بلاد اسمها جباليا > اقتباسات من رواية بلاد اسمها جباليا

اقتباسات من رواية بلاد اسمها جباليا

اقتباسات ومقتطفات من رواية بلاد اسمها جباليا أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.

بلاد اسمها جباليا - حسن حميد
تحميل الكتاب

بلاد اسمها جباليا

تأليف (تأليف) 5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

  • لقد ضمدنا كسور الأيدي والأرجل بقطع قماش غير صحية، ضمدناها بقطع من ستائر شبابيك المشفى، وبترنا الأطراف بلا مخدّر، لقد تحولنا في المشفى من أطباء إلى حدادين ونجّارين، فرحنا نقطع ونبتر بالقسوة التامة، وصراخ من فقدوا أطرافهم يعمّ المشفى. عفواً، يعمّ الكون. هم يبكون، ونحن نبكي، هم يصرخون، ونحن نصرخ، هم يتألمون، ونحن نتألم!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • قلت: ما بقي شيء في المشفى يساعد الناس على الحياة، أنا فررت منه كي لا يقتلني قهري. صار المشفى خرابة وأكثر، يسرح فيه الجنود الاسرائيليون ويمرحون، لقد دخلوه، وعاثوا به خراباً وتنكيلاً بالجرحى ومرافقيهم، وبالنازحين إليه من الأهالي، لقد قتلوا من قتلوا، وأسروا من أسروا، وطردوا من طردوا، وهجّروا من هجّروا من النازحين إليه. لم أرَ توحشاً كما رأيت.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ووددت أن أقول له، وليقتلني هنا في المشفى فوراً. هؤلاء ما كانوا يعرفون النوم، لو عرفوا النوم لما تذوقتم طعم الهزيمة اليوم.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • وبكيت أكثر عندما سمعت الضابط يطلب من أحد جنوده أن يصور سريرًا في قبو المشفى ينام عليه حارس المستودع، أبو شهاب عادة، ويقول لجنوده متفاخراً: هنا ينام السنوار. ولعل هناك سريراً آخر بالجوار ينام عليه محمد الديف..

    ‫ ويقول لهم: اهتفوا باسم إسرائيل، لأنكم وصلتم إلى حيث ينام السنوار، والديف، وهنا- من قبل- كان ينام ياسرعرفات وزياد نخالة، وأحمد ياسين، وأحمد سعدات، والرنتيسي.. ويغص حلقي بالبكاء العميم لأنني أعرف من سماهم، أعرف كيف عاشوا في سجونه، وتحت الإقامة الجبرية، وفي المنافي، وفي المطاردة.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • لقد بكيت نهرًا من دموع، وأنا أسمعه يأمر جنوده بتدمير أجهزة المرنان المغناطيسة الحديثة جداً، التي لم تستخدم بعد، ويأمرهم بأن يحرقوا أجهزة العيادة العينية، وهي حديثة جداً، وغالية جداً، ثم أن يحرقوا أجهزة العيادات العظمية التي لم تستخدم بعد، وأن يحرقوا القطع البديلة للشرايين التي كنا قد وفرناها للحالات الصعبة جداً بسبب غلاء أثمانها، وأن يحرقوا بطاريات القلب، وأجهزة السمع التي لم تخرج من علبها بعد

    مشاركة من Wafa Bahri
  • وقد صارت رؤيتي واقعاً الآن أمام عيني، حين رأيت الجيش الإسرائيلي وعند دخوله الهمجي الأول والثاني والثالث والعاشر إلى مشفى الشفاء، وما فعله، وهو يقتادني، في كل مرة، أسيراً مكبل اليدين، لأدله على مستودعات الأجهزة الطبية والأدوية واحداً واحداً، وعلى مستودعات الأغذية واحداً واحداً، ليقوم بحرقها واحداً واحداً، ثم يقتادني إلى الطبقات السفلى من المشفى التي تحتوي على أجهزة الأشعة، والضابط الإسرائيلي الذي يجرني مثل كلب، يقول لي، وبلغة عربية شائهة: صفحتم حيطان المشفى عشان بتحموا السنوار، والا عشان الأشعة!

