اقتباسات أحمد خالد توفيق

لا أحـد يفقد ( دونّـا ) بكامل إرادتـه .. هـى التى تتخلى عن الناس فيصابون بالعته والبله المغولى ويموتون كمدًا … لا بد أنها اتفقت مع شركة نظافة للتخلص مـن جثث العشاق الميتين أمـام بابهـا ، أو لعلهـا تستعمل جثثهم في تسميد الحدائق

ما زال ( هن ــ تشو ــ كان ) هو الكاهن الأخير .. لا يشيخ أبدًا وهو مشدود كوتر القوس منتصب القامة ، يوحى بشىء من التوتر والعصبية ؛ برغم أننى أعرف أنه آخر شخص يمكن أن تنطبق عليه صفة العصبية .. إنه هادئ كاللبن الرائب يتأمـل كـل شـىء ويحـاول أن يغوص فـى الكائنات والموجودات .. عندما تحط ذبابة على ساعدك فهى ذبابة .. بالنسبة لـه هـى أخته فى الوجود ، وهو يحاول فهم كيف تتحد جزيئاتها لصنع هذه المعجزة…

‫ ‏ــ « الاكتئاب هو سرطان النفس .. »‏

الأطفال الذيــن يغنــون باللاتينية القديمـة مخيفون دائمًا ، وأنت تعرف القاعـدة القديمة التـى تقضى بقتل كـل طفل يتكلم اللاتينية .. بل قتل كل شخص يتكلم اللاتينية بطلاقة ما لم يكن قسًّا كاثوليكيًّا ..!

إنها شهيرة جدًّا فى الأوساط الثقافية القاهرية ، وتكتب فى كل شىء تقريبًا فى عـدة مجلات .. لـو سمحت لـى بهذا التعبير العامـى لقلت إنها ( فلحوسـة ) .. لا يمكن أن تقول لها ( صباح الخير ) من دون أ ن تلقى خطبة عصماء تطالب فيها بـأن نكون أنفسنا ولا نمشـى على خطوات الغرب .. لماذا لا نقـول مـا هـو جدير بتراثنا مثل ( عمت صباحًا ) ؟.. فإذا ذكرتها بأن هذه تحية الجاهلية الأولى ، بدأت تتكلم عن الانغلاق العقلى الذى يحصر التدين فى كلمات … وهكذا .. لن تخرس أبدًا .. كل كلمة هى موضوع ندوة ثقافية محتملة.

‏هل ملت إليە ؟‏

‫ ‏لا أدرى حقًّا .. إن اضطراب العواطف في بيئة منغلقة يدعوك إلى خداع نفسك سريعًا .. يكفيك وجود شخص مناسب تركب عليە هذا الحشد من العواطف الجاهزة المتراكمة في صدرك ..‏

تمتاز نساؤنا بأنهن معصومات لا يخطئن أبدًا.. يقال إن بعض النسوة في الغرب يخطئن أحيانًا لكني لا أصدق هذا..

دائمًا ما يكون هناك فى هذه المواقف شخصان عصبيان : الأول من الرهائن .. وهـو يتهـور ويحاول لعب دور البطل ، ويكون هناك شخص عصبـى آخر مـن القراصنة .. هذا يفقد أعصابه ويعتدى على الأول .. ودائمًا ما يكون هناك شخص أكثر تعقلًا يلومه : لا تتهور يا ( جون ) .. إنه مسلح .. لا تقتله يا ( هانز ) .. إنه غير مسلح

اهتمام غريـب كما ترى .. لكن الله قـد شـاء أن يسخر إنسانًا لكل نقطة مـن نقاط المعرفـة .. هناك مـن يهتمون جدًّا بسبل زراعة الأرز ، وهناك مـن يهتمون بالأغانى الفينيقية ، ومن يهتمون بطرق النسج عند الرومان .. أرتجف وأندهش كلما تصورت أن هناك مـن يدرسـون إدارة الأعمـال وتكويـن الشركـات .. هكذا تتكون المعرفة .. والأجمل أن كـل واحد مـن هؤلاء يعتقد أنــه يدرس موضوعًا مثيرًا ممتعًا .. لا أتصور حتى هـذه اللحظة أن هناك مـن لا يهتم بأمراض الدم ويحدها مملة

أنـت تعرف أننـى أمقــت الولايــات المتحـدة .. كـل شــىء ضخــم .. كــل شـىء جديــد .. كـل شـىء باهـظ الثمــن .. لا يوجــد تاريــخ تقريبًا .. معظــم الأمريكييــن لطفــاء ودودون لكنهــم يتحركــون ككل بشكــل مزعــج يــؤذى الشعوب الأخرى ..

