اقتباسات رانيا سامي

يميل معظم الناس إلى الاعتقاد بأنهم إذا قبلوا أنفسهم، فهذا يعني أنهم لن يحاولوا تحسينها. والحقيقة أن هذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة، فقبول أنفسنا يعني الاعتراف بعيوبها ونواقصها، وهذا في حد ذاته سيمنحنا القدرة الكاملة للعيش بسلام فضلًا عن القدرة على السيطرة على حياتنا. مع قبول الذات، ستأتي محاولات تحسين الذات من داخلنا، لذلك فعندما نقرر تغيير أنفسنا للأفضل، سنفعل ذلك من أجلنا نحن وبدافع حبنا لذاتنا، وليس من أجل أي شخص آخر.

‫ القبول هو الموافقة على حقيقة موقف معين. الأمر يتعلق بإدراك أن حالة أو حادثة معينة هي على ما هي عليه، حتى وإن كانت تتميز بمستويات عالية من الانزعاج والإحباط. يتعلق الأمر كذلك بالخضوع الواعي لحقيقة أن شيئًا ما لا يمكن تغييره، وأن واقعه لا يخضع للتفسير، يتعلق الأمر أيضًا بصنع السلام مع الواقع الذي اضطرنا إلى البقاء فيه.

‫ السيطرة على واقع الآخرين هي منتهى الحلم للأشخاص المتلاعبين، فهم يريدونك أن تستبدل حكمك بحكمهم،

‫ إن تغيير تصوُّر الشخص للواقع هو الطريقة المثلى للسيطرة عليه، وذلك عندما تتمكن من إقناع شخص ما بأن ما يراه وما يسمعه ليس حقيقيًّا، فإنك بذلك تكتسب القدرة على إخباره بما يجب أن يفعل، وما يجب أن يفكر فيه، وما يجب أن يشعر به، وما يجب أن يقدِّره.

غالبًا ما يستخدم الأشخاص الذين يسعون إلى الانتقام «الفكاهة العدائية المُقنَّعة» لإسقاط الآخرين، فسيستخدمون السخرية كقناع لإخفاء عدائهم تجاه الآخرين، فمثلًا قد يقولون أشياء مؤذية ثم يدَّعون أنها مزحة،

من دون قوة الإرادة، نصبح قابلين للإيحاء بشكل كبير، ويمكن للناس حملنا على القيام بتنفيذ طلباتهم دون أي مقاومة تُذكَر.

في كلتا الحالتين سوف يقلل الشخص المسيء من الضرر الذي تسبَّب فيه، بدعوى أنه كان من الممكن أن يحدث أسوأ مما حدث بكثير.

‫ غالبًا ما تنجح حيلة التقليل مع الناس لأنها تجعلهم يشعرون بالخجل، فإذا اتهمك شخص ما مثلًا بأنك تعطي للموضوع حجمًا أكبر من حجمه، فمن المحتمل أن تتراجع خطوةً إلى الوراء لتراجع نفسك لمعرفة ما إذا كنت تبالغ حقًّا في ردة فعلك أم لا.

‫ ليس صحيحًا بالضرورة، أنه في أثناء خضوع الشخص للتنويم المغناطيسي، لا يمكن له التصرف ضد قيمه ومبادئه، حيث إنه من الممكن جدًّا -ولا سيما إذا كان المنوِّم المغناطيسي من ذوي الخبرة والمهارة- أن يكون له سيطرة كاملة على رغبات المريض وإرادته الحرة.

