تشكّلَت في ذِهني، لمّا بدأتُ قراءة التقرير، قناعةٌ أنّهُم مُذنبون. ولكن ما ذنبُهُم؟ الحقّ، أنّهُم لم يفعلوا سوى ما يجبُ أن يفعلَهُ أيّ شخصٍ حينَ تغزو قوّاتٌ أجنبيّة وطنَه وتحتلَّه. ذنبُهُم هوَ أنَّهُم قاوَموا، وأبقَوا العالم الخارجيّ على اطّلاعٍ بقضيَّتِهِم، وقاموا بأعمال تخريبٍ وقتلوا بعضَ الغزاة. بمعنىً آخَر، كانَ ذنبُهُم أنّهُم ناضلوا لتحريرِ وطنِهِم من حكومةٍ غير شرعيّة، وحِفظِ استقلالِهِ، والولاء التامّ للحكومة الشرعيّة التي اعترفَ بها العالَمُ أجمع – باستثناءِ الاتّحاد السوفييتي. وقد كانَ الألمانُ سيُعاملونَهُم بذاتِ الطريقةِ لو قُدّرَ لاحتلالِهِم أن يستمرّ وينجَح.
مشاركة من إيمان عاطف
، من كتاب