في عصور ضعف الأدب ينتصر الغموض، وتكون هناك خلطة قوية الرائحة تخفي أن الطعام فيه لحم فاسد أو لا لحم على الإطلاق. أضف لهذه الخلطة الكثير من التحذلق والغموض والتعالي والقرف والاشمئزاز من سطحية القراء، ولسوف إلى المقهى الذي يجلس فيه الأدباء المشمئزون.. جنة الميعاد

..ومهمة الأديب المقدسة هي أن يصل بالقارئ لحالة من العجز التام عن فهم ما يقرأ. طبعًا ليس الرواج دليلًا على شيء وإلا لكان شعبان عبد الرحيم أنجح مطربي مصر، لكن هناك حلولًا وسطًا، وأنا لم أر عملًا مملًا عسير الفهم لـ«يوسف إدريس أو نجيب محفوظ أو تشيكوف أو الغيطاني أو إبراهيم عبد المجيد أو المنسي قنديل أو المخزنجي» وماذا عن «يعقوبيان» التي وقفت وقفة راسخة بين ما هو عميق ومحكم أدبيًّا وما هو ممتع للجمهور؟ في أوساط المثقفين المتحذلقين يعتبر إبداء الإعجاب بيعقوبيان نوعًا من الكفر الصريح.‏

#اللغز_وراء_السطور

#أحمد_خالد_توفيق

الرعب حالة نفسية يستحضرها المرء فـى أى مكـان .. فإذا دوَّنها على الورق صـار ( لافكرافت ) أو ( ستوكر ) ، وإن أخرجها قـولًا وفعلًا صار امرأة هستيرية ، وإن كتمها فى صدرە صار مجنونًا …

لا سبيل ليرضى الغرب عنك.. مهما فعلت أنت مقصر متخلف.. الحل الأمثل لهم هو أن تنقرض…

هز رأسە وابتسم وقال :

⁠‫ــ « لا توجد أنواع من القصص .. هناك قصة جيدة وقصة رديئة .. »

⁠‫إنە هذا الرد الجاهز ( الحمضان ) لدى الروائيين .. يقولونە فى كل مناسبة ..

ي

الكتابة عن الحزن تجلب الكثير من المال الذي يجلب البهجة. بينما الكتابة عن الفشل تحقق نجاحًا أكيدًا .

جماعات السحر الوثنـى تملأ أوروبا على كـل حـال فلن يضيف الأمريكان شيئًا إلا التقليد .. هم ــ كما قال ــ يقلدون الشامانية والصوفية والسحرة ويلبسون الجلباب والشيلوار ويأكلـون الكبـاب والسوشـى .. باختصار : هم يقلدون كل الشعوب بلا أصالة ..

هناك فـى ذهننا صورتـان جاهزتان للساحرات : الساحرة الشمطاء ذات المكنسة والدمل على أنفها ، والساحرة الغامضة الفاتنة سـوداء الثياب والشعر والعينين ، والتى تجعل الرجـال بلهاء ..

طقوس ( الويكا ) لم تعد سرًّا بل الكل يعرف أن ساحرات ( الويكا ) يجتمعن هناك .. لقد مر زمن طويل على الحقبة التى كانوا يحرقون فيها هؤلاء .. هناك سيارات شرطة تنظم المرور وهناك لافتات ومتاجر تبيع التذكارات وهناك مهرجان عـام وبعض السياح الفضوليين .. باختصار لـم يبق إلا بعض المجاذيب ليتحول المشهد إلـى أى مولد عندنا فـى مصر .. فـى أمريكا يمكن لأى واحـد أن يعتقد بأى شىء .. فقط بشرط ألا يحدث ضجيجًا أو يعرقل المرور

هـذه الإضاءة تحطم الأعصاب فعلًا ، دعـك من أن الله خلق جهازنـا العصبى كـى ينام ليلًا .. كى يجد الضوء الخافت أو الظلام حوله ليلًا .. أيـة محاولة لخرق نامـوس الطبيعة البيولوجية هـذا لا بد أن تقود إلى اضطراب نفسى .. ربما إلى الجنون ..

⁠‫ليس بهذه السرعة طبعًا .. سوف أتوتر ثلاثة أو أربعة أيام ثم أبدأ الكلام عن مؤامرة المخابرات المركزية لقتلى لأننى أملك أسـرار القنبلة الهيدروجينية ، ثـم تأتى مرحلة الكسرولة على الرأس .. القصة دومًا هكذا ..