اقتباسات دعاء إبراهيم

أول الألم الإنكار وآخره الإذعان. تنكر أن شخصًا قادر على إيذائك. وحين ترى صورتك معكوسة داخل عينيه تبدأ في التصديق، بعدها تحاول يائسًا أن تقاوم، وحين تفشل تتقبل الإذعان كحل مناسب للحفاظ على ما تبقى منك. لكن المرحلة ما بعد الأخيرة هي أن تتشرب هذا الألم، تبتلعه بنهم، تتركه ينمو داخلك كائنًا صغيرًا، سرعان ما يكبر وينفصل عنك، أن يصبح للألم إرادة حقيقية، مستقلة.

ألمي الوحيد المرجوّ. الآن، الآن فقط، أُشفق على قاتلي، وأسامحه وأنا أتحرر من عوائه المشروخ، وأنام بهدوء بلا كوابيس، للمرة الأولى، تحت التراب.

ها هي الزنزانة/ الجنة صارت قبرًا وها أنا صرت أخيرًا ضحية، ما أجمل أن أكون ضحية!

المشاهد حين تمر نراها بصورة فوقية كاشفة، من الأعلى فقط، تبدو المشاهد على حقيقتها أكثر بشاعة

أن تقطف وردة وتدهس العشب بأطراف أصابعكَ. ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة.

أنا حية، أخبرونا في المدارس أن الأشجار والنباتات حية. هل هذه حياة! تُداس فلا تملك أن تصرخ، تمتد إليك الأيدي فتبتسم بسمة أخيرة استعدادًا للقطف، ثمة حياة هنا وأنا لم أختبر غيرها.

سالت من عيني دموع لا أعرف من أين أتت. لكنها قادرة على إغراق كل شيء.

‫

المجتمع هنا أغلبه عجائز، ليس في الخارج، فقط؛ بل في السجن، أيضًا، كما لو أنه دار للعَجزَة.

كانت المرة الأولى التى أرى الشمس فيها منذ شهور. كدت أبكي حين نظرت إلى السماء. شعرت أنني لا أريد هذه الدنيا بعد أن صارت رؤية الشمس أقصى ما أتمنى. وصار الشعور بلسعتها دعوة فرح قادرة على إبكائي.

هل شعر هؤلاء العمال البسطاء، وهم ينفذون الأوامر باعتيادية كل يوم، دون أن يحملوا الأسلحة، أنهم قتلة؟!

لكنهم دومًا مرتابون من الأجانب، الذين لا يندمون على خطاياهم، ولا يجثون على أرجلهم ويعترفون كمواطنين شرفاء، نحن لا نفهم طقوس الندم لديهم. الانصياع والطاعة؛ لذلك لا يُعامل الأجانب هنا كاليابانيين، حتى في السجن لا يستوون.

كان من الممكن أن أضغط عليه أكثر ليعود إلى الحياة. هل شاركت في موته؟!

أن تعيش مع أناس لا يشعرون بك، تبرد فتغطي نفسك، تغضب فتهدهد نفسك، تجوع فتأكل نفسك.

"كنت أضعف من حمل نفسي".

الشفاء قبح والألم حرية، أتحرر من ذنوبي.

الجميع يقبل ويعمل من أجل الشركة وعائلة الشركة، متناسين عائلاتهم التي تنتظرهم في البيت. ومن يرفض سيُنظر إليه على أنه المتقاعس الوحيد بين أبناء الشركة الأوفياء.

كنت أعلم أن اليابانيين يعملون بجد. لكنني فهمت منها كيف يتحملون عدد ساعات إضافية بلا مقابل، وبلا قدرة على الرفض.

مع تدفق الدم كنت أرتاح. الألم مريح وقاتل، يهبك بعد لحظات خدرًا لذيذًا، أن تصبح جثة غير قادرة على التفكير أو المناهدة

لو أرادوا أن يحافظوا على البيئة فعليهم أن يتخلصوا من البشرية. غير ذلك يبدو الأمر مضيعة للوقت.