تلك الروح

نبذة عن الرواية

في قلب القاهرة، ومع حلول منتصف الليل تمامًا، في ليلة حالكة السواد بلا قمر، يلف الظلام أركان الحي كما لو كان مرآة لقلوب الساهرين المتعبة من وجع الفراق، وأعينهم المثقلة بلعنة السهر. في بناية قديمة تعجّ بالسكوت والظلام، يبرز ضوء واحد خافت من نافذة في الطابق الثالث، يميزها عن باقي البنايات الصامتة المجاورة. داخل تلك النافذة، يقف شاب في أوائل الثلاثينيات، ليس كبطل من قصص الأساطير التي نسمعها أو نشاهدها على الشاشات، بل إن مظهره بسيط وغير لامع. قصير القامة، ممتلئ الجسم لكنه لا يميل للسمنة أو النحافة، عيناه خلف نظارة سميكة تعلو أنفها كأنها “نضارة كعب كوباية”، وشعره مصفف بعناية إلى اليسار، وقميصه مغلق حتى الزر الأخير عند رقبته، وبنطاله مشدود يصل إلى حلقه. لكن خلف هذا المظهر المتواضع يكمن قلب نقي وطيب، طفولي براءة ملامحه، وقلبه المختص الذي وهبه الله وحده، قلب لا يعرف سوى الحب والصدق، يخفي بين طياته أحلامًا وأمانيًا كثيرة تنتظر أن تتحقق في تلك الليلة الصامتة.