    ‫ ويهددني قائلاً: راح نشوف ليش صفحتم الحيطان!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • وكنت أقول لها: نحن تحت الاحتلال يا دكتورة كاثرين، الجيش الإسرائيلي يدفع بأفراده إلينا، بعد قراءتهم صفحات من التوراة تقول: اقتلوهم أطفالاً قبل أن يكبروا؛ فيواجهوكم، واقتلوا شيوخهم كي تدفن رواياتهم في قبورهم، وانبشوا قبورهم مرات ومرات كي تطمئنوا إلى موتهم الفعلي . وقلت للدكتورة كاثرين: يدخل الجيش الإسرائيلي بكل الهمجية، فيقتل ويجرح، ويرهب، ويحرق سيارات الإسعاف ويتلف كل شيء يصادفه في مستودعات المشفى، ثم يطرد المرضى من المشفى، ويدمر الأجهزة، ثم يأمر الكوادر الطبية بمغادرة المشفى فوراً، وبعد ساعة على أبعد تقدير، وبقرار فوري يلصقه على أبواب المشفى، فحواه الكامل

    ‫ “المشفى مغلق مدة ثلاثة شهور بسبب الصيانة”.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ولعل رسالتي التي أرفقتها بملف المشفى، كانت عاطفية في كل شيء، قلت فيها: د. كاثرين، قرأت الكثير عن الغرب إلى حد أنني ما صدقت التاريخ الذي عاشه أهل الغرب، ورأيت بعيون أهل الغرب مقدار الحط من كرامة الآخرين وعدم احترامهم، حتى أحسست أن الغربي يولد وهو يكره الآخرين، ويولد وهو على قناعة بأنه الأكثر ذكاء ونيافة ونباهة وجمالاً، لكن امرأة واحدة، جعلتني أطوي كل تلك الصفحات الطوال التي تتحدث عن عنصرية الغرب واستعلائه، وأحيدها. هذه المرأة هي كاثرين وولف.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أخرج من المدرسة الثانوية، أترك باحتها التي غدت بلا بلاط، بلا نبات، بلا أناشيد صباحية، بلا مساررات بين صباياها، بلا أحلام، بلا سندويشات، بلا قطع بسكويت أو شوكولا بين أيدي الطالبات. أخرج وأنا أتلفت نحو القبور، وأهمس لأصحابها بصوت خافت: رحمكم الله!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ‫ خرجت من المشفى كي أنقذ نفسي من هول الأسئلة وحيرتها، خرجت كي أتخلص من عجزي وضعفي وفقدي لأي دور لي في المشفى، لقد صرت جريحاً لا أقوى على الوقوف والمشي مثل الجرحى، وصرت ميتاً مثل هؤلاء الأموات الذين يأتون زرافات وزرافات محمولين على الأعناق، أو بين الأيدي، أو محمولين فوق عربات الكارو وبهم تركض الحمير والكدش والخيول والبغال، وأحياناً يركض بهم أصحاب الأجساد العفية. لقد عز حضور الدواب أيضاً، بعدما نفق معظمها جوعاً، و نفق بعضها بالقنابل والصواريخ، و بعضها الآخر نفق اختناقاً تحت السقوف التي خرّت عليها.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أتعرف، يا ابن المهدية، ما هي أتفه عيشة على الإطلاق في الدنيا، إنها حياة السّارق الخائف على ما سرق، وهذه هي حياة الاسرائيليين المحتلين لبلادنا، انهم يعيشون أتفه عيشة في الدنيا لأنهم سارقون يخافون على ما سرقوه.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • : لم يخرج أحد من المخيّم، يا دكتور، لأنه يريد الخروج أو يريد الحفاظ على حياته. لقد أخرجهم الخواجات رغماً عنهم. أخرجهم بكاء أطفالهم وخوفهم. أخرجهم سقوط البيوت ودمارها فوق رؤوسهم. أخرجهم ارتطام حيطان البيوت بالأرض، وأخرجتهم روائح الجثث التي تحللت تحت الركام

    مشاركة من Wafa Bahri
  • لقد حوّل المطر الناس، ولا سيما الأطفال، إلى عصافير ترتجف رجفة الموت، لقد وصل عدد من الأطفال، ذكوراً وإناثاً، إلى المشفى جثثاً، قتلهم البرد، كانوا نياماً في الخيام فاجتاحتهم سيول المطر، ولفّهم البرد فماتوا وهم يرتجفون، وأسنانهم تصطك، وكلماتهم المنداة بالدموع تقول شيئاً لكنه غير مفهوم، توقفت قلوبهم من البرد والرجفان وقلة الدفء، دهمهم المطر والبرد وهم في ثيابهم الرقيقة التي خرجوا بها من بيوتهم هائمين

