بلاد اسمها جباليا > اقتباسات من رواية بلاد اسمها جباليا

اقتباسات من رواية بلاد اسمها جباليا

اقتباسات ومقتطفات من رواية بلاد اسمها جباليا أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.

بلاد اسمها جباليا - حسن حميد
تحميل الكتاب

بلاد اسمها جباليا

تأليف (تأليف) 5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

  • وكنت مثلهم أبكي، أبكي بصمت، تسحّ دموعي من تحت زجاج نظارتي حين يسألني الناس السؤال المتكرر: يعني ما في أمل يا دكتور! فأقلّب كفيّ مثل درويش فقد كل قوة، وكل حول؛ هذا السؤال راح يطرق سمعي ألف مرّة ومرّة في اليوم الواحد. ورويداً رويداً، رحت أبني شجاعة خاصة بي، شجاعة خاصة بطبيب مات قلبه، ودُمرت أعصابه

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أرى الجرحى في مشفى الشفاء، يموتون بهدوء مدهش، ورضا يكاد يكون كاملاً، كنت أراهم يتشهدون، يمدّون أصابعهم ويتمتمون بالشهادة، ومنهم من يبتسمون ابتسامات ناحلة مثل خط القلم، لكأنّ كل واحد منهم، صغيراً كان أو كبيراً، امرأة أو رجلاً، رضي بخاتمته

    مشاركة من Wafa Bahri
  • الان، أذكر يوم عدت من ألمانيا أحمل شهادة الدكتوراه في اختصاص جراحة العظام، كم فرحت أمّي، حتى فاض فرحها، فوزّعته على بيوت المخيّم. وأذكر أيضاً يوم فتحتُ العيادة في المخيّم، كم فرحت، وكم رقصت، وكم وزّعت من السكاكر على أولاد المخيّم. ملأت طبق القش الملوّن بالسكاكر، وحملته فوق رأسها، ودارت به على بيوت المخيّم، وراحت تنثر السكاكر من الابواب والشبابيك الى داخل البيوت.. وتزغرد. يومذاك قلت لها ما جعل الحزن يطبق عليها: أخ يا أمّي، ليت أبو جواد معنا، فبكت مثل طفلة.. حتى ابتل وجهها بدموعها. قالت: اسكت يا دكتور، خلّ الحزن في جراره.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • لآن وقد صارت الدنيا صباحاً، لا أسمع أصوات البشر، ولا زقزقة الطيور، ولا اصطفاق الأبواب والنوافذ، ولا ضجيج طلاب المدارس، ولا أبواق السيارات، وألوم نفسي الباحثة عن الأصوات والسائلة عنها، طبعاً لا أصوات هنا، ولا زقزقات للطيور، فالبيوت بلا ناس، بلا أبواب، بلا نوافذ، بلا أزقة، بلا أسواق.. فمن أين ستأتي الأصوات، وكيف تحضر، والبيوت بلا طيور؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • الفلسطيني المطرود من مكان إلى مكان يشبه الريح، ولا هدأة له إلا بالشهادة.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ‫ في الصباح، رآني زملائي في المشفى، فسألوني إن كنت ذهبت إلى المخيم، فقلت لهم كلاماً نصفه بكاء، ونصفه الآخر، حزن! وحين سألوني عن قراءة الفاتحة لوالدي، قلت: قرأتها لهما في الطريق.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أين هم الأطفال، أين هي ثيابهم الملونة، وأين هو صخبهم، وجريانهم مثل السواقي بين البيوت؟ وأين هي ألعابهم، أين هو طيشهم الألوف، وأين هو علوبة مجنون المخيم، أين هي مطارداته، وأين هو قصبه الذي جعله خيولاً رامحات؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • أين هم الأطفال، أين هي ثيابهم الملونة، وأين هو صخبهم، وجريانهم مثل السواقي بين البيوت؟ وأين هي ألعابهم، أين هو طيشهم الألوف، وأين هو علوبة مجنون المخيم، أين هي مطارداته، وأين هو قصبه الذي جعله خيولاً رامحات؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • وهذا الصمت المريب المخيف الذي يركض هنا وهناك وقربي وبعيداً عني، أهو صوت من خروا على وجوههم وظهورهم، و أقدامهم وأيديهم، وعلى الحجارة والأسلاك، وقرب البيوت والأسيجة، وفي الشوارع والأزقة، وفي الرماد ومستنقعات الماء الآسن، وقرب جداول مياه المجارير ذات الرائحة الشيطانية، وتحت مزاريب المطر، وطي الحفائر، وبين قطع البلاستيك والباطون وقضبان الحديد والألبسة التي هبطت من فوق الحبال عنوة، وأكياس النايلون المتطايرة التي محت ألوانها حتى صارت بلون الغبار؟

    مشاركة من Wafa Bahri
  • قال: أجرك يا عم كبير، لأنك كفّنت الطفل، له ثلاثة أيام هنا والجميع ينتظرون أهله، وقد تحللت جثته إلا قليلاً، لأنّ البرد والمطر ساعدا على حفظها!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • قال: أجرك يا عم كبير، لأنك كفّنت الطفل، له ثلاثة أيام هنا والجميع ينتظرون أهله، وقد تحللت جثته إلا قليلاً، لأنّ البرد والمطر ساعدا على حفظها!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • واعتذرت من الطفل الميت، لكنه لا يسمعني لأنّ الجثة بلا رأس، لهذا انحنيت على يده لأقبّلها معتذراً، لكني لم أجدها أيضاً، “الجثة بلا يد” قلت لنفسي، انحنيت وانحنيت، فلأقبّل قدمه، فانحنيت على قدمه، لكنني لم أجدها أيضاً فالجثة بلا قدم، فبكيت، وناجيت نفسي وأنا أتذوّق طعم ملوحة دمعي، والرجل العجوز يهزّني مواسياً، فأقول له: ياعم، كيف سيمشي هذا الطفل على الصراط وهو بلا قدم، وبلا يد، وكيف سيسمع حين يُنادى عليه، وهو بلا رأس.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ‫ وفي الفضاء، لا طيور، ولا غيوم، فالكلام الصاعد يحلّق منادياً طالباً راجياً صارخاً أن تهبط السماء قليلاً، فقط قليلاً، لترى ما حلّ بالبيوت، وبالناس، وكيف صار الفقد والغياب والسؤال حكايات وحادثات يتبادلها الناس بالإشارة، والصمت، والهمهمات المطفأة.

    مشاركة من Wafa Bahri
  • ها هم يهبطون من فوق تلال البيوت وركامها وهم ينشجون؛ ليكسروا الصمت بهتافهم المتعالي: الله أكبر، الله أكبر!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • كائنات بشرية أطبق الصمت عليها، شعورهم رماد، ووجوههم رماد، وثيابهم رماد، لا رهجة، ولا لون في وجوههم أو صدورهم، سوى أرجوان الدم، والصراخ يدور حولهم وفوقهم وتحتهم في مشهد من خيال أعمى!

    مشاركة من Wafa Bahri
  • هنا أناس شاحبون، لكأنهم هم الغبار، يخرجون تباعاً من تحت السقوف السّاقطة، والجدران المتهاوية، وقطع الحديد والإسمنت والخشب المهروسة، يخرجون وبين أيديهم شيوخ ونساء وأطفال حُملوا فوق الأغطية والبطانيات والحصر وقطع البلاستيك والخشب والكتان، والدماء تقطر من أجسادهم؛

    مشاركة من Wafa Bahri
1 2