لا تشدك البساطة ذاتها، قدر الاستغناء المُحبب في صاحبها، فِي نفسه سلامًا صُنع على مَهلٍ، يجعله لا ينتظر تأكيد أحد خارجه أو استحسانه، في نفسه قبول للحياة كما هي، دون أدبيات التفاؤل والتشاؤم السباقة على العيش نفسه، قبول هادئ بلا ضجيج أن الحياة لا يتحضر لأجلها المرء بسُترة نجاة، أو واقي صدمات، أن للقلب نصيبه المشهود من الحوادث، فقط أمانة القلب ألَّا يلتهى كل مرة عن الجمال الكامن في المشهد، إيمان بساطته في يقين أنَّ الله لا يترك المرء أسير دائرة مُغلقة، وقدر مُحكم، هناك جمال كامن في زاوية من المأساة، ومخرج من المتاهة، ولو للقلب وحده.
جواد يبلغ منتهى وجهته > اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات ومقتطفات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات
-
مشاركة من Mostafa Sokkar
-
يسأل الساموراي كاتسوموتو صديقه ناثان ألجرين:
- هل يستطيع المرء أن يُغير قدره؟
يهمس له صديقه:
- يستطيع المرء أنْ يفعل كل ما بوسعه حتى ينكشف له قدره
مشاركة من Mostafa Sokkar -
وتلك المحدودية التي أحاطها الله بعلمنا بأقدارنا حرر بها على الناحية الأخرى السعي وجعله غير محدودٍ ما دام لم يُقابل المرء نهايته بسبق علم، تفتنني فكرة أن المُتبقي مِن أجل المرء قد يكون ساعة أو عامًا أو عشرين عامًا، وعلى مجهول لا يدريه وممكن قد يحدث يُراهن المرء ويوجه قلبه.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
﴿فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
الخاطرة دومًا جامحة، لا تلبُث أنْ تستقر في وجدان المرء حتَّى تُغادر، وصيدها قبل زوالها رزق لصاحبها،
مشاركة من Mostafa Sokkar -
أُخبر صديقي يومًا، أنَّ نعيم الآخرة في نفسي هو نعيم الترتيب بعد الفوضى، والمغزى بعد العبث، مثل مشهد يُدار بالعكس، يعود كل شيء لموضعه، وكل مُندفع لسكونه، وكل مُبعثر لنظامه، يعود المُلطخ جميلًا ناصعًا، يَصير كل شيء له ظلٌّ خفي من معنى، يَعود المغزى للسياق بعد أن أعياك طلبه ولم تجده، يجبر كل خُسارة تكبدتها في الدنيا لكونك شريفًا، صادقًا وحسب، ترضى عن فعل الله، ويرضى عن قبولك موازين الخسارة في عالمك، والتماسها في كل مرة كان الربح أيسر سبيلًا، هذه ضفة يصير فيها كل زاد الحكاية وخُساراتها، ورودًا.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
﴿قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ تثير الآية ذاك الشعور اللطيف بالجدوى أخيرًا، الآخرة لازمة لأنَّها السياق الوحيد الذي تُحال فيه كل حماقاتك إلى جمال، السياق الذي يمنح قُبلة المعنى لكل خُلق كبّلك يومًا عن المكاسب، ودفعت ثمنه بما تكره، يصير الصدق ذا جدوى أخيرًا بعد أن أعياك التماسه، وأوردك تحريه في كل موطأ موارد الهلاك، ذاك يوم ينفع فيه الصادقين، المُحبين، كل مسعاهم المُعاكس لسير العالم، كل صلابتهم ضد المُهادنة وحلول الوسط، كل عزوف قاسٍ عن أنَّ امتلاء دواخلهم بتكلف أو
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لذا كل عدمية وتيئيس وتَفطيس لكل محاولات البشر الرقيقة، الضعيفة، اليومية، للنجاة في مساحة العيش الصعبة التي تحملنا، كل تلك الأحوال تدخل في فيض السوء التي لا بُد للمرء أن يكف شر نفثه من نفسه للناس “فليقل خيرًا أو ليصمت»، ويلتحف بلطف الله في صمته، يكفيه مسكنًا ومُستراحًا
مشاركة من Mostafa Sokkar -
قد لا تؤمن بذلك لكن الجاهل يملك سلامه الخاص، المُركب من فكرة أنَّه لا يعلم أنَّه على الحافة، الجاهل واثق لا يهاب الحافة لأنَّه لا يراها أساسًا، وهذا ما يجعله داعية أشد حماسة من العالمين، العالمون نصف أوقاتهم مُراجعة، والجاهل لا يُراجع لأنَّه يوقن بلا شك؛ فاصنع سلامك الخاص في وجه سلام الجاهلين، والفظه كلمة واحدة “سلامًا”،
مشاركة من Mostafa Sokkar -
دومًا يهمس الله لأنبيائه ألا يُهلكوا أنفسهم في التماس الجاهلين، فقط السائلين، ألَّا يهلكوا أنفسهم ويتمنوا على الله إنقاذ من يحبوا، ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين
َ ﴾، فقط عليهم إنقاذ من يُريد النجاة أولًا قبل المجادلة فيها، من يعترف ابتداءً أنه جاهل بأحوال الناجين، تواق للوصول لهم، من يعترف أنَّه ليس على بر الصادقين، وأنَّه عُرضة للغرق. مشاركة من Mostafa Sokkar -
