اقتباسات دعاء إبراهيم

هناك آلاف القتلة لم يطلبوا الغفران من ضحاياهم، وأنهم ربما تقلدوا المناصب وحكموا دولًا ضاربين أعداءَهم وأولياءَهم بالعصا نفسها. ولم يُشِر التاريخ بإصبعه إليهم ليقول: "هؤلاء قتلة!" لكنها ستبدو فلسفة فارغة. محاولة خائبة لعقد مقارنات لن تهم البشرية في شيء. البشرية التي جاءت من نسل قاتل لا مقتول!

ما الذي أود فعله في هذه الدنيا؟! لا شيء. كأن تصل إلى خط النهاية في سباق حياتك، ماذا بعد القمة سوى الهبوط للأسفل مجددًا، أو السقوط.

فالصدفة حظ الضعفاء.

ما أسوأ أن يُشعرك أحدهم أنك شيطان!

تنكر أن شخصًا قادر على إيذائك. وحين ترى صورتك معكوسة داخل عينيه تبدأ في التصديق، بعدها تحاول يائسًا أن تقاوم، وحين تفشل تتقبل الإذعان كحل مناسب للحفاظ على ما تبقى منك.

للألم مراحل كثيرة مرهونة دومًا بالوقت. أول الألم الإنكار

أن يصبح للألم سلطة تدغدغ شفتيكَ، وينفر لها قلبك، وتنتصب لها بصيلات شعرك، تحس برعشة تنتقل بين مَسامِّ جلدك، تجعلك في كل مرة تنتظر الألم، ترغبه، تتأمله، تناجيه، تستأنس به، تُشهده على انصياعك التام، كل خلية من خلاياك تشهد بعظمته، تصرخ حين تتألم كأنك تعترف بخطاياك، تتحرر من ذنوبك، من ضعفك، من فشلك في النجاة، تنتظر الألم كأنه منقذك الوحيد والأبدي.

لماذا لم يخبرني المحقق ببطولتي؟ ولِمَ لم تصفق لي الجماهير؟

ما لفت انتباهي أكثر من أي شيء آخر، هو الفيديو الذي يُظهر العمال "الأمريكان" المرتدين للبدلات الصفراء وهم يوصلون القنبلة لمكانها الأخير داخل الطائرة، يتأكدون من إحكام غطائها، من تثبيتها، من قدرتها على التدمير، كان الفيديو موجودًا بجوار مجسم طبق الأصل من القنبلة. هل شعر هؤلاء العمال البسطاء، وهم ينفذون الأوامر باعتيادية كل يوم، دون أن يحملوا الأسلحة، أنهم قتلة؟! هل شاهدوا ما فعلته القنبلة في أناسٍ لا يعرفونهم، أم أنهم شعروا بالبطولة وصفقوا لأثر الموت؟!

وددت أن أحتضنها، لكنني خفت من ردة فعلها أمام تجاوز المسافات. لا أعلم كيف يواسون بعضهم بعضًا بغير تلك الضمة؟! الضمة التي تمسك بالقلب وتمنعه من السقوط.

طوال الوقت تحاول أن تنجو. تأكل لتنجو، تتكاثر لتنجو، تسبح لتنجو. ثم بعد كل محاولات النجاة تفشل في الشيء الوحيد الذي تجيده. الشيء الوحيد الذي تعيش من أجله. تفشل في أن تنجو، فتموت.

ما الذي أود فعله في هذه الدنيا؟! لا شيء. كأن تصل إلى خط النهاية في سباق حياتك، ماذا بعد القمة سوى الهبوط للأسفل مجددًا، أو السقوط.

نظرت لوجهك، فرأيته حيًّا أكثر من أي وقت آخر. نجح الرجل في جعلك مناسبًا للقائنا، كأنك تحتاج لأن تتزين بالحياة كي ترانا، نحن الموتى.

نحن لا نرى ما هو أمامنا، نحن نرى ما نريد أن نراه.

سأُعاقب على الجريمة الوحيدة التي لم أرتكبها.

"خذني إليك يا قابيل"

ما أسوأ أن يُشعرك أحدهم أنك شيطان!

نحن متشابهتان لكنكِ غبية. والأغبياء لا يستحقون الحياة.

ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة.

ثمة قتل يومي وعادي يتكرر بتلقائية. ثمة قتل كالحياة لا يحتاج للأسئلة.