المؤلفون > حسن عبد الموجود > اقتباسات حسن عبد الموجود

اقتباسات حسن عبد الموجود

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات حسن عبد الموجود .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

حسن عبد الموجود

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • أدرك رامي أن أم كلثوم «واحدة»، بينما هو فردٌ في «جوقة رجال» تنتظر إيماءة منها، رفَّة عين، تنهيدة، نداء، صوتًا بسيطًا ربما أقل من نأمة، ليتكوَّموا أمامها واحدهم فوق الآخر.

  • ❞ للصبر حدود يا موجي‏ ❝

  • إنها إنسانٌ نضبتْ طاقته وقدرته على المعافرة، امرأة متعبة تحتاج إلى الراحة، بطلة مهمومة في فيلم طال أكثر من اللازم، نجمة في السماء غير مسموح لها بأن تنطفئ. عاشت عمرها كله لإسعاد الناس، لكنها ليست تمثالًا أو إنسانًا آليًّا، حتى الصخر تبليه السنوات. لقد حان الوقت لالتقاط الأنفاس، وهي لم تعُد تكترث لشيء، لا المجد، ولا حبسة الصوت، ولا حتى أن تغلق عينيها ولا تستيقظ أبدًا.

  • أنا جاي أنبِّهك لحاجة تخص أم كلثوم!». سأله ناصر: «خير مالها؟!». أجاب مصطفى: «منعوا أغانيها في الإذاعة!». قال ناصر بسخرية: «هوَّ فيه حد بيمنع غيري في البلد؟!»، أجاب مصطفى: «من كام أسبوع مفيش ولا أغنية بتتذاع لها، ولما سألت قالولي إنها رمز للملكية البائدة وعشان كده احنا منعناها!». زعق ناصر: «كلام فارغ.. طب ليه ماهدموش أبو الهول ولا الأهرامات وليه مردموش النيل؟!.. مش كلهم برضه من العهد البائد؟!». ضحك مصطفى، ثم راقب ناصر الذي أمسك بالسماعة، وطلب رقمًا ثم أصدر أوامره بإذاعة أغاني أم كلثوم

  • صارت أم كلثوم أخرى، مطربة أسطورية، إن مدَّت يدها شرقًا لمست مياه الخليج العربي، وإن مدتها غربًا طالت قمة جبال الأطلسي، وإن رفعتها لصار في مقدروها قطف السحاب!

  • صعدت المرأة إليها واحتضنتها بحنان بالغ، ثم قالت وهي تُشير بإصبع إلى صدرها: «انتي كوكب الشرق!».

  • لكن هؤلاء الناس فيهم شيء غريب مدهش، شيء كالسحر ربما يستمدونه من أديم الأرض، أو من أشجار الزيتون والصبَّار والصنوبر والسرو والبلوط والتوت الأسود، أو من أسماء بلادهم المحبَّبة إلى النفس، بيت لحم، بئر السبع، نابلس، غزة، طبريا، بيسان، يافا. لم تشعر أنها تجلس على كرسي في قطار، ولكن على سحابة واطئة تتحرك بخفة. تمنت في تلك اللحظة لو تقفز من القطار وتجري حافية على تلك الأرض الحانية

  • وقفزت إلى ذهنها من حيث لا تدري صورتها وهي تجلس في القطار المتجه من القدس إلى حيفا؛ الهواء منعش، والسماء صافية، والضوء يغمرها بالونس، ووجوه الفلسطينيين التي تنطق بالنضارة حولها ترحِّب بها بابتسامات صافية رائقة. لم يخطر لها قط أن تعاني تلك الأرض يومًا أشدَّ معاناة، لم تتصور أن تحتلها أحذية الغرباء، لم تتصور أن تتشرَّب دم أبنائها حتى ترتوي. لم تتصور أن تُسرَق قطعة قطعة، حتى تصير محرَّمة على أصحابها.

  • وقفزت إلى ذهنها من حيث لا تدري صورتها وهي تجلس في القطار المتجه من القدس إلى حيفا؛ الهواء منعش، والسماء صافية، والضوء يغمرها بالونس، ووجوه الفلسطينيين التي تنطق بالنضارة حولها ترحِّب بها بابتسامات صافية رائقة. لم يخطر لها قط أن تعاني تلك الأرض يومًا أشدَّ معاناة، لم تتصور أن تحتلها أحذية الغرباء، لم تتصور أن تتشرَّب دم أبنائها حتى ترتوي. لم تتصور أن تُسرَق قطعة قطعة، حتى تصير محرَّمة على أصحابها.

