اقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء

فوجدتُ الترعة التي كانت بالأمس القريب متردمة أصبحت تَمُور مَوْرًا

‫ كنتُ في طريقي إلى المدرسة عندما شاهدت جَمْعًا غفيرًا من الفراودة يقفون أمام الترعة،

ممكن كان بين نارين، الرغبة والخوف، فحب يتبارك بحسن نية ببعض من صفات الرسول، ولكن من غير ما يقع في شراك الاقتباس الكامل،

‫ كانت تبريراتك دائمًا ما تُثير ذهولي، بينما كانت مراوغاتك مضحكة ومخيفة في الوقت نفسه

‫ أكلنا يومها بشراهة، وشربتُ كأسين، لكنك منعتني من أن أشرب الثالث حتى لا أسكر،

‫ «حين يعزم الرجل على الزواج، فقد يكون ذلك آخر قرار يُسمح له باتخاذه»

‫ أُوقن أنكَ لم تحبَّ عرض لوركيانا يومًا، ولا حتى أوبرا عايدة، لم يعجبك سوى باليه سندريلا؛ لانتصار الخير في نهايته على حد زعمك:

‫ - يعني الست حبيبها مات، تقوم تضيَّع حزنها بأنها ترقص وفي الشارع! دي وصفة سهلة قوي.

باليه لوركيانا أرض خصبة للإبداع وقابل للتطبيق في كل زمن؛

‫ - مستعجلة أنتِ قوي على الأسود، لما أموت ابقي البسيه براحتك.

ولا ينقصها سوى الهدف الذي بُنِيَتْ من أجله؛ الفتيات اللائي من المفترض أن يلجأن إليها بهدف الزواج من رجال من خارج القرية

‫ أتابع كل هذا بيأس بعدما تأكدتُ ألَّا شفاء لي

‫ أصبح الفرد يستكثر الجنيه على علاجه أو علاج زوجه وتعليم أبنائه في سبيل الاشتراك في حملة غضبة السماء لتزويج ابنته الكبرى

‫ تصور يا مؤمن! أنت تغادر بيتك الذي أصبحت تحيط به الأسوار مثل الزنزانة لتقطع مئات الأمتار، تتوجه بعدها للانتظار في طابور في مهب الريح مع ظهرانيك من الفراودة لتصعد إلى «مدام مديحة» في الطابق الرابع أو «أستاذة عفاف» في الطابق السادس ليبحثن لك في ملفك -بعد أن يتناولن فطورهن- عن مستجدات غضب السماء عليك!

تخيلوا معي يا معشر العقلاء أن تُنْشَأَ حملة لمتابعة غضب الله على قوم بعينهم،

حُرِّمت عليهنَّ لقمة العيش لاحقًا كما حُرمن من أراضيهن سابقًا.

لم تتسنَّ لي الفرصة لمشاهدة المغول وهم يقومون بردم نهر الفرات بالكتب،

جاء الفجر مخفورًا بإشعاعات شمس البكور

‫ قبل السابعة مساءً بلغ القرية خمسون ميكروباص «تويوتا» محملين بعمال ذوي بأس تتبعهم عشر تريلات وزن ثقيل مزودة بأسياخ عملاقة،

‫ انتهت المحاضرة، أقصد الكلمة الفارغة، ولم يصفق الحضور كعادتهم -في سابقة تاريخية-،