اقتباسات بثينة العيسى

ورغم أنه يعرف أنَّ تعاستها لم تكن غلطته، فإن عليه أن يحاول أكثر.

ولماذا لا يكفيها أن تكون أمًّا، مجرّد أم، «لماذا لا يكفيها ذلك؟!».

‫ بقدر ما يعرفُ يوسف أنه شخصٌ بسيط، يعرفُ أيضًا أنَّ العَلاقات معقدَّة، وأنَّ على الولد أحيانًا أن يتولى تربية والديه، وأنَّ العالَم مقلوبٌ على عقِبيه.

❞ وشعرت بأنها المرأة الأخيرة في قارّةٍ تغرق على مرأى من الجميع. قارة تُفقد دون أن يفتقدها أحد. ❝

«لكن المشكلة ليست في اللغة» تريدُ خولة أن تقول في البرنامج: «بل فيما يقبعُ في جوفها» ما زالت تجدُ صعوبة في شرحِ الأمر، لكنها ستضيفُ بأنها لم تكن تدركُ، بعدُ، أن «اللغة هي إسفنجة»، ولا قتيبة شرحَ لها الأمر على

لكنها ردَّت يومها، أنَّ تعلُّم اللغة يبدأ في البيت، فهي لم تكن تعلمُ، بأمومتها الغضَّة، أنَّ «الحداثة ستدمِّر البيوت»، وأنَّها ستخلِف كل وعودها لقتيبة بشأن تعويض ناصر عن ضعفه في لغته،

خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبقِ أمام التاريخ».

كان فأرَ التجارب الأوّل في مختبر أمومتها الفارغ، وأن جُرحها يصبح لامرئيًّا أمام جرحه

«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»

وشعرت بأنها المرأة الأخيرة في قارّةٍ تغرق على مرأى من الجميع. قارة تُفقد دون أن يفتقدها أحد.

الإنسان ليس منطقيًّا على الدَّوام

أخبرت المذيع بأنَّ الإصلاح، إن كان هناك إصلاح، يجب أن يأتي «من فوق»،

❞ «فالنَّاس لا يستحقون أيَّ شيء!»، لا سيما منها. ❝

أحسَّت بأنها تُسحلُ في شوارع افتراضية، بأيادٍ افتراضية، تتلقى صفعاتٍ افتراضية، وتُعلَّق بقدميها في ميادين افتراضية، أو تركبُ بالمقلوبِ حمارًا افتراضيًّا يطوفُ بها مدنًا افتراضية: بغداد افتراضية، وقاهرة افتراضية، ودمشق افتراضية، لتُقذَفَ بالبيض الافتراضي.

وعرفت خولة أن الصَّمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الادعاء، لا الحُب.

«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»،

نابتًا من صحراء أمومتها المترامية، حيثُ الصَّمت أكثر بكثيرٍ مما يجب، وحيثُ خولة تأكل وحيدة.

وشعرت بأنها المرأة الأخيرة في قارّةٍ تغرق على مرأى من الجميع. قارة تُفقد دون أن يفتقدها أحد.

لكنهم يبالغون في شأن كل شيء هذه الأيام.

يمكن أن تخرج الأمور عن السَّيطرة، ويستيقظ المرءُ من نومه يومًا ليكتشفَ أنه في الثلاثين، وأنه أضاع حياته.