اقتباسات نجيب محفوظ

أليس توفيق العاشق كظَفر المُحارب لذةً وخُيلاء؟!..

ذلك الجبَّار المقنَّع المشتمل على جميع فرص السعادة وجميع عثرات الشقاء الذي يُسمُّونه المستقبل

وكيف له بمقاومة الجوع الذي بات يهدِّد جسده وعقله!.. يا عَجبًا!.. هل من دليل على حقارة الإنسان أكبر من ضرورة الطعام لحياته؟! أيكون هذا الطعام الذي يُقتلع من الطين ويُسمَّد بالقاذورات زبدةَ الحياة وقوامها؟ وعماد التفكير؟ والمُبدِع الحق للمُثل العُليا؟

هل من دليل على حقارة الإنسان أكبر من ضرورة الطعام لحياته؟! أيكون هذا الطعام الذي يُقتلع من الطين ويُسمَّد بالقاذورات زبدةَ الحياة وقوامها؟ وعماد التفكير؟ والمُبدِع الحق للمُثل العُليا؟ أليس هذا دليلًا على أن جوهر الإنسان قذارة وحقارة؟!

العادة كفيلة بأن تجعل الألم غير أليم.

النشل فنٌّ سِحري، والنشَّال يملك ما في جيوب الناس جميعًا، وقد عرف سادة هذا البلد مَغزى هذه الحكمة.

نجيب يمرر من ٧٠ عاماً

كتاب جميل

واشرأب بعنقه من النافذة فاستطاع أن يرى لافتة الدكان وقد نقش عليها بخط جميل «نونو الخطاط»!

قال لنفسه «مَن تعفَّف جاع في هذه المدينة»..

غرقت الفرحة في خيبة غير متوقعة كسلعة وردت بعد أهوال من وراء البحار ثم تبيَّن عند الفحص فسادها..

محاولة الغريق اليائسة للنجاة أشبه بأحلام الشقي بالسعادة، كلتاهما أمنية ضائعة.

و يتابع حركاتها وجحظت عيناه، لا يمكن. ليس هذا. أما هي فألقت بنفسها، أو تركت نفسها تهوي، وقد انطلقت من حنجرتها صرخة طويلة كالعواء تمثل لعيني المبتلى بسماعها وجه الموت، فجاوبها بصرخة فزع ولكنها ضاعت في صرختها

هناك، وقد تناوحت الغصون بأنين ريح باردة كلما كف هبوبها تعالى هسيس النبات

ولم يفلح ما سلف من تأهب في تحمل الطعنة إلا قليلًا، فيأس المتهم من النجاة لا يهون على نفسه وقع النطق بالحكم عليه،

فأسبل جفنيه على القذى كما أغلق النافذة على آلامه، واستسلم للصبر الذي استمرأه لطول ما عاناه

وأعجب بجسارته حقًّا كما أعجب به يخطر أمام عينيه بشبابه الريان وقده الممشوق منذ دقيقتين. إلا أنه إعجاب انطوى على احتقار النفس والتمرد فلم يخل من حنق وغضب، فكان كمن يسبح بخلود الخالق وهو يرثي فناء المخلوق.

وقال بشيء من الحدَّة: «إلى الكهف المظلم، كهف الوحدة والوحشة، إلى القبر البارد، قبر اليأس والقنوط، لقد ركلتني الدنيا وهي الدنية ولأركلنها وأنا المتعالي إن الخصى أزهد حيوان في المرأة فإذا استأصلت من نفسي كواذب الآمال سدت باليأس الدنيا جميعًا

فالقمار تسلية مخيفة ولذة أليمة وشهوة مجنونة، هو معابثة الغيب، ومراودة الحظ، وطرق باب المجهول، ودغدغة غرائز الخوف والهجوم والتطلع والمجازفة والطمع. ثم إنه بعد ذلك صدى لذاك الشعور– شعور كفاحنا اليومي–

والأحلام هي الفن الوحيد الذي أتقنه في دنياه– أبت أن تغيبها ساعة عنه، ولأنه جائع– جائع في الأربعين– والجوع من بواعث الأحلام!..

‫ آه يا نسمة الأمل المضيء الهائمة فوق السحاب!