اقتباسات حسن عبد الموجود

الصحفي: هل أنتِ قاسية كما يشيعون؟

‫ أم كلثوم ضاحكة: مظلومة!

‫ الصحفي: بخيلة؟

‫ أم كلثوم: مظلومة!

‫ الصحفي: مفترية؟

‫ أم كلثوم ضاحكة: يا ساتر!

‫ الصحفي: أخيرًا ما أكثر ما يزعجكِ في حياتك؟!

‫ أم كلثوم (تضحك): الحوارات الصحفية!

كلما هاجت ذكريات الشباب عليه بكى، وكلما عبر شذا الأحبَّة الذين سبقوه إلى الدار الآخرة بأنفه بكى،

إنها لا تزال امرأة ريفية أسفل فساتينها الزاهية، امرأة ترفض المساس بأخلاقها حتى لو بقصة حب عذرية

إنها تعامله كشاعر، بينما يعاملها كحبيبة، يراها أجمل امرأة، وتراه مجرد رجل من عشرات الرجال حولها، يراها حلمًا، وتراه أستاذًا، يراها كوكب الأغنية، وتراه قمر الشعر.

ولهذا دفن الجميع مشاعره، الزوجة تحت ركام مشغوليات الأسرة، ورامي تحت جلده، وأم كلثوم خلف حماسها لموهبته،

تدخَّل، همس في أذنها وهمس في أذنه، فرفعت السماعة واتصلت به. أدركت لحظتها أن صداقتهما عظيمة، فلم يتعاتبا، بل أكملا حوارًا قديمًا!

الأغنية مثل الملابس تبلى بكثرة الاستخدام!

يا للغرابة! المال طاعون الرجال

الأفضل أن تتذكر له كلمة حلوة، طبطبة، تربيتة، وقفة جدعنة.

وفكَّرت أنها لا يجب أن تخسر رفقة البدايات، لقد أحبَّتهم وأحبوها، صنعتهم وصنعوها، دعمتهم فرفعوها فوق السحاب

زال الغيظ عنها، بعد أن جرَّبت تمرينًا تمارسه كلما تعكر مزاجها؛ أن تتذكر مروءته وجدعنته، أن تستعيد ابتسامته وضحكته وقفشاته وأدبه وإنسانيته وإخلاصه وإنصاته لها باهتمام حتى وهي تتكلم في أمور عادية أو تافهة، ودعمه لها

الناس هنا لا يُهدرون حياتهم.

زوَّدتها بلمسة أناقة دون أن تتعالى عليها، ودون أن تنزع عنها الفلاحة التي تخبِّئها أسفل ملابسها

❞ هطلع الفلوس من حَبابي عينيه!»‏ ❝

حوار غير منشور مع الست‏

‫ الصحفي: ما الموقف الذي لا تنسينه في حفلاتك؟

‫ أم كلثوم: يوه كتير!

‫ الصحفي: اذكري واحدًا أو اثنين!

‫ أم كلثوم: في عام ٤٩ غنيَّت في حفلة نظَّمتها نقابة المحامين بمناسبة منع القضاء المختلط، وعرفت أن هناك خناقة كبيرة بين المحامين على الكراسي، واختلط الحابل بالنابل، لكن ما إن أزيح الستار ورأوني حتى ارتفع صوت أحدهم يصيح على طريقة الحُجَّاب: «محكمة!»، فسكتوا جميعًا، حتى إنك لو ألقيت إبرة على الأرض لرنَّت

❞ لكنني كنت صادقًا على الدوام؛ كل شيء فيها يعجبني، صوتها، شكلها، طريقة حركتها، وقْفتها، غضبها، سرحانها، صِدقها، غضبها، بساطتها، تعقيدها، تسليمها بالقدر، إيمانها بالله ❝

يا كوكب الشرق الذي في ضوئه

‫ سهرتْ قلوب تشتكي وتعاني

حملتها الموسيقى فوق سحابة، ثم بدأت في غناء: «إن كنت أسامح وانسى الأسية»، وحالما انتهت من الكوبليه الأول جُنَّ جنون الناس واهتز المسرح، ثم عادت إلى الغناء حتى وقع ما لم يخطر لها على بال، فقد انطفأ الميكرفون تمامًا كأنما

«طب والمرحوم هتعملوا فيه إيه؟!». سألها مستغربًا: «أنهي مرحوم يا هانم؟!»، قالت ضاحكة: «الميكرفون اللي اتحرق!»، فطن أخيرًا فقال ضاحكًا: «حاولنا إنعاشه، لكنه للأسف منطقش!»، قالت ضاحكة: «البقاء لله.. مات يا عيني ع الحديدة!».

وحين فتح الباب، وجدتا كوكو تقف مبتسمة بترحيب. أحبَّتها أم كلثوم من أول لحظة. أعجبتها أناقتها المذهلة ورقَّتها. بدت لها كالعروسة اللعبة، خصرها نحيف، لدرجة أنها لو انثنت بشكل خاطئ أو مفاجئ لربما انكسرت.