اقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء

‫ أنا آسف يا خطيبتي، البقاء لله في خالتكِ وفي عقل كل الناس هنا، حتى أنت يا أمي!

‫ حاولت أمي أن تستغل جائزة نائل

حاولتُ إقناعها أن ما تعانيه القرية ليس بحاجة إلى كف من نباتات الجهنمية كي يتوارى،

الخالة ذكية والخالة وداد والحاجة أمي قد استسلمنَ لضغوطات نائل وتهديدات ميسِر بك،

فبدأ بدارهم قبل دور جماعته،

وما أكثر ما يجلب نائل لقريتنا! وما أعظم قدرته على الإقناع! وما أبرعه في استقطاب الأهالي نحوه!

ليت لنا مثلما أوتيت تلك المحظوظة!

وتترك الباقي للغوغاء ليتناولوه متحولين -هم الآخرون- إلى كلاب تخلَّت عن آدميتها التي وهبها الله لها في سبيل كسرة خبز تُلقى لها على قارعة الطريق.

كلاب حراسة مستعدة لـ«هبر» كل من تسوِّل له نفسه الاقتراب.

‫ لماذا اختارتني لتميزني بتلك النكبة، وما الثمن الذي أسدِّده أنا بالتحديد!

ذبلت سنابلي على عودها تحت وطأة رحيلك، فنبت جنين الرغبة الجهنمي

قبل أن يُنهي كلمته، صاح الناس فرحين مهلِّلين حاملين مخلِّص القرية على الأكتاف في عرض أسطوري فاتك أن تشاهده

لأن الناس دي حتيجي وتبلَّط وحتمًا حيشوفوا بناتنا إللي زي الورد ويتجوزوا منهم!

صرتُ أستجير بالمطبخ لأستعيدك، أقف به لأستدعي صوتك العبق،

سُمعتنا أصبحت في الحضيض يا كليمي،

أتجنب كل محاولة لرؤيتك مرة أخرى ولو بالصدفة، فمنذ متى والرؤى تتكرر!

سبق وصدَّق الناس في الأحجبة والأعمال، فما الذي سيَضيرهم إذا تجرَّعوا هذا المشروب

أنه لولاي ما نجا أحد من لعنة هذه البلدة العانس.

يشارك فيها الرجال وهم يتحزَّمون بـ«لاسات» خضراء من السندس والإستبرق على خصائرهم للسخرية من الملعونة ذكية

. في المغيب يشرع من لهم الأحقية في تناول وجبة العشاء في التَّوَافُد في أفواج تِلو أفواج بصفوف بعضها منتظم وبعضها تَشُوبه «الهرجلة»