نور كموج البحر > اقتباسات من رواية نور كموج البحر

اقتباسات من رواية نور كموج البحر

اقتباسات ومقتطفات من رواية نور كموج البحر أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.

نور كموج البحر - محمود عبد الشكور
تحميل الكتاب

نور كموج البحر

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

  • أريدُك أن تكتبَ لحظة اكتشاف غيابِ النور، ولحظة عودته، سأكتب روايةً مشتركة معك، وسأنفردُ برسمها، سأحكي مثلَك عن بيتر وحمام، وستقرأ ما أكتبُه عن ساهر ود. طلال، عن أمي وأبي، عن سرٍّ أريد أن تكشفَه لي، أو قد لا تكشفه، لا يهمّ، لا يعنيني سوى أن نمسكَ معًا لحظةَ غياب النور، ولحظة عودتِه، نُمسك بلحظة أن يكون الماضي نورًا للحاضر، وليس سجنًا نعيش فيه، بلحظة خَلق وإبداع من فيضِ صاحب التوكيل الأصلي، نعطيه حقَّ الامتياز، ويَمنحنا فيضَ النور، وغايتنا حلمٌ بالوصول دون أن نبلغه، وجهدٌ بالسعي والمحاولة.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • لا أطلب نجاةً من الموت، من العمى، من ضَياع العقل، من تدمير المخ، أطلبُ يا ربّ نجاةً من الحيرة، من غياب المعنى، من فَوضى الصدفة، من تربُّص العالم بي، من الحظ السيّئ، لا مهربَ من كلِّ ذلك إلا بالاعتراف بوجودك، عودتي إليك، ظهورك لي، مساعدتُك للعجوز البائس، الفقير المُعنَّى الذي هَزمته الحياة، وينتظر العَدم، أنت وحدك مَن يستطيع إنقاذي ‫ ارتعشتْ شفاهي، انتبهتُ إلى أنني أبكي بصوتٍ عال، مثل طفل صغير، اهتزَّتْ أكتافي، وانحنَيت، ثمَّ تمددتُّ على السرير، مسحتُ دموعي بظَهر يدي، نظرتُ إلى السقف، الضباب يحيط بي من كلِّ مكان، ولكن شعرت بأنَّ قلبي قد اغتسل، وأنني أفضل حالًا

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • لم تعشِ الكثيرَ من تلك اللحظات يا زهدي، فما بالُك بيوم كامل يمتلئ بالسعادة؟ لديك حصادٌ هَزيل حقًّا من الفرحة: يوم حصلت على ليسانس الفلسفة، يومَ جئت إلى القاهرة لأوَّل مرة، ونزلت في لوكاندة «الزهرة» البائسة، ولكنك كنت تراها أفخمَ من الهيلتون، يومَ أن اكتشفت جسدَ شوقيَّة فأعادَك إلى الأرض من سماء المثاليات، يوم أنْ قال لك يوسف إدريس إنَّك مشروع كاتب مهم، ويومَ أن استلمت أولَ نُسخ من روايتك الأولى، ويوم أنْ رأيت فاطمة لأوَّل مرة مع رأفت، صافحتَها فبدأتْ أوديسة الغوص في عيونها الزرقاء.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • ‫ لم أعدْ مهتمًّا بالأطباء، حسمتُ تقريبا موضوعَ العملية، لن أجريها أبدًا، هذا الورم أسوأ بكثيرٍ من أن يكون في المخ، إنه في الروح يا حمام، قديم ومُقيم، انتشر في كلِّ مكان، أنا عليلُ الروح يا كانديد، ولا شفاء لمرضى الأرواح ‫ فرحتُ فقط لأنني سأرى حمام، وافقتُ لأنني افتقَدتُّه، تمنيتُ أن يحرمني منه كلَّ فترة لأعرف قيمتَه، تكفيني الحياة لو كان فيها حمام وبيتر أنا جائع يا حمام، حزين ومَهزوم، لا ذنبَ لك، ولا لبيتر، ولا لكَرمة؛ الذنب ذنبي، الورم أقلّ ما أستحق، لا أريد أن أتخلصَ منه، لا أريد أن أرى، أشعرُ بخزي عميق، لا يُبدده إلا الموت،

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • مُثقلٌ أنا بالحكايات، تَنتظرني ليلًا، ترتدي أقنعةً لاتخرج وقت النوم، تُعاقبني على حَبسها في أبعد حجرةٍ في بيت الذاكرة، تتحول إلى سياطٍ لا تَرحم، هل أنتِ يا كرمَة واحدةٌ من تلك الذكريات؟ صوتك يُشبه صوتَ أمك، ترسمين نفسَك عبرَ رسم العالم، ليتَك ترسمين العجوز الأحمق.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • ‫ تأمَّلتُ صفحته، فوجدتُّها خاويةً من أيِّ بوستات أو صور شخصية أو لوحات، لا شيء سوى أغلفةِ رواياته السّت، في طبعاتها القديمة الأولى، لا توجَد له روايةٌ واحدة طبعَت أكثرَ من مرَّة، لا توجد نسخٌ إليكترونية، أو كتب مَسموعة، الأغلفة تتكرَّر بشكل رَتيب كلَّ سنة، لديه عددٌ قليل من الأصدقاء، لاحظت أن أحدًا لم يكلف نفسَه بعمل لايك لأيِّ غلاف.

    ‫ يليقُ بك الخواءُ يا زهدي يا عدوَّ البَشر، تليق بك الوحدة، شعرتُ نحوه بالكراهية والشَّماتة، هذا الرجل قادم من الكهف، سجين زمنٍ وأفكار وشخصيات تركتْه ولم تعد، لا هو قادرٌ على استعادتها، ولا هو قادرٌ على الرحيل.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • في رأي أبي، أنَّ شخصية الفنان أو الكاتب أكثر ثراءً وتعقيدًا من كلِّ الشخصيات التي يكتب عنها، فيها مزيجٌ غريب من الأنانية والبساطة، من زُهد المتصوف، وشبَق العاهرات، وهو في الغالب لا يفهم نفسَه، ويكتشفها كلَّ يوم، ينفصل عنها، ومع كلِّ كتابة أو لوحَة أو مشهدٍ أو أغنية أو مَقطوعة موسيقية؛ يتَّحد بأعماق ذاتِه، يَسكبها كتابة وألوانًا وخطوطًا وغناء ورقصًا وتمثيلًا، يُبدِّدها ويجمعها، هي حياتُه وقد أخرجها أمام عينيه، ولذلك إذا توقفَ عن الكتابة أو الفنِّ يموتُ وهو على قيد الحياة.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • - عقلي وقلبي فارغان يا بيتر، وأنا أكتب بهما.

    ‫ كانت تلك حجَّتي الدائمة، لم أقلْ له إنني كرهتُ الكتابة، وكرهتُ الأدب، أرى ذاتي في العمق عندما أكتب، فأخاف وأرتَعد، أراني عاريًا، لم أقلْ له إن الكتابةَ عبثٌ، حتى لو كانت تَستهدف توثيقَ عبث الحياة، لم أردْ أن أدخلَ في مناظرة مع شابٍّ يَساري يسبق زمنَه، وجدَ نفسَه مع عجوزين خارج الزمن والتاريخ.

    ‫ ولكنَّ محنةَ الضباب جمعَتنا نحن الثلاثة على هدفٍ واحد، صخرة صغيرة للصعود إلى الجبل، و«عندك ثلاثة سيزيف وصلَّحه».

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • أدفع ثمنَ قهوتي وأغادر قبل أن يُصافح الأستاذ الجميع، تتكرَّر الجلسة على فترات، لا أنا حاولتُ أن أعرِّف نفسي، ولا الأستاذ سألني، ظللتُ سنواتٍ أسيرَ خَجلي الريفي.

