الان، أذكر يوم عدت من ألمانيا أحمل شهادة الدكتوراه في اختصاص جراحة العظام، كم فرحت أمّي، حتى فاض فرحها، فوزّعته على بيوت المخيّم. وأذكر أيضاً يوم فتحتُ العيادة في المخيّم، كم فرحت، وكم رقصت، وكم وزّعت من السكاكر على أولاد المخيّم. ملأت طبق القش الملوّن بالسكاكر، وحملته فوق رأسها، ودارت به على بيوت المخيّم، وراحت تنثر السكاكر من الابواب والشبابيك الى داخل البيوت.. وتزغرد. يومذاك قلت لها ما جعل الحزن يطبق عليها: أخ يا أمّي، ليت أبو جواد معنا، فبكت مثل طفلة.. حتى ابتل وجهها بدموعها. قالت: اسكت يا دكتور، خلّ الحزن في جراره.
مشاركة من Wafa Bahri
، من كتاب