أتأمَّل أوراقَ الشجرة الخضراء، وأعود لأنحني متحسِّسة امتدادتِ الجذور، أتخيل أنَّ الشجرة تراني أيضًا، تذهب بجذورها لتَشرب بالضبط أسفلَ بَيتنا في المهندسين، ثمَّ تَصعد إلى الشقة، تفتح الثلاجة لترتوي ماءً باردًا في عزِّ الصيف، أتخيَّل أنها تحتفظ بمئاتِ الحكايات والقصص، وتحفظ آلافَ العبارات التي قالها المستظلّون بأوراقها، لا تحسب الشجرةُ عمرَها، ليس لديْها وقتٌ للحسابِ لأنها تعيش أحداثًا لا تتوقف. حتى في الليل، عندما يغلقون الحديقة، يحتويها ضوءُ القمر، تغمض الشجرةُ عينيها، تحلم بأنها تطيرُ إلى بلاد بعيدة، امتلأت لوحاتي بهذه الأحلام، أشجار بجذورها تطير وسطَ سماء مكتظَّة بالطيور.
نور كموج البحر > اقتباسات من رواية نور كموج البحر > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب