اقتباسات د. مصطفى محمود

فتغيير الأنفس يأتي أولاً

الدين في حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به إلى الدنيا و الحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا إلى الوطن الأصل الذي جئنا منه، و العطش الروحي إلى النبع الذي صدرنا عنه و الذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا و حنينا.. و هو حنين تطمسه غواشي الدنيا و شواغلها و شهواتها.

❞ ونُغرق في مكالمات هي ترف ويلوذ الواحد منَّا بالآخر فيطمئن إليه وهو لواذ القلق بالقلق، ولكن خيمة الألفاظ الحانية هي التي نشرت هذا العطر الخادع المخدر للحواس فأوحت للاثنين بأن كلًّا منهما قد وجد السكن وما هو بسكن، وإنما هو ❝

❞ وحفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير.. فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلِكة. ❝

❞ نحن نتبادل الكلمات والحروف والعبارات كوسائل للتعبير عن المعاني وكأدوات لكشف كوامن النفوس.. ونتصوَّر أن الحروف يمكن أن تقوم بذاتها كبدائل للمشاعر، ويمكن أن تدل بصدق على ذواتنا ومكنوناتنا.

⁠‫والحقيقة أن الحروف تحجب ولا تكشف.. وتضلل ولا تدلل.. وتشوه ولا توضح.. ❝

يقول له ربه في لحظة التجلي:

‫ ليس بيني وبينك أنت.

‫ ليس بيني وبينك بين.

‫ أنت منظري.

‫ لا ستور مسدلة بيني وبينك.

‫ أنت تليني وكل شيء في الكون يأتي بعدك.

‫ أنت في هذا المقام لا يستطيعك الكون ولا تقوى عليك جنة ولا نار.

‫ وهو مقام الخلافة العظمى التي يكون فيها للعبد ربانية على الأشياء، ويكون هو العبد الرباني الذي قال عنه القرآن:

‫ ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ ﷲ رَمَى﴾

يقول له ربه:

‫ تعرف سر الحروف وأنت في بشريتك يختبل عقلك.

‫ تعرف سر الأسماء وأنت في بشريتك يختبل قلبك.

‫ يا عبد، لا إذن لك، ثم لا إذن لك، ثم سبعون مرة لا إذن لك، أن تبوح بما استودعتك من أسرار حروفي وأسمائي، ولا كيف تدخل خزانتي ولا كيف تقتبس من الحرف حرفًا بعزتي وجبروتي.. ولا كيف تراني.

إذا داويت الحاجة بغفلة ازددت حاجة.. وإذا داويت الغفلة بالتمني ازددت غفلة.

قال لي: لا أرسل إليك العلم ولا أرسل إليك المعرفة، بل أرسلك إلى كل شيء لتكون لك عليه ربانية الإرسال.. فقف في حضرتي آمرك بكل شيء ولا آمر شيئًا بك.

يقول ﷲ لعبده المقرب الذي يضن به على أي مقام: يا عبدي، سوف يدعوك كل عارف إلى معرفته، وذلك حقي عليه.. فلا تخرج أنت من معرفتك إلى معرفته، فذلك حقي عليك.

إنما أحادثك لترى لا لتحادث.. إنما أقول لك «هذه رؤيتي» لتتبين في معرفتي لا لتدل عليَّ من لم يرَني.. إن هداي ليس في يدك، فإذا حادثتك رأيت، فإذا رأيت فلا حديث.

إن لي عبادًا صامتين رأوا جلالي فلا يستطيعون أن يكلموه، ورأوا بهائي فلا يستطيعون أن يسبحوه، فلا يزالون صامتين حتى آتيهم فأخرجهم من مقام صمتهم إليَّ.. اصمت لي ما استطعت تكن عبدي الصامت.

إن لي عبادًا ناطقين ما كلموا سواي ولا يكلمون.. كلِّمني ولا تكلم سواي ما استطعت.. تكن عبدي الناطق وأجعل لك شفاعة.

العادة تصنع من أوزار القوم أصنامًا تُعبَد تستمد سيطرتها على الناس من الإلف والتكرار مثلها مثل السامري الذي صنع من الحلي التي سرقها بنو إسرائيل عجلًا يُعبَد له خوار.

— أردتك من دون ما خلقت، فردني من دون ما خلقت.

أوقفني في الكمال، فرأيت فيه اجتماع الجلال والجمال

أهل العلم أهل الماء والظل، وأهل المعرفة أهل التحف والكرامة، وأهل الوقفة أهل الأنس والمحادثة، وأهل الرؤية أهل الأسرار والمجالسة.

وقال لي: لولا العارفون أخذت الكل.

‫ وقال لي: العابدون أوتاد الأرض، والعارفون أوتاد الذكر.

أعلى الحرف اسمي، وأوسط الحرف عزيمتي، والحرف كله لغتي وألسنتي

أعلى الحرف اسمي، وأوسط الحرف عزيمتي، والحرف كله لغتي وألسنتي