لا تلعب بقواعد الحماقة ستصير أحمقًا وسيهزمك من جعلوا من الحماقة فنًا، لذا السلام بصفته حالًا يجعلك أكثر رغبة في حفظ الطاقة، في صنع شيء ما فعلًا، بدلًا من الدفاع عن فكرته وإمكانية وجوده، تخيل نوح يقيم مُناظرة بعنوان “السفينة بصفتها أفقَ نجاةٍ بين الواقع والمألات»، وتخيل نوح آخر يتلو أذكاره ويصنع سفينته في طوفان من التنمر والسخرية سبق طوفان الماء بأعوام.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
أن تتحمل وحشة الناس، وتُشفى مِن التماس ذاتك فيهم، وتصنع جنة في نفسك، وسعة في دواخلك، تجبر ضيق العيش والزنزانة والحال، وتجد نافذة وصال مع الله في خضم التعب، عندها لا تستوحش أبدًا حال الغرف المُغلقة.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
ربما كانت تلك مدرسة الله ليهتدي المرء لنفسه، تحتضن عُزلتك فتبرأ نفسك من صور الناس، تصير شفافة كنور مشكاة، تُمرر منها الهداية للخلق كافة، هكذا صار مُحمد الأربعيني سيد الخلق جميعًا، يهمس لنا ابن عطاء أنه كلما استوحشت الزحام تنفتح لك نافذة على الرب “مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ به”.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لكن تسعة أعشار الراحة في التخفف من الناس، ألَّا ترتهن لديهم حقيقتك وتعريف ذاتك، ذاك عين الربا، متى استودعت الناس هويتك سيردوها أضعافًا، أو ينتقصوها أضعافًا، لن يعيدوك إياها سالمة أبدًا، إنما مكسوة بألوانهم، ربما لذلك كان لكل نبي خلوته.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
في السكون شيء ما يُستعاد، ربما لذلك يتنزل الله لصلوات مُحبيه في جوف الليل، وقت السكون، عندما يكُف البشر عن التلهي ببعضهم عنه، الليل له قيامه أما النهار مشوش، شمسي، زاهي جدًّا بألوانه، صاخب جدًّا بأصواته، لتجد فيه نفسك ومناجاتك.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
الحزن ثقيل لكنه لازم لدراما حضورنا، فهو وحده مفتاح تجاوز الكبرياء، للرقيق الكامن فينا، والذي يُلهبنا خجلًا أن نعترف أننا نملكه، حال المسكين فينا.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
نحن مساكين وتلك حقيقة لا تخيف، ربما هي أكثر رحمة كثيرًا من أن تحمل ضغينة لأحدهم، أكتافنا لا تسع حمل الكراهية، محدوديتنا وافتقارنا عُذر حاضر يعتذر عن صاحبه، كلما كان مزهوًا بكبريائه أمامك، أكتافنا لا تسع سوى أنَّ تحمل رأس من نُحب وقت الحزن، دون حديث مُعاتبة، دون تكلف مُلاطفة، فقط اخلع عن أكتافك كل ما تحمله واترك من تحب ليتوسدها، ويسكن مُطمئنًا قلبه.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
تشبه الخفة، شعور بالون أفلتته يد طفل غفلة، طار البالون من يد إلهه الصغير، طفا ليرى المدينة والحدود والبحر والعالم، صار الطفل الصغير نُقطة لا تُرى، لا تُخيف، لا تُهيمن، هكذا تُخبرك الخفة كيف تنسل من يد كل سيد يظن أنَّه مالكك؟ كيف تصير كل الآلهة الأخرى من منظور رأسي صغيرة؟
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لا ثُقل يُخالط الخفة أبدًا، سوى نور الرب في الحكاية، إذ كلما كانت مرساة الرب ثقيلة في نفسك؛ سرت الخفة في كل ما حولك، خفة الاستغناء عن كل تعلق، أن تملُك خطة بديلة للعيش مع كل فقد، ما دام الرب في قلبك. الله هو نقطة الأبدية الوحيدة في سيولة لا تجمُد، ومُتغير لا يسكُن
مشاركة من Mostafa Sokkar -
أُحبُ لفظة “الخفة”؛ خفة الحضور، خفة المكوث، أنْ تستطيب كل مُقام مُمتنًا، لكن لا تألفه كفاية لتنسى كيف تكون المُغادرة، خفة الروح من كل المشاعر الثقيلة، خفة القلب من كل تعلُق مُهلك، خفة الطعام، أن تأكل دون بلوغ الشبع، فتنسد مسام الروح، وتتثاقل النفس عن أنفاسها، وتنسد منافذ العالم عنك.
خفة نسيم يتخلل البشر مُنعشًا، دون أن يُثقلهم بوعود، دون أن يُثقلهم بمكوث، دون أن يحملوه على عواتقهم، نسيم يسود لحظته لوهلة ثم يمر، تاركًا عبق لا يُخفى، خفة معروف تنفثه في العالم بلا اكتراث، لا تنتظر جزاءً، لا تنتظر شكورًا.
مشاركة من Mostafa Sokkar