  • ❞ هي «الوداع» وهو الجزء الممتد من «هل رأى الحب سكارى» حتى «وإذا الأحباب كلٌّ في طريق» ❝

  • ❞ يمكن عملت كده عشان تكتب لنا التحفة دي!» ❝

  • ❞ ركب القصبجي سيارته ولم يستطِع أن يتخلص من صورتها. رآها لأول مرة قبل عشرين عامًا ❝

  • رأى امرأة جميلة كالبدر، ترفل في فستان من نور، تدنو منه، وتمدُّ له يدها بلفافة خضراء قائلة إنها أم كلثوم، بنت النبي محمد. خفق قلبه، وشعر بأنه على أعتاب باب الرضوان. فتح اللفافة، وجد ماسة مضيئة غشَّى بريقها عينيه للحظة فأغلقهما ثم فتحهما، وترك نفسه يسبح في بحر السكينة. رآها تبتعد وهي تقول: «هذه جوهرة وبشرى السعد.. حافظ عليها ولا تفرِّط فيها أبدًا».

  • تقلِّدها؟! التقليد بالنسبة لها فوضى، والمقلدون كالجلد الزائد. وهي قد تسامح «نجاة الصغيرة» لأنها مجرد طفلة، وأبوها هو مَن أمرها بتقليد أم كلثوم، وأمها ألبستها فستانها الطويل، وعقصت شعرها في كعكة ووضعت في يدها المنديل، كأن تلك العفريتة التي تتمايل برصانة على خشبة المسرح دمية الست! لكن ماذا عن المطربات الخناشير، وبعضهن سيدات عجائز وضعن قدمًا في النعش!

  • بمجرد أن رُفِع الستار رأتها أم كلثوم تحدِّق فيها تارة، وفي الناس حولها تارة أخرى، والدهشة تكاد تفرُّ من ملامحها، ومعها كل الحق، إنه الجنون بعينه، ذلك الولع، ذلك الشغف، ذلك الهيام، ذلك التصفيق الجنوني، لا يجوز إلا لمهاويس.

  • ❞ أترك قلبي معكِ وآمل أن أحضر لاسترداده قريبًا!» ‏ ❝

  • صعدت المرأة إليها واحتضنتها بحنان بالغ، ثم قالت وهي تُشير بإصبع إلى صدرها: «انتي كوكب الشرق!». نقل الميكرفون ما قالته إلى الناس فرددوا بحماس: «كوكب الشرق.. كوكب الشرق.. كوكب الشرق!». تلك هي المرة الأولى التي تسمع فيها لقبها الأبدي. سكن قلبها في لحظة، فتمنَّت أن يتناقله الناس. تحققت أمنيتها ببساطة، فقد وصفت الصحف والمجلات الفنية ما كان من أمر المرأة الحيفاوية «أم فؤاد» واللقب الذي وضعته تاجًا على رأس الآنسة أم كلثوم، ثم رويدًا رويدًا نسي العشاق والنقاد ألقابها القديمة، فلم تعد «الكروانة»، أو «الساحرة»، أو «قيثارة السماء»، وإنما كوكب الشرق.

  • وهي تجلس في القطار المتجه من القدس إلى حيفا؛ الهواء منعش، والسماء صافية، والضوء يغمرها بالونس، ووجوه الفلسطينيين التي تنطق بالنضارة حولها ترحِّب بها بابتسامات صافية رائقة. لم يخطر لها قط أن تعاني تلك الأرض يومًا أشدَّ معاناة، لم تتصور أن تحتلها أحذية الغرباء، لم تتصور أن تتشرَّب دم أبنائها حتى ترتوي. لم تتصور أن تُسرَق قطعة قطعة، حتى تصير محرَّمة على أصحابها.

  • انتهت الليلة على خير وخرج الجميع سعداء. تحاكى الناس بعظمة صوت الست، ما جرى يثبت أنها أسطورة، وأنها ليست مثل المطربين الذين يختبئون خلف الميكرفونات وضجة الموسيقى العالية، صوتها هو الأصل وكل ما عداه بهارات.

  • كلما رأى العود المركون على حائط غرفته بكى، كلما هاجت ذكريات الشباب عليه بكى، وكلما عبر شذا الأحبَّة الذين سبقوه إلى الدار الآخرة بأنفه بكى، وها هي تبكي بدورها في حرقة وتغنِّي في صمت «سكت والدمع تكلم».