اقتباسات عصام الزيات

أن جدّته صنعت الطوب بصبر وإتقان جعله أكثر تماسكًا من سكان البيت، وأن الطوب صمَد في وجه الزمان بينما لم يصمد أهل الدار.

الصفرُ يبدو بعيدًا جدًّا، وإذا لم يكن وجودي هنا هو الصفر فما الصفر؟! إذا لم يكن كل ما مررتُ به هو الصفر فما الصفر؟!

لكن بعد أن ابتعدت عن اللحظة بمسافة ثلاثين عامًا صِرت أرى المنحنى كله. كل نقطة صغيرة أوصلت للنقطة التي تليها، لم أكن أرى تلك النقاط وأنا فيها، وأنا أصنعها.

‫ أما الآن فأراها، كنت أنحدر منذ خرجت من القطار. ولا أرى أني سأصل لخط مستقيم يا خلود.

كان المُنحنَى قد أخذ في الهبوط. لم ألحظ هبوطه؛ لأنه كان بطيئًا جدًّا؛ بطيئًا لدرجة تُشعرك بأنك ما زلت على قِمة المنحنى، وأنك تعيش الذِّروة

المحظوظون فقط من وصَل هبوطهم إلى خطٍّ مستقيم عند أي مسافة، لكنه استقر فاستقروا هم كذلك، علموا أن الذروة كانت حدثًا نادرًا لن يتكرر، وأن الهبوط مُستبعد، وعليهم أن يعيشوا على هذا الخط المستقر

لكن مشكلة الذروة أن ما بعدها لا يكون إلا الهبوط، ليس إلا الانحدار من الذروة إلى القاع.

رأى أباه في ملامحه، واكتشف أنه يُشبه أباه في ذلك الموقف أكثر من أي وقتٍ آخر. نفس النظرة التي تتطلع إلى لا شيء،

يفضِّل استمرار البيت حتى لو لم يكن هو جزءًا فيه أهون من هَدمه في محاولةٍ منه لإقحام نفسه في مركزه.

تستدعِي الآلام بعضها كأنها محفوظة في ملفٍّ واحد داخل المخ. يكفي شكة إبرة بسيطة في عمر الستين لاستدعاء آلام الخِتان في الأيام الأولى للرجل، أو ألم ثقب أذن طفلة

أحيانًا يكون كل حظنا من الدنيا هو لحظة البداية فقط، الجينات التي تشكِّل أجسادنا.

أحيانًا يكون كل حظنا من الدنيا هو لحظة البداية فقط، الجينات التي تشكِّل أجسادنا.

أحيانًا يكون كل حظنا من الدنيا هو لحظة البداية فقط، الجينات التي تشكِّل أجسادنا.

أنه في لحظات التوتر يلبس النظارة ليرى نحو الداخل لا الخارج.

لم يَعُد يستطيع الوصول لمنتصف ذِكرى مباشرة. لا بد من تجرُّع المرارات التي سبقتها كي يصل إليها.

كيف يصبح الحبر أداة للقتل عبر النطق بالكلمة

وهكذا تلقيتُ الصفعة المباشرة. لا مقدمات ولا تخمينات، كانت الكلمات رصاصة في القلب لم تُنزع منه حتى اليوم

قرأت في الجامعة بيت شعر نسيت قائله يقول: سأصير يومًا ما أريد، أما أنا فأخبرك يا خميس: سأصير يومًا عِبْرة".

أما العجائز فلا يبكيهم الناس بصدق. يقولون: استراحوا، أو يتعجبون أصلًا حين يسمعون خبر الوفاة من أنهم كانوا أحياءً من الأصل!

ومن لا يعرفون الميت الشاب يحزنون أيضًا؛ لأن الشباب لا يتركون معاشًا ولا ثروة خلفهم، فالحزنُ يكون عليهم هُم.

الشهور التي قضاها السيد في المقابر أورثته حسدًا لمن يموت صغيرًا؛ يحزن عليه الناس حزنًا حقيقيًّا؛ لأن موته يكون مفاجئًا.