اقتباسات أيمن العتوم

لا فوزَ دون صبر، ولا حرمان إلاّ بعد استِعجال

نا ألعن يد الظالم التي مزقت وجه الحرية ! ونهشت بلا رحمة في جسد الطلاب لا لشيء فقط لأنهم طلبوا الحرية ..! ياااه يا أيها الانسان ،، ما أظلمك ما أفظع نفسك البشرية عندما تتحول الى نفس همجية ,...!! تفقد كل الانسانية تبعثرها رصاصات تصوبها نحو قلوب البشرية نحو أنفاس طاهرة طالبت ببعض المطالب الأكاديمية ! ||سالت دماهم على سطور الزمن ..تلعن الظالم والمتآمر والمتخاذل تلاحق أرواح وأجساد الغاصبين طول الزمن || وستبقى صفحات التاريخ تلعن أيادي الظالم حتى يأتي فجر الحرية ..وأكاد أجزم أن لعنة الدماء وصراخ الفتيات ودعاء الأمهات في ليالي رمضان من ذلك العام تلاحق الظلمة حتى اليوم !!

نموت في كل لحظة دون صخرتنا ..

وليس نبخل عنها لحظة بدم

إنّنا نشُنّ عليكم حربًا دينيّة، تُشبه إلى حَدّ ما الحروب الصّليبيّة ولكنْ في القرن العشرين، نحنُ لا نقاتل منذُ عامٍ أو عامَين، ولا من خمسين عامًا، نحنُ نقاتِلكم من خمسمئة عامٍ. إنّها النّهاية، ولربّما اختارَتْنا عناية الربّ من أجل أنْ تكونَ نهايتُكم على أيدينا"

حيثُ لا يُمكن للمرء أنْ يعرفَ كيفَ تحدثُ الأمور بهذه السّرعة. النّهار ظُلُمات، واللّيل حُزن، والانفجارات نَغَمٌ، وصوتُ الرّصاص كلاب. والنّهاياتُ بغتة. وأنتَ حيثُ لا تريدُ دائِمًا.‏

كلّ الذّكريات الّتي عشتُها هنا في بِلاد الحُزن والخوف والموت ذابحة، كانتْ تقتلني في اليوم عشَرات المرّات. كيفَ يُمكن تعريف الهلع والذّل والرّعب؟ كيفَ يُمكن وصف وحشيّة الإنسان؟

«لو خرجتْ كَلِمتُكَ من فَمِك لما استطاعَ أحدٌ في الكونِ أن يُعيدَها إليه إلاّ الله بالمغفرة، فلا يسبقنّكَ الشّيطانُ بالقول»

«الصّلاةُ هِيَ شفيعُ النّفس… الصّلاةُ هي صِيانةُ القلب… الصّلاةُ هي سِلاحُ الإيمان… الصّلاةُ هِيَ لِجامُ الحِسّ… الصّلاةُ هِيَ مِلحُ الجسد الّذي لا يسمح بفساده بالخطيئة».

ثُمّ إنّها أثْقَلَتْ، فاضطجعتْ تُريدُ أن ترتاح، فكلّمها في حَقّ الله: إنّها سُوَيعات، وإنّها مُبارَكة، وإنّها إنْ ذهبتْ فلن تعود إلى يومِ الدّين، وإنّ الله يَطلُبكِ في هذه السّاعة فقومي إليه بالدّعاء، فلو أنّ آلامَ الجسدِ باقِية ما أَمِلَ إنسانٌ في عَمَل، ولا سعى إلى أمر، ولكّنها عمّا قريبٍ تزول وتنتهي، فاعملي من أجلي ومن أجلك ما يبقى لنا يومَ نلقاه، يومَ يُشهِدنا على أنفسنا، ويُشهِدُنا على قومِنا… فإنّ الظّفر بالنّعيم الآبِد ثمنُهُ الصّبرُ في اللّحظاتِ العَصِيبة الفانِية

كلُّهم يأوي إلى المعبد في اللّيالي الطّويلة، يذهبون في طريق النّور، يتركون أنفسهم، ويغادرون حيواتهم الزّائلة، ويصعدون عبر سلالم التّسبيح إلى السّماوات…

والدّرسُ صلاةٌ فالخُشُوعُ فيه فَرض

انقطعتِ الأصواتُ إلاّ صوتُ مَنْ يأوي إلى رحابِك… ونامتِ القلوب إلاّ قلبُ من هو مُتعلّقٌ بجلالك… واضطجعتِ الأجسادُ إلاّ جسدُ مَنْ أفناه في حُبِّك… ‏

صارَ له وجهٌ آخر؛ لم يعد بالإمكان الاحتِفاظ بالوجوه طويلاً؛ إذا كان الزّمنُ يتغيّر، والنّفوس تتحوّل، والقلوب تتبدّل؛ فَلِمَ يبقَى هو على حاله!!

