اقتباسات أحمد عبد المـجيد

وفوق الانتظار فهناك الذاكرة، كنا كثيرًا ما ننسى عند صدور جزء جديد ما حدث في الأجزاء السابقة،

‫ «أنا أعتقد أن مخ الإنسان ما هو إلا غرفة خاوية، وعليك أن تؤثثها بالمفروشات التي تختارها، الأحمق فقط مَن يجمع كل أنواع الأثاث التي يقابلها، لذا قد تصبح قطعة الأثاث الوحيدة المفيدة له ضائعة وسط هذا الزحام، أو في أحسن تقدير تصبح مخفية، وغير واضحة، إلى درجة أنه يصبح غير قادر على استحضارها عندما يحتاج إليها، العامل الماهر هو مَن يأخذ معه إلى ذلك الطابق الأدوات الصحيحة التي يحتاج إليها، ولا بد أن يكون حذرًا في ذلك، وعليه أن يفهم أن الجدران الصلبة لن تكون يومًا لينة لتستوعب كل هذه الأشياء عندما تضم أي شيء جديد إلى هذه الغرفة

أحمد خالد توفيق ‏

‫(١٩٦٢ - ٢٠١٨)

أذكر أنني بعد انتهائي من الصف الثاني الابتدائي بدأتُ أقرأ وحدي بعد أن أدركت سر الحروف المتجاورة،

أذكر أنني بعد انتهائي من الصف الثاني الابتدائي بدأتُ أقرأ وحدي بعد أن أدركت سر الحروف المتجاورة،

أذكر أنني بعد انتهائي من الصف الثاني الابتدائي بدأتُ أقرأ وحدي بعد أن أدركت سر الحروف المتجاورة،

لذلك أستغرب ممن ينظرون إلى البوب فيكشن بتعالٍ ويقارنون بين كُتَّابه وبين كُتَّاب الأدب الجاد، أو يلومون قراءه على اختياراتهم.

أن أقرأ الكلمات وحدي دون مساعدة المدرس، وأن أقرأ خارج الكتب المدرسية. ومن يومها لم أعد بحاجة إلى الكبار ليقرؤوا لي مجلاتي، وقتها شعرتُ بالقوة والقدرة، بإمكاني أن أمسك أي مجلة وأفتحها على أي صفحة وأقرأ منها ما أشاء.

وإذا كان محمود سالم هو الرائد الذي بدأ مشروع روايات الجيب في الوطن العربي، فنبيل فاروق هو الذي أرسى هذا الفن وثبَّته، هو بلا شك صاحب أكبر وأغزر مشروع في كتابة روايات الجيب العربية، والأكثر تنوُّعًا في الأفكار والخيال، وأثق بأنه لولا ظروفه الصحية لكان إنتاجه سيصير ضعف ما انتهى إليه.

مشروعكَ الأكبر في الحياة، يا صديقي، عرفتَ أم لم تعرف، هو أن تجد «أنتَ» الحقيقي. «أنتَ»

‫ الدنيا ليس بمقدورها أن تسعدنا، الدنيا تعرض علينا سعادة مؤقتة، أشبه بالمخدِّر الذي يزول مفعوله مع الوقت. مَن بإمكانه منَّا الوصول إلى السعادة هو ذلك الشخص الذي باستطاعته أن يثور على كلِّ هذا، ويتخذ من ذاته ملاذًا أولًا وأخيرًا.

‫ الدنيا ليس بمقدورها أن تسعدنا، الدنيا تعرض علينا سعادة مؤقتة، أشبه بالمخدِّر الذي يزول مفعوله مع الوقت. مَن بإمكانه منَّا الوصول إلى السعادة هو ذلك الشخص الذي باستطاعته أن يثور على كلِّ هذا، ويتخذ من ذاته ملاذًا أولًا وأخيرًا.

نحن ننتظر من الآخرين، من العالم، من كلِّ ما حولنا؛ أن يثبتوا لنا أننا أشخاص طيبون ناجحون ونستحق الخير والسعادة، ننتظر ابتساماتهم وتأكيداتهم وقبولهم. وهنا يكمن الشرُّ كلُّه، الألم كلُّه.

الغاز لا رائحة له، لكنَّهم يضيفون له تلك الرائحة المميزة كي نستطيع التعرُّف إليه إذا حدث تسريب. السعادة الشيء نفسه، شعور أشبه بالبوصلة التي تدلُّك إن كنتَ بعيدًا أو قريبًا من نفسك. إن كنتَ أنتَ أنتَ حقًّا ستشعر بالسعادة، وإن فقدتَ نفسك لن تشعر بها.

الغاز لا رائحة له، لكنَّهم يضيفون له تلك الرائحة المميزة كي نستطيع التعرُّف إليه إذا حدث تسريب. السعادة الشيء نفسه، شعور أشبه بالبوصلة التي تدلُّك إن كنتَ بعيدًا أو قريبًا من نفسك. إن كنتَ أنتَ أنتَ حقًّا ستشعر بالسعادة، وإن فقدتَ نفسك لن تشعر بها.

قلتُ بصوت متهدِّج:

‫ ـ أريد الوصول إلى كلِّ هذا يا سيدي!

‫ أغمض عينيه وهو يجيبني مختتمًا حديثه الطويل:

‫ ـ استسلِم إذن، وتسلَّحْ بالصبر؛ فالمستعجلون لا يصلون.

‫ وصمتَ، فصمتُّ.

أنتِ لستِ بحاجة للوصول إلى أي مكان، بداخلك كلّ السلام والصفاء والتناغم الذي تحتاجين إليه، فقط عليكِ أن تصلي إلى نفسكِ فتجديه!‏

هذا الكوكب يعيش على أشعة الشمس، دون أن تبذل الشمس مجهودًا أكثر من إصدار أشعتها في كلّ الأنحاء.. أنتَ كالشمس، ستُصدر أشعتك لمن حولك فتُلهمهم وتُسعدهم وتشفيهم وتُذكّرهم بمن هم حقًا.‏

ما الحلّ إذن يا سيدي؟‏

‫‏- كما قلتُ لك: الحلّ في تذكّرك لحقيقتك.. إذا غفلتَ ونسيتَ المحبّة فعليك تذكُّر مبدأ "أنا هو أنا" و"كُلّنا أنا" فتعود المحبّة إلى قلبك.. إذا نسيتَ التسليم وظننتَ أنكّ أنتَ من تقوم بما تقوم به فتذكّر مبدأ "أنا شجرة" و"لا حول ولا قوة إلا بالله" فيعود التسليم إلى نفسك.. إذا نسيتَ الامتنان وظننتَ أنكّ تحصل على ما تحصل عليه لأنكَ تستحقه فتذكّر استعادتك لبصرك من الظلام، فتمتلأ نفسك بالامتنان من جديد.. عليك مجاهدة نفسكَ طوال الوقت وعدم الاستسلام للغفلة.‏

‫‏هل بإمكاني مخالطة الناس والاحتفاظ بتلك الصلة؟ هل يمكنني الاحتفاظ بالسلام الدائم بينما أعيش وسط الناس وأتعامل معهم؟‏

‫‏- هذا يعتمد على مدى تذكّرك لحقيقتك.. ستُخالط الناس ومع الوقت ستنسى المحبّة، ستبحث عن الرزق ومع الوقت ستنسى التسليم، ستحصل على الكثير مما أردتَ الحصول عليه ومع الوقت ستنسى الامتنان وستظنّ أنكَ حصلتَ على ما حصلتَ عليه لأنك جديرٌ به!‏