وكان أول مَن استخدم التنويم المغناطيسي للسيطرة على الألم هو الطبيب النمساوي «فران ميسمر» الذي عُرف فيما بعد «بوالد» التنويم المغناطيسي، وقد استخدمه في عملياته الجراحية كبديل عن المخدر الذي يُعطى للمريض قبل العملية الجراحية لتسكين الألم، حيث إن العمليات الجراحية قبل عام 1846م كانت تُجرَى دون تخدير، نظرًا إلى عدم وجود تخدير آنذاك لتخفيف الألم، وتعسُّر فقدان المريض للوعي في أثناء إجراء العملية الجراحية

‫ في الواقع، هناك العديد من التعريفات حول ما هو التنويم المغناطيسي؟ أشهرها على الإطلاق تعريف جمعية علم النفس الأمريكية للتنويم المغناطيسي الذي ينص «على أن التنويم المغناطيسي هو حالة ذهنية عميقة، يقدم فيها المنوِّم المغناطيسي للمشارك اقتراحات، أو يطلب منه أداء بعض الأعمال، أو الإخبار عن بعض المعلومات، وعلى المشارك أن يختار من بينها أيها يفضل تنفيذه والاستجابة له».

‫ إن أسوأ شيء يمكننا القيام به هو افتراض أننا أذكياء جدًّا، بحيث لا يمكن لتقنية التحكم في العقل أن تعمل علينا، ولكن الحقيقة أنه في ظل الظروف المناسبة يمكن إقناع أي شخص بالتخلي عن نظرته إلى العالم وتبنِّي نظرة شخص آخر.

‫ التلاعب بالحقائق هو واحدة من أكثر تقنيات التلاعب النفسي فعالية، لأنه يعتمد على الحقائق التي تخضع للتفسير. عندما يتلاعب شخص بالحقائق، فهو لا يكذب من الناحية الفنية، إنما فقط يستخدم تفسير الحقائق لصالحه.

‫ هناك العديد من الاختلافات في الطريقة التي يعمل بها التعلم المؤلم من التجربة السابقة، وتُستخدم بشكل شائع للتلاعب بالأشخاص في العلاقات الشخصية. إذا كنت تريد القيام بشيء ما، ثم تراجعت عنه في اللحظة الأخيرة لأنك تذكرت أنك مررت بتجربة سيئة في الماضي عندما قررت القيام بنفس الشيء الذي تريد القيام به الآن، فيجب عليك أن تدرك أنك تتعامل مع طريقة أو تقنية التعلم المؤلم من التجربة السابقة، أما إذا كان الموقف السابق مرتبطًا بشخص معين، فيجب عليك إدراك أن ذلك يشير إلى أن ذلك الشخص هو شخص متلاعب يحمل بين طياته واحدة أو أكثر من السمات الشخصية المظلمة.

‫ يمكن استغلال مخاوفنا من قِبل أولئك الذين يريدون التلاعب بنا والسيطرة علينا. يستخدم بعض هؤلاء الأفراد القدرة على فهم عواطفنا والقدرة على قراءة لغة أجسادنا والتعرف عليها واستخدام المعلومات التي حصلوا عليها لقيادة عملية صنع القرار لدينا. ويُعرَف هذا باسم «الذكاء العاطفي الخبيث»، صحيح أننا نبدو هنا وكأننا نتخذ القرار، لكنهم في الحقيقة يوجهوننا إليه ويدفعوننا إلى أخذه بطرق ملتوية.

❞ كل ما يزعجنا بشأن الآخرين يمكن أن يقودنا إلى فهم أنفسنا».

⁠‫كارل يونغ ❝

❞ كل شخص قمر ولديه جانبٌ مظلم، وهو ما لا يُظهِره لأي شخص».

⁠‫مارك توين ❝

المتلاعب هنا في هذه الطريقة يعمل على جعل الضحية تشك دائمًا في صحة ما تعتقده وما تتذكره وما تقوله، وكأنما يقول لها «لا يوجد هناك ما يُسمى يقينًا»، حتى الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان، يبدأ المتلاعب التشكيك فيها في نفس الضحية، إلى أن تنهار تمامًا أي معتقدات يقينية أو ثوابت بداخلها، وتصبح جاهزة تمامًا لتبنِّي أي حقائق (أي أكاذيب) يخبرها بها المتلاعب، أو اعتناق أي عقائد يفرضها عليها ذاك المحتال.

‫ «جميعنا نعيش نفس الليل، لكن لكلٍّ منا ظلامه الخاص».

«كل ما يزعجنا بشأن الآخرين يمكن أن يقودنا إلى فهم أنفسنا».