اقتباسات د. محمد طه

‫ أنا في مُمارستي الإكلينيكية باسمع ستات بتقول لبناتها: «ما ترديش على جوزك.. ما تعلّيش صوتك على صوته.. ما تناقشيهوش.. انتي مش من حقك تحاسبيه على أي حاجة.. هو الراجل.. انتي شغلك البيت والعيال وبس.. انتي مش زيك زيه»..

‫ وباسمع جُمل من قبيل: «لو بص بره.. شوفي نفسك مقصرة في إيه».. «خدي بالك من نفسك، حتى لو هو ريحته تقرف».. و«خليكي عارفة.. ماعندناش حاجة اسمها طلاق»..

الراجل اللي بيلبّس مراته دور الأم.. ويدوّر على واحدة بره البيت تلعب معاه دور الزوجة.. هو طفل صغير لم يتجاوز ثلاث سنوات من العمر.

بافكّرك تاني.. إن كل الأطراف مسئولة بدرجة أو بأخرى.. مافيش ضحية وجاني.. فيه حد ظلم.. وحد سمح بالظلم..

‫ وحتى اللي ظلم..

‫ هو نفسه اتظلم في يوم من الأيام.

لو خُيّر الذَّكَر الشرقي بين دينه وذكوريته.. لاختار ذكوريته دون تردد..

بننفخهم هواء مُلوَّث عطن.. ونُطلق أيديهم ليختالوا ويتطايروا بيه في سماء النرجسية والغرور..

الحكاية دي بتفسر ليه ستات كتير في مجتمعنا بيصبحوا أكثر قسوة على ذواتهم وعلى الإناث بشكل عام من الذكور أنفسهم.. لدرجة إنهم بيبرّروا ليهم كل اللي بيمارسوه ضدهم همَّا شخصيًّا.. وبيدافعوا عن ظلم الذكور وقهرهم للإناث بشكل غريب ومُدهش وغير منطقي.. يتهموا بني جنسهم بالعُهر والفجور، وأحيانًا بالكفر، لما يحاولوا يقولوا للذكور من هذا النوع «لأ».. يطلبوا منهم الذل والخنوع والخضوع للمنظومة الذكورية الفاشلة بلا أي عقل أو تفكير أو فهم.. وأي واحدة تخرج عن هذا المألوف..

ثقافة تحتقر المرأة، وتهين وجودها، وتراها خطر.. وعار.. ومشروع فضيحة.. وتعتبرها سبب للفتنة، وللتحرش، وللفساد، وللعنف كمان.. فالمرأة هي المتسبب دائمًا.. وهي المتهم أبدًا.. في أي اعتداء أو جريمة أو مشكلة تخص الجنس أو العِرض أو الشرف.. من أول «إيه اللي وداها هناك؟»، لغاية «سينتهي الغلاء حينما تتحجب النساء»!!

❞ اكتشف الباحثون في آخر الدراسة إن أكتر حاجة فرقت في صحة الناس النفسية والجسدية، وطول أعمارهم ومدى سعادتهم وقدرتهم على مقاومة الأمراض والأحزان والشيخوخة وغيرها.. هي وجود علاقات طيبة في حياتهم.. علاقات فيها قرب وحب وتراحم وتفاهم.. علاقات كان ❝

❞ أي تغيير حقيقي مش هيبدأ إلا من عند الستات..

⁠‫وأي علاج من الجذور نقطة بدايته هي الأمهات..

⁠‫والتحوُّل المجتمعي العميق والدائم مش بس هتقوده السيدات والبنات..

⁠‫لأ..

⁠‫دول هيصنّعوه صُنعًا..

⁠‫ومش هيصنّعوه بالحديد والنار..

⁠‫هيصنّعوه بالورود.. وبالأزهار..

⁠‫ورود الحب.. ❝

❞ أهم مَن يُشارك ويساهم ويتفنن في صنع «الذَّكَر الشرقي»، هي المرأة الشرقية نفسها. ❝

❞ الشخص النرجسي ده حد وصّل له طول عمره إنه مايستاهلش.. فقرر يصدق إن مافيش حد يستاهل غيره.. ❝

❞ إحنا عرَضنا الأعراض والأنواع علشان نتعاطف مع هذا الإنسان.. اللي هو في الأول وفي الآخر إنسان.. مش علشان نرجمه بنظراتنا، أو نشنقه باتهاماتنا، أو نجلده بألسنتنا.. ❝

❞ أنا لما أعامل أي حد على إنه المصدر الوحيد للأمان هيبقى «فرعون».. ولما أحسس أي شخص إنه المصدر الوحيد للحماية هيبقى «فتوة».. ولما أفهّم أي راجل إنه المصدر الوحيد للقوة هيبقى «ذَكَر شرقي مُنقرض».. إلا مَن رحم ربي طبعًا ❝

❞ بجُملة شهيرة للشاعر مُريد البرغوثي:

⁠‫«عدو المرأة الحُرة ليس الذَّكَر المُتعالي فقط، بل عدوّتها أيضًا المرأة الراضية بالعبودية».. ❝

❞ بالمناسبة.. من ضمن الاحتياجات النفسية الأساسية اللي بنتولد بيها «احتياج إن حد يقول لي لأ عند اللزوم».. انتم كده بتخلقوا وحوش آدمية تَعِيث في نفوس زوجاتها فسادًا.. ❝

❞ أحد شُركاء (وداعمي) صناعة الذَّكَر الشرقي، اللي بيقهر الأنثى، ويهينها، ويتعالى عليها، هو المرأة الشرقية نفسها.. واللي بتكون أحيانًا أكثر ذكورية من الذَّكَر الشرقي ذاته.. ❝

وزي ما جسمنا بيساعدنا ويسندنا.. ممكن أحيانًا يقاومنا ويحاربنا.‏

إحنا زي ما عقلنا بيشتغل لصالحنا.. ممكن ساعات يشتغل ضدنا.‏

يعني لما واحدة تتعرض للتحرش.. نقول «هي اللي لِبسها مُغري».. بدلًا من «إحنا اللي بنخترق ‏خصوصيتها».‏ أو «هي اللي عاوزه تتعاكس».. بدلا من «إحنا اللي عاوزين نعاكسها»..

‫ تغيير البني آدمين بيُقاس بميزان الدهب.. الجرام فيه بيطب.‏