اقتباسات جورج أورويل

لمن يكتب تلك المذكرات؟ للماضي أو للمستقبل أو لعصر قد يكون خيالياً وقد ربَض أمامه، ليس الموت فحسب؛ بل العدم، فقد تصبح مفكرته رماداً ويتحول هو إلىٰ بخارٍ، ولا أحد غير شرطة الفكر ستقرأ ما كتب قبل محوه من الوجود. وكيف تستغيث الذاكرة بالمستقبل ولن يبقى أي أثرٍ ماديٍّ منك أو أي أثر لكلمةٍ كتبتها علىٰ ورقةٍ ما؟

«جريمة الفكر لا تسبب الموت، بل هي الموت.»

فإنه لم يكن يملك إلا مشاركة الجمهور في هذيانه العام خلال دقيقتي الكراهية، ولكن إنشاده لأنشودة: «الأخ… الأخ…» كان يملأهُ رعباً دائماً. بالطبع إنه كان يردد الأنشودة مع الآخرين، فقد كان من المستحيل أن يفعل غير ذلك؛ نظرًا لأن إخفاء الإحساسات، والسيطرة على انفعالات الوجه والاشتراك مع الآخرين فيما يفعلون كان انفعالاً غريزيّاً.

تحدّث الآخرون كلهم عن المواضيع الجنسية بشكلٍ مقزز. فالمشردون يثيرون الاشمئزاز من هذه الناحية، لأن فقرهم يعزلهم تماماً عن النساء، فيستشري الفُحش، تالياً، في عقولهم.

لا أدري حقيقةً أيُّهُما أكثرُ بشاعة: مجلّة سندي تايمز أم مجلّة أوبزيرفر. أتقلّبُ بينَهُما كما يتقلّبُ مريضٌ عاجِزٌ في سريرِهِ من جنبٍ إلى جنبٍ ولا يجِدُ الراحةَ في أيّهِما.

وقال لقد كانت الخصوصية شيئاً ثميناً جداً ، فالمرء يحتاج من وقت لآخر إلى موئل يختلي فيه بنفسه ، وأصول اللياقة الاجتماعية تقضي بإن يحتفظ كل من تناهى إلى معرفته هذا الأمر بالمعلومات لنفسه ، بل وبدا وكأنه يتلاشى نهائياً ويلغي وجوده .

«سبعة آلام مختلفة ومنفصلة عبثت بجسده مثل الأوركسترا»

وتغيرت لهجته فجأة، وارتسمت على وجهه علامات القسوة والعنف، ثم قال:

‫ - كلا، إننا لا نأتي بهم إلى هنا لانتزاع الاعتراف أو توقيع العقاب. هل تريد أن أقول لك لماذا أتينا بك إلى هنا؟ لنبرئك من علتك! لنجعلك عاقلًا!

الإنسان هو العدو،والحيوانات كلها رفاق

أما الخطر الثاني فنظري لأن الجماهير لا تثور من تلقاء ذاتها، ولم يسبق أن ثارت لمجرد أنها تعرضت للضغط والاضطهاد، إذ طالما لا تتاح لها فرصة للمقارنة بين أحوالها وأحوال غيرها، فإنها لا تشعر بأن هناك ضغطًا واضطهادًا.

يمكن للمرء أن يواصل التراث البشري لا عن طريق جعل صوته مسموعًا، بل عن طريق البقاء بعيدًا عن الجنون.

- إذا كان لديك حيواناتك السفلية لتتعامل معها، فلدينا طبقاتنا الدنيا أيضًا! ‏

- لا عاطفة هنا يا رفيق! الحرب حرب. الإنسان الطيب الوحيد هو الميت.⁠‫

كما ألقى "سنوبول" على النار بالشرائط التي كانت تزيّن بها عراف الخيول وذيولها في أيام السوق.‏

⁠‫‏قال: ‏

⁠‫‏- أيها الرفاق، يجب اعتبار الأشرطة ملابس، وهي علامة على الإنسان. يجب أن تعيش جميع الحيوانات عارية.⁠‫

أليس من الواضح إذَن أيها الرفاق أن كل شرور حياتنا هذه تنبع من طغيان البشر؟ تخلص من الإنسان فقط، وسيكون إنتاج عملنا ملكًا لنا بين عشية وضحاها تقريبًا يمكننا أن نصبح أغنياء وأحرارًا.

الإنسان هو العدو الحقيقي الوحيد لدينا. أبعد الإنسان عن المشهد، وسوف يزول السبب الجذري للجوع والإرهاق إلى الأبد.‏

حياتنا بائسة ومرهقة وقصيرة. نحن نولد، ونعطي الكثير من الطعام الذي سيحافظ على النفس في أجسادنا، وأولئك القادرون منا يجبرون على العمل حتى آخر ذرة من قوتنا، وفي اللحظة التي تنتهي فيها فائدتنا، نذبح بوحشية شنيعة.

أنه كتاب لادبي وراوي وسياسي راءع

"لقد ارتكب الجريمة الكبرى التي تحتوي في ذاتها على الجرائم الأخرى كلها.. وهو يظل مرتكباً لهذه الجريمة حتى لو لم يخطّ بقلمه شيئاً على الورق! إنهم يسمونها (جريمة الفكر). وجرائم الفكر ليست شيئاً يمكن إخفاؤه إلى الأبد. قد ينجح المرء في الاختفاء حيناً من الزمن، بل حتى عدة سنوات، لكنهم سوف يمسكون به عاجلاً أو آجلاً".

"لا مفرّ! لا شيء يخصّك أنت وحدك إلّا بضعة سنتيمترات مكعبةٍ في داخل جمجمتك".