العبور على طائرة من ورق

نبذة عن الرواية

أما وقد قُدّر للطلبة المبتعثين أن يعودوا إلى أوطانهم في رحلة قاسية محفوفة بمخاطر الموت، فما هي المصائر التي تنتظرهم بعد هذه العودة؟ وهل كانت أرض الوطن أكثر حنوًا ورحابة لهم من غربتهم وأهوال الحرب؟ وكيف واجهوا مخاض العبور إلى حياة جديدة يسعون فيها لإحياء ذواتهم الجريحة؟ تشكل هذه الرواية الجزء الثاني المكمل لرواية سابقة ناجحة للكاتبة بعنوان «الحرب التي أحرقت تولستوي»... ومن قرأ الجزء الأول لا بدّ أن يشعر بالفضول لمتابعة مصائر أبطاله الذين وحدتهم معاناة الحرب وأهوالها، قبل أن تفرّقهم السبل وتواجه كلًّا منهم تحديات وعثرات ومصاعب لا تُحسد عليها. إذا كان الجزء الأول قد تناول التأثير القاسي للحرب على الطلبة وهم في قلب الحدث الساخن، فإن الجزء الثاني يركز على تداعيات ذلك التأثير التي رافقت معظمهم بعد عودتهم إلى أوطانهم، باحثين عن السلام والطمأنينة. فتتابع الكاتبة بأعين راصدة مصائر أبطالها، وصراعاتهم النفسية والاجتماعية في محاولة للملمة شتاتهم، حيث تتقن تصوير تمزقهم واضطراب بعضهم حتى في هويتهم البيولوجية، وتجسد نضالهم للوصول إلى بر الأمان. ترسم الرواية رحلة حياة متشابكة الحوادث، مليئة بالعقد والأزمات التي يعيشها أشخاص من أجيال مختلفة، دون أن تخبو في أعماقهم إرادة البحث عن شعاع نور يضيء لهم الطريق لاستكمال رحلتهم وتحقيق أحلامهم.