    ‫ رأيتُ في بيتر جسارةً وثقة لم أعرفْها في نفسي، وأدهَشني أنه قرأ رواياتي، كنت متيقِّنًا أنني نُسيت إلى الأبد، وكنت أحملُ فكرةً سيئة عن صحفيّي هذه الأيام، الذين لا يَعرفون شيئًا، والذين يحصلون على مَعلوماتهم من السيد جوجل العَبيط.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • اقتحمَ بيتر الجلسة مقدِّمًا نفسَه، قال إنه قرأ رواياتي، وسعيدٌ أن يراني أمامَه، لا أثر للانْبهار في صوته، تحدث كأنه يلقي خبرًا في التليفزيون، ولكن صوته كان ينضَح صدقًا وبساطة ‫ أخذَ كرسيًّا، وجلس دون أن نَطلب منه، بدأ في طرح أسلتِه بكل ثقة، كدتُّ أن أثور وأتَّهمه بقلَّة الذوق، ولكنَّ شيئًا في داخلي مَنعني، تذكرت نفسي عندما كان عندي نفسُ الحماس، رأيتني أقتربُ متوجِّسًا من جلسةِ نجيب محفوظ على مقهى ريش، أقدِّم رجْلًا، وأبتعدُ مذعورًا، ثمَّ أجلس بعد تردُّد طويل في أبعَد مقعد من الأستاذ، أسترقُ السَّمع، وأجهّز نفسي للقفز إلى الشارع، لا أسأل ولا أناقش، تمرُّ الجلسة بسلام،

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • أتأمَّل أوراقَ الشجرة الخضراء، وأعود لأنحني متحسِّسة امتدادتِ الجذور، أتخيل أنَّ الشجرة تراني أيضًا، تذهب بجذورها لتَشرب بالضبط أسفلَ بَيتنا في المهندسين، ثمَّ تَصعد إلى الشقة، تفتح الثلاجة لترتوي ماءً باردًا في عزِّ الصيف، أتخيَّل أنها تحتفظ بمئاتِ الحكايات والقصص، وتحفظ آلافَ العبارات التي قالها المستظلّون بأوراقها، لا تحسب الشجرةُ عمرَها، ليس لديْها وقتٌ للحسابِ لأنها تعيش أحداثًا لا تتوقف. حتى في الليل، عندما يغلقون الحديقة، يحتويها ضوءُ القمر، تغمض الشجرةُ عينيها، تحلم بأنها تطيرُ إلى بلاد بعيدة، امتلأت لوحاتي بهذه الأحلام، أشجار بجذورها تطير وسطَ سماء مكتظَّة بالطيور.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • فكرتُ في أنَّ الشتاءَ فَصلي المفضَّل، يرتدي الأسودَ والرمادي والأزرق، يختبئ من قوس قُزح، ويتدثَّر بالأسرار والأشواق، يكرَه الوضوح، الشتاء قرينُ الغموض، صديقُ الأشباح، سكونٌ حميم، ألفةُ الدفء، ولسعةُ البرد، على حافَّة الحياة، تتأمَّلها ثمَّ تعود للشَّرنقة.

    مشاركة من Engi Khaled Ahmed
  • لا يُزعجني الظلامُ ولا الظلّ ولا الهامش، يزعجني الارتيابُ والتغير وعدمُ اليقين، يخيفني المجهولُ الذي لا أعرفه، ويُفزعني أن أرى الموتَ متجسِّدًا في الضباب، أن أسيرَ على الصراط، لست هنا، ولستُ هناك، تكفيني تمزُّقاتُ القلب، والروح، عذاب الدنيا مَرير، قدمٌ في الحياة، وأخرى في العَدم، العذابُ في الإمساك بالسَّراب، لا أستحقُّ المزيدَ من هذه القسوة.

    مشاركة من abja ad
1