اقتباسات حسن عبد الموجود

❞ وهي تجلس في القطار المتجه من القدس إلى حيفا؛ الهواء منعش، والسماء صافية، والضوء يغمرها بالونس، ووجوه الفلسطينيين التي تنطق بالنضارة حولها ترحِّب بها بابتسامات صافية رائقة. لم يخطر لها قط أن تعاني تلك الأرض يومًا أشدَّ معاناة، لم تتصور ❝

❞ ما لي فُتِنت بلحظك الفتَّاك ❝

❞ كلما هاجت ذكريات الشباب عليه بكى، وكلما عبر شذا الأحبَّة الذين سبقوه إلى الدار الآخرة بأنفه بكى، وها هي تبكي بدورها في حرقة وتغنِّي في صمت «سكت والدمع تكلم». ❝

ظلت أم كلثوم تعيش حلم يقظة ممتدًّا، فكلما اختلَتْ إلى نفسها سرحت متخيَّلة، من خلال ما يحكيه العجائز أمامها، شكل مسارح القاهرة وهوانمها وباشواتها وشوارعها الفسيحة وعماراتها الشاهقة الفخمة وسياراتها الفارهة، وكلما نادتها أمها تشعر بالضيق للحظة حين تعود وتجد الواقع لم يتغيَّر، والسفر للقاهرة لا يزال مجرد حلم بعيد، حتى تدخَّل القدر ليحوِّل حلمها إلى واقع.

هبَّ الهواء اللطيف وداعب وجهي، شممتُ شذا الياسمين، ثم انساب صوتها فجأة كأنما خرج من أحد الشقوق: «كم بعثنا مع النسيم سلاما». شعرت بثقل يدها على كتفي، وابتسمت.

لا أفهم معنى أن تموت الست، وإن ماتت فعلًا فلماذا لم تقُم القيامة؟! مَن يضحك عليَّ ومعي؟! مَن يناكفني؟! ومَن يستمع إلى ألحاني؟!

صوتها في مكالماتنا كان ونسًا، شعلةً، أو لهبًا، نورًا، أو شمسًا صغيرة في حقول الظلام التي أتوه فيها.

كان صوتها يكبر داخلي حتى لفَّني بالكامل. كانت تغنِّي «يا حبيبي كل شيء بقضاء»، فتسقط دموعي وأتمتم: «الله يرحمك يا حبيبتي»

لكن كل شيء حولي يبكي، الجدران تبكي، الأبواب تبكي، المصابيح تبكي، المرضى يبكون، الأطباء يبكون.

كلُّ شيء يبدو واضحًا، لا أمل في عودة، ولا رجاء في شفاء. لا نبي يجترحُ معجزة، ولا طب يطيلُ حياة

أنا مطلوبٌ مني أن ألبس قناع المصوِّر، وأن أستبدل قلبي بصخرة، وأن أقف ثابتًا، منتظرًا النبأ العظيم.

أدركوا أنها تبكي بحُرقة، فسقطت دموع الرجال، وبهذا فقد تبعوها في كل شيء، في الفرح والغناء والحزن والبكاء.

اقشعرَّ بدنها، وأحسَّت بأن صوتها يغادر القاعة ويخترق السحب والسماوات، وأنها في حضرة النور لا في حضرة الناس،

كأن مرأى الأحباب نزع عنها الآلام.

. الخميس ٤ يناير ١٩٧٣.

إلا أنها الآن تفكر في أنه إنساني جدًّا أن تستسلم ولو لمرة وحيدة. عليها أن تجرِّب الغرق في الحزن أو الاكتئاب، بدون أن يقتلها الذنب

إلا أنها الآن تفكر في أنه إنساني جدًّا أن تستسلم ولو لمرة وحيدة. عليها أن تجرِّب الغرق في الحزن أو الاكتئاب، بدون أن يقتلها الذنب

إلا أنها الآن تفكر في أنه إنساني جدًّا أن تستسلم ولو لمرة وحيدة. عليها أن تجرِّب الغرق في الحزن أو الاكتئاب، بدون أن يقتلها الذنب

لكنها ليست تمثالًا أو إنسانًا آليًّا، حتى الصخر تبليه السنوات. لقد حان الوقت لالتقاط الأنفاس،

إنها إنسانٌ نضبتْ طاقته وقدرته على المعافرة، امرأة متعبة تحتاج إلى الراحة، بطلة مهمومة في فيلم طال أكثر من اللازم،