اقتباسات ألبرتو مانغويل

لطالما تراءت لي حياتي كتقليب صفحات الكثير من الكتب. إذ توصّف قراءاتي التي تشكل خريطتي الخيالية جُلَّ تجاربي الحميمة، كما أن في مقدوري تقصّي كلَّ شيء أعرفه عن أساسيات الحياة في مقاطعَ أو أسطر معينة قرأتها في الكتب.

لا نَلِجُ الكتابَ نفسَه مرّتين

‫ هناك أوقاتٌ في حياتي كنت أقول فيها: يجب أن يتغيرَ شيءٌ ما، شيءٌ يمكّنني من السير في طريق مختلف.

كلّ نص هو تركيبة من أربعة وعشرين حرفاً من الأبجدية (أكثر أو أقلّ، بحسب كل لغة). لهذا السبب فإن تركيبة الحروف اللامتناهية هذه ستعطينا مكتبةً كاملة من ماضي كلّ كتاب يمكن تخيّله وحاضره ومستقبله:

كانت الكتب تعيد إحياء الماضي.

يتميّز الإسلام عن بقية الأديان الأخرى في هذه الناحية بالذات: فهو لا يرى في القرآن كتاباً منزّلاً من الله وحسب، بل صفة من صفات الله، تماماً مثل حضوره في كل زمان ومكان، ومثل رحمته

”يمكن للكاتب فقط أن يأمل نَيل الرضا بإيصال امرئٍ واحد على الأقلّ إلى خاتمةٍ لائقة، أليس كذلك؟“،

”لستُ أدري بالضبط سبب إيماني بأن الكتاب يجلب لنا أفق السعادة، لكنني ممتنٌّ حقّاً لتلك المعجزة المتواضعة“.

”رغم أن المرء قد يعتبر مكاناً ما مكانه ويقول إنه قد عاش فيه، إلا أنه في الواقع يقصد بضعة أصدقاء تجعل صحبتهم ذلك المكان أو غيره كأنه يخصّه“.

”كلُّ كاتب يخلق أسلافه25 الخاصين به“.

القراءة صورة لوحدة الوجود،

سيكتشف القارئ الممحِّص (أو ذو المعرفة) أن الاقتباس ذاته يقرأ ما بين السطور:

بالنسبة لبورخيس، إن معرفة الحب تنوجد في الأدب

كان يستمتع بشكل خاص بالدقائق التي تسبق الخلود للنوم، ذلك الوقت الفاصل بين النوم واليقظة، وخلاله. كان يقول: ”أكون واعياً لفقدي الوعي… أتفوّه بيني وبين نفسي بكلمات غير ذات معنى، أرى أماكن غير معروفة، أتركُ لنفسي الانزلاقَ إلى ’مُنْحَدَرِ الأحلام‘“.

قال بورخيس: ”يطيب لي أن أكتب قصةً بجودة الحلم. حاولتُ، وأحسب أنني لم أفلح قط“.

”أنا قارئ ينشد المتعة: لم أشأ أن يكون للشعور بالواجب يدٌ في شأن شخصي كشراء الكتب“.‏

بالنسبة لبورخيس، إن جوهر الحقيقة يكمن في الكتب؛ قراءة الكتب، تأليف الكتب، التحدث حول الكتب. كان يعي، باطنياً، مسألة متابعة الحوار الذي بدأ قبل آلاف السنين – السنون التي كان واثقاً أنها لن تنتهي. كانت الكتب تعيد إحياء الماضي.

بوسع اللغة ”أن تقلّد الحكمة“ وحسب.

”كلُّ ما أرمي إليه من وراء حكاياتي هو تقديم العون عبر قليلٍ من المتعة، قليل من السعادة. ذلك واجبنا أيضاً، أليس كذلك؟“.

سُدى أبحث عمّن يعملون بالكلمة، ولا يكتفون بالاستماع إليها فحسب٢٨.