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أسابيع مرّت عليّ، وأنا بلا عمل، لأنني لا أستطيع أن أعمل شيئاً لكلّ هؤلاء الجرحى، ولا حتى لواحد منهم. صرت مثل مرافقيهم أنتظر موتهم فقط، صرت اكتفي- رغماً عني- بسماع ما يقوله أهلوهم من قصص حول سقوط بيوتهم فوقهم، ونجاة بعضهم بصورة استثنائية، فبقوا أحياء ليحملوهم إلى المشفى، ويسألونني علاجهم، فأقول لهم مراراً وتكراراً: لا أدوية في المشفى، لا شيء فيه، المشفى ما عاد مشفى!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • لكن الإسرائيليين يرفضون إخراج أيّ جثة، قالوا لنا وبسخرية: جربوا العيش مع الأموات. استيقظوا معهم، وتكلموا معهم، اجعلوهم مرايا لوجوهكم، لأنّ مصيركم مصيرهم!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • قلت للجميع نريد أن نُخرج الأموات من المشفى، نريد أن ندفنهم في المقابر، أهلهم يريدون دفنهم، إنهم يخافون من تحلل الجثث، وانا أخاف من انتشار مرض الطاعون، الأهالي يخافون من أن يروا الدود يأكل ما تبقى من لحوم أجساد موتاهم جهاراً نهاراً فوق الأسرة، وفي الممرات، وقرب الأدراج وتحتها، وداخل العنابر وبجوارها، وقرب حمامات المشفى وداخلها، وداخل المطابخ وحولها، أسمعهم يقولون، على الرغم من تداخل الضجيج والكلام: يا رب، دخيلك! موت وماتوا، دعنا ندفنهم بسلام..

    مشاركة من Wafa Bahri
  • وممرات المشفى التي كانت ضاجّة بأنين الجرحى، باتت الآن شبه صامتة لأنّ الجرحى ماتوا، وحواضن الأطفال الخدّج ضجّت ببكاء الصغار وقتاً، ثمّ خمد البكاء لأنّ أجهزة التنفّس توقّف عن العمل ولأنّ الأطفال ماتوا!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ياااه، كم صرخت بهم عطفاً عليهم، كم قلت لهم، وكم رجوتهم، وكم بكيت في حضرتهم، وكم صارحتهم بأنني ما عدت طبيباً، فأنا الآن مثلهم تماماً، لا حول لي ولا قوة، فلا شيء بين يديّ، لا أمتلك شيئاً، فماذا أفعل بهذه الأقدام والأصابع والأيدي التي تتدلى من الأجساد، لا يمسك بها سوى بعض أطراف الجلد، والعظام التي كسرت وتشظّت كسورها، والدم الذي يسحّ منها؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ياااه، كم صرخت بهم عطفاً عليهم، كم قلت لهم، وكم رجوتهم، وكم بكيت في حضرتهم، وكم صارحتهم بأنني ما عدت طبيباً، فأنا الآن مثلهم تماماً، لا حول لي ولا قوة، فلا شيء بين يديّ، لا أمتلك شيئاً، فماذا أفعل بهذه الأقدام والأصابع والأيدي التي تتدلى من الأجساد، لا يمسك بها سوى بعض أطراف الجلد، والعظام التي كسرت وتشظّت كسورها، والدم الذي يسحّ منها؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • بكيت وأنا أسمع ممرضة اسمها وعد، تريني لفافة شاش وضعتها في جيب بنطالها، وأخفتها تحت مريولها الأبيض، قالت لي: سامحني يا دكتور، إنني أخون قسمي، أخون شرف مهنتي، فأنا أخفي في جيب بنطالي، ومنذ ثلاثة أيام، لفافة شاش لعل أحداً من أهلي يأتي جريحاً للمشفى فأخرجها لأوقف نزيف جرحه، بكيت حتى بللت شعر لحيتي، وأنا أسمعها تعتذر، وهي تشي بنفسها وتلعنها، وتردد أمامي: أنا خائفة من الله يا دكتور، سامحني أرجوك نعم لم تكن وحدها الباكية أو الخائفة من مفاجأة أن يكون الجريح القادم هو أحد أفراد أسرنا فلا نقابله إلا برفع الأيدي للسماء، لأننا ما عدنا نمتلك شيئاً له

    مشاركة من Wafa Bahri
1 2