في السّاحة الّتي أراها من خلال الشّقوق. بدا المكان مُحتفِيًا بالموت. لم يصنع الموت في (تدمر) مثل ما صنعتْه الحبال والأعواد. صار وجه الموت مقترنًا بها. صرنا نشمّ رائحته. صار له مرجعيّة. يسيل من عقدة الحبل العليا، ويلتفّ مع الدّائرة ويشتدّ حتّى يتمكّن من روح الشّهيد. حين تخرج تلك الرّوح الطّاهرة يتخلّى عن اشتداده ويلين، كأنّه هو الّذي عانى سكرات الموت. وكأنّه بخروج تلك الرّوح هو من ارتاح!!

‫ وأخيرًا أنا أقرأ لأنّني مُدمن، أشعر بتهارشٍ فظيعٍ في عقلي، إنّني أحتاج إلى جرعةٍ يوميّةٍ ودائمةٍ منها لكي لا أموت، لكي لا تصدأ روحي، ولكي أضبطَ إيقاع الأفكار الّتي تبدأ بالتّلاطم والهياج في اللّحظة الّتي يطول فيها تناول الجرعة.

ليسَ لي ألفُ عينٍ لأرى مآسي شعبي كلّها، ولا ألفُ قلبٍ ليحتمل كلّ هذا، إنّني أموتُ مع كلّ شهقةٍ أخيرةٍ لناجٍ من الحياة إلى ضفّة الموت، إنّ كلّ آهةٍ تنطلقُ من أعماق مكلومٍ ينطلقُ معها عشرُ آهاتٍ من أعماقِي الّتي لا أدري إلى متى ستظلّ صامدةً أمام هذا الرُّعب؟!

يا وَجَعَ الأيّامِ الذَّابِحْ… يا وَجْهَ الطُّغْيانِ النَّابِحْ… قَتَلَتْنا الهَمَجِيَّةُ فِي عَصْرِ الإِنْسانِ الأَوَّلِ حَيْثُ الغادِي يَفْتَرِسُ الرَّائِحْ… ما نَحْنُ وَمَنْ نَحْنُ وَكَيْفَ نُعِيدُ لإِنْسانِيَّتِنا المَطْعُونَةِ رُوحًا؟! مَنْ فِينا الخاسِرُ والمَهْزُومُ وَمَنْ فِينا الرّابِحْ… فِي عَهْدٍ تَتَسَلَّى فِيه الأَنْظِمَةُ المَسْعُورَةُ بِالقَتْلِ وَسَلْخِ الجِلْدِ وَشُرْبِ دَمِ المَنْحُوريِنَ السّافِحْ!!

نحنُ في غزّة نعيشُ في سجنٍ كبير، مُحاصَرون من إخوتنا العرب قبل أنْ يُحاصرنا الكيان الغاصب. هذه الحكاية البائسة ليس فيها أيّ فائدةٍ كبيرة، لو كان لي أبناء أو أحفاد لكتبتُها من أجلهم، ولكنّني مقطوع من شجرة، وأنا اليوم جذعٌ يابسٌ مَرميّ على الطّرقات.

يستطيعون أن يمنعوا عنّا النّوم لكنّهم لا يستطيعون أن يمنعوا الحلم…!! يستطيعون أن يُوقِفوا نبض القلب، لكنّهم أعجز من أن يوقِفوا نبض الإرادة…!!

فلمّا وقفتُ فوقَ رأسه، ودُرتُ حتّى صرتُ في مرمى عينَيه، لم يقلْ شيئًا، غيرَ أنّه أشارَ بيُمناه إلى يمينه كأنّه يقول لي: "اجلسْ بجانبي". حللتُ نِجادَ السّيف، وعلّقتُه على جذع الشّجرة، وجلستُ إلى جانبه، وكان الظّلامُ آنئذٍ قد غَطّى على