية، فلم يكن بطل الرواية رساماً لأنه لا بد للبطل أن تكون له مهنة، بل قامت الرواية على كونه رساماً! كل الأحداث والمنحدرات والانعطافات بدأت من ريشته وموهبة تحويل الرسومات إلى أكبر شكل حيوي مُمكن، حتى أصبح الجميع يشهد له ببراعته، رغم تجارية أغلب أعماله.

ختاماً..

رغم الخروج من الرواية، مليء بالحيرة والربكة، لدي تساؤلات هائلة، ولكنني، قدرت الرواية، وأحببتها، وعشت معها بتفاصيلها، وانطلق إلى الجزء الثاني، بحماس، لنفهم، ماذا يُريد أن يقول عزيزنا هاروكي، على الرغم من أنك تعرف أنه أياً كان ما سيقوله، ستحبه، وستستمتع بقراءته.

إلى المجاز الذي يتحول.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق