اقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء

‫ مؤخرًا أصبح مصير سردابي الإبداعي مأوًى لفضلات الدواب والأنعام والطيور التي تُذبح بشكل مستمر

فقريتنا العادلة الشريفة لا تقتصُّ إلا من النساء، وأي مخلوق عداهن فهو في مأمن من التنكيل والعقاب.

‫ أما عن أحوالنا الاقتصادية، فلقد تغوَّل نائل، وهو عاكف على تجريد الجميع من ممتلكاتهم ولو كلَّفه ذلك حياتنا،

‫ أنا رب الخير، سأزوِّج شياطين القرية وملائكتها

‫ هكذا أكون قد حققتُ المساواة والعدل للجميع؛ فالجميع يسهرون في الهواء الطلق، والجميع يحضرون حفلات الزفاف الافتراضية، والجميع يأكلون من طعام واحد، والجميع يخضعون لجلسات الصهللة والأنس،

‫ أضحى إلقاء خطبة الجمعة طقسًا أواظب عليه، كما أصبح واجبًا عليَّ التخفيف من بعض إجراءات السلامة

‫ اعتليتُ المنبر، وبعد استهلال موجز أثنيتُ فيه على المولى جل جلاله وصليتُ فيه على سيد الأكوان، دخلتُ إلى صلب الموضوع مباشرة:

‫ جاء الهتاف والدعاء: «بالروح بالدم نفديك يا نائل بيه، بالروح بالدم نفديك يا نائل بيه».

أن يصبح الفرد ظاهرة تُعقد له المؤتمرات، ويتخاطف المصورون الدور لأخذ صورة له،

‫ دعوتُ أكبر عدد ممكن من الفراودة لتعبيري عن امتناني لهم،

‫ عملتُ أيضًا على إلهاء الناس ومصالحتهم؛ فقررتُ عقد زفاف جماعي في أول خميس من كل شهر

ودعاهم إلى مجلسه الموقَّر، أن يتناسوا من هم ويقوموا بإلغاء الحواجز: «اضرب المربوط يخاف السايب».

‫ نصحني طبيبي بتَمْشِيَة صباحية بعد أن تمكنت أعراض الأرق القاتل مني،

لينتظر الآخر دوره في أمل وهناء.

‫ في خطوة أمنية جديدة، تعمدتُ إحاطة الدار ببوابات إلكترونية إيطالية الصنع

‫ أنا دومًا خالي الوفاض إلا منك، وأعترف أن يقيني بكِ هو يقيني بعَجْزِي

‫ - لا والله للأسف مَسَبَقْلِيش إني شفته في حياتي!

- الحمد لله أن ربنا ظهر جنان البنت دي، مش عارفة الأهبل ده كان ماسك فيها على خيبة إيه!

‫ - أنتم أهل يا جماعة، وإن كان لا بُدَّ من السكات، اسكتوا بس من غير الغل ده.

ويبدو أنه نذره لأبدية الألم.