العود الأبدي

نبذة عن الكتاب

تباً! ظننت أن التظاهر بالاقتناع بهذا الكلام التافه الذي أسمعه في الأفلام سيجعلني أخرج من سجني. لماذا تبقيني حبيسة في مقبرتي بحق الله! أقصد.. بحقك. أين النعيم؟ أين الجحيم؟ أين العدم حتى؟ لقد مللت وأنا أتجول بين القبور ليل نهار، وحيدة وغير مرئية ولا مسموعة. أين بقية الموتى؟ كيف يعبرون إلى الحياة الأخرى من دوني! حتى أولئك الذين دُفنوا بعدي لم أرهم قط، أنا بمفردي تماماً. كنت لأشعر بالوحدة الآن، لكني على ما يبدو لم أفقد حاسة الشم فحسب بل فقدت القدرة على الشعور أيضاً، كل ما يدور في عقلي هو أفكار وذكريات ورغبات مبهمة ربما، لم يبق لي من المشاعر سوى البدائية منها كالخوف أحياناً والخواء على الدوام. مرّرت يدي ببطء على سطح القبر المجاور لقبري، كانت تغطيه طبقة من الغبار وبعض الحصى الصغيرة. قبرانا هما الوحيدان اللذان يملكان أساساً إسمنتياً يرتفع عن سطح الأرض فيما دفن بقية الميتين في هذه المنطقة الريفية تحت الأرض فحسب، وبشواهد من صخر حُفرت عليها أسماؤهم وتواريخ ميلادهم وموتهم بصعوبة.