اقتباسات علاء أحمد

عقلٌ لا يحتفظ بعبارات الاطمئنان، ويمحي بشبه كلمةٍ من ذمِّ صفحات من ثناء، عقلٌ بارع في البحث فيما وراء الأحداثِ والكلمات، ودائمًا لا يرتاح إلا للتَّفاسير المزعجة، وبالٌ مشغول برهْق باله.

الخوف يطلُّ عليَّ من كلِّ موقف وكلمة، وتقاطع مع البشر، الخوف يطلُّ عليَّ من الأمان ذاته!

على عكسِ العادةِ كنا نذهبُ نحن لملكِ الموتِ، نجتمعُ متكدسينَ في صالةٍ كبيرةٍ أصغرُ من كتلتنا، بحوائطٍ زيتيةٍ مزينةٍ بعبثِ كشطِ أقلامِنا كآثارٍ شاهدةٍ على أمواتِ دفْعاتٍ من قبلنا.

هذا بيتي ونفسي وأصْلِي، هذا نَبتي وأرضي، ولن أترك أرضي، ادفنوني تحتَها إن أردتُّم لكني لن أتركها حيًّا.

إنَّ جدّي «صابر الأول» بدلًا من أن يستخدمَ قراريطه في زراعة ما يمكن بيعُه وإخراج قوتِه منه، جعلها مشتلًا، زرعها زهورًا في قريةٍ لا تعرف رفاهيةَ تقديم الورد ولا حبّه، ولا حتى التغزل في جَماله؛ بل لم تساعدهم ظروفُ معيشتهم أن يعرفوا الحبَّ من الأساس.

يجعلون قطارَ القادرين يلفحُ وجوهَنا ويمرُّ أمامنا كسراب ككلِّ الفرص التي تفوتنا،

لم يعلم أنَّ لحظات القلق أطول، وثانية الخوف بمائةِ ساعة مما يعدّون.

قد أكونُ بِدعًا بين الكُتّاب، لكنَّني أصدق المكتوب، نصف أو ربع كاتب ربَّما، لكنْ نقصانُ الإنسان في شخصي مُكتمل!

إلى.. نفسي،

‫ أستحقُّ أن أصفقَ لها مرَّةً بعدَ مراتٍ من جَلدي لذاتي.

وأنَّ الوقت الذي وهبتُه لإعانة إنسانًا لا يعدُّ وقتًا ضائعًا

❞ كانتِ العديدُ من المقابر يعرضُها أصحابُها لإيواء الميت.. كان يحتاج منها واحدةً فقط كي لا يموت. ❝

لنبدأ المرحلةَ الثانية.. الشراء. مرحلةٌ كنت لا أخشاها أبدًا، ذلك أن ثقةَ أبي كانت حاسمةً بأنَّ ما أتمناه سوف يكون.

‫ ثقةٌ ربَّما نابعةٌ من تخطيطِ أبي لذلك اليوم بالادِّخار، فدائمًا أمانينا أغلى ممّا في جيوبنا، ودائمًا الثمنُ حائلنا الأكبر.

❞ طوالَ الليل، أتلصَّص على عقارب الساعة. أنظر لها خفية، أطبِّق نظريةَ أمي أنَّ تجاهل الوقت يجعلُه يَمر. لكنه لا يمرُّ، فالتجاهلُ لا يُصطَنَع من مَحض اهتمام ولا يُفتعل. ❝

في هذه الأثناء شردتُّ عنه قليلًا أتدبَّر في أحلام بني فئتِه البسيطة من أرباب تلك المهنة، وأقول في نفسي أيضًا للشقاء الأدنى درجات، ولمَ لا.. إن كان هناك الدَّرك الأسفل من النار

فدائمًا أمانينا أغلى ممّا في جيوبنا، ودائمًا الثمنُ حائلنا الأكبر.

‫ كانتِ العديدُ من المقابر يعرضُها أصحابُها لإيواء الميت.. كان يحتاج منها واحدةً فقط كي لا يموت.

وكعادة الأشياء تزدادُ جمالًا كلما زادت صعوبةُ امتلاكنا لها.

فدائمًا أمانينا أغلى ممّا في جيوبنا، ودائمًا الثمنُ حائلنا الأكبر.

درّاجات عليها طلاءاتٌ كاذبة تُخفي اللحام والكسورَ، وزينةٌ مبالَغ فيها كمُستحضرات تجميل محليةٍ على امرأة عجوز، لكنَّ عيني المشتاقة تنبهر كعينِ مُراهق يحنُّ إلى الجنسِ الآخر.. وأيّ آخر.

نزلَ على ركبتيه، ووضع كفيه على الأرض وأخذ يَمشي المسافةَ المتبقية له على أربعٍ وهو يعلي صوته بالنّباح كي يثبت لهم حقيقتَه الجديدة المستحقَّة للرفق والطعام!