بكيت وأنا أسمع ممرضة اسمها وعد، تريني لفافة شاش وضعتها في جيب بنطالها، وأخفتها تحت مريولها الأبيض، قالت لي: سامحني يا دكتور، إنني أخون قسمي، أخون شرف مهنتي، فأنا أخفي في جيب بنطالي، ومنذ ثلاثة أيام، لفافة شاش لعل أحداً من أهلي يأتي جريحاً للمشفى فأخرجها لأوقف نزيف جرحه، بكيت حتى بللت شعر لحيتي، وأنا أسمعها تعتذر، وهي تشي بنفسها وتلعنها، وتردد أمامي: أنا خائفة من الله يا دكتور، سامحني أرجوك نعم لم تكن وحدها الباكية أو الخائفة من مفاجأة أن يكون الجريح القادم هو أحد أفراد أسرنا فلا نقابله إلا برفع الأيدي للسماء، لأننا ما عدنا نمتلك شيئاً له
مشاركة من Wafa Bahri
، من كتاب