الرجل الذي تذوق الكلمات

كتاب أنصح بقراءته كثيرًا

يسعدني أنه تُرجم إلى العربية أخيرًا 🙏

بعد القراءة الثانية للكتاب .. ايوة الثانية

يمكنني ان اكتب مراجعة لن توفيه حقه الادبي والعلمي بكل تأكيد

لكني سأكتفي بكلمات بسيطة تلخص راي في هذا الكتاب المهم و الممتع

ان ترجمته السلسة السهلة .. المتعوب فيها بالبلدي .. هي من اهمام اسباب قراءتي للكتاب مرتين .. وفي كل مرة اكتشف ان اعجابي بالكتاب وبترجمته يتزايد .. وانني اتأنى بشكل كبير هذه المرة لدراسة ما بين سطوره

سعيد جدا بتجربة ماربا ألفي كمترجمة ذكية وبارعة .. واتمنى ان تكرر التجربة بالذات في مجال قريب من تخصصها كطبيبة اعصاب بارعة وذكية

❞ يحتوي الكتاب أيضًا على كثير من الظواهر المتعلقة بحواسنا قد تجدها مشوقة ومثيرة للمعرفة، مثل أشخاص لا يشعرون بالألم على الإطلاق، وآخرون يستطيعون الرؤية على الرغم من فقدانهم البصر، أو رجل يستطيع تذوق طعم الكلمات، وأخرى ترى ألوان الموسيقى، لكن حين تفكر في حياة هؤلاء الأشخاص وكم يميزهم ما يمتلكون، تجد كثيرًا من المعاناة المصاحبة لذلك التميز. ❝

❞ «الرجل الذي تذوق الكلمات» كتاب عن معاناة المريض وحيرة الطبيب، وعن حواسنا التي اعتدنا وجودها فلم نفكر في الحياة من دونها، وعن الألم وأهمية وقسوة وجوده وعبء غيابه، وعن رائحة الذكريات ومذاق طعام الجدات. عن الحواس والإحساس وكثير من الغموض حول جهازنا العصبي الذي ما زال أمامنا طريق طويل لسبر أغواره. ❝

▪️الكتاب حلو جدًا. من الكتب التي عندما تنتهي منها ستجد نفسك تكثر من قول الحمدلله وسبحان الله، ستكتشف معلومات جديدة عن حواسك وجسمك ، وربما تتعرض لتروما خفيفة إن كنت ممن تتأثر بما تقرأ 🙄

▪️ الكاتب والطبيب يبدأ باقتراح على القراء " ترتيب حواسك حسب أهميتها بالنسبة لك"، و يقول إن معظم الناس في قمة قائمتها حاستي السمع والبصر ومن ثم باقي الحواس لاعتقادهم (وأنا منهم) أن حدوث خلل أو تلف في هاتين الحاستين هو الأسوأ على الإطلاق.

ولكن مع قراءتك للكتاب ستكتشف أن خلل طفيف فقط يمكن أن يحدث في العضو المسؤول عن الحاسة (أي حاسة مهما قللت من أهميتها) أو مجرد حتى خلل في الآلية التي تعمل بها يمكن أن يغير حياتك 180 درجة، ويحدد بالطبع الطريقة التي ترى بها العالم وتتواصل بها معه ومع من حولك.

▪️ إفادة الكتاب في رأيي هو أنه توعوي. تعمق أكثر في التعريف بالحواس وعلاقتها برؤيتنا للعالم ،علاقة حواسنا بمشاعرنا ، ومحاولة تعرفينا على الجزء الأكثر إبهارًا والأكثر غموضًا في الجسم البشري "المخ".

سبحان الله في خلقه.. عصب بسيط يتحرك قليلا أو يتم الضغط عليه قليلا يمكن أن يحيل حياتك لجحيم!

اختلاف آليه عمل الحواس عن الطبيعي يؤثر على إدراكك وفهمك وتعاملاتك وشخصيتك.

ويمكن لخلل بسيط أو تغيير في چينوم أن يجعلك ترى العالم بصورة مختلفة كالرجل الذي يتذوق الكلمات أو كمن لا يشعر بالألم مطلقًا أو كمن ترى نغمات الموسيقى بالألوان.

▪️ الكتاب له جانب فلسفي ويجعلك تتساءل عن ماهية مانراه ؟ أيهما العالم الحقيقي؟ ما يراه الأغلبية أم ما يراه القلة بشكل مختلف؟

من يُحرم من حاسة ما، بعد ما خبرها في جزء من حياته يرى العالم بطريقة مختلفة عمن وُلد فاقدًا لها.. رؤيتهم لحياتهم بدون هذة الحاسة مختلف وتعاملهم وتأقلمهم على الحياة بدونها مختلف أيضًا.

يجعلك تتساءل هل يمكن أن تشعر حقًا بمعاناتهم؟

المهم أن هذا الكتاب يقربك خطوة من التعاطف مع المعاناة التي لن تفهمها بالضرورة دائمًا ،ومع عدم الاستخفاف بألام الناس مهما بدت في نظرك بسيطة وتافهة.

▪️ كانت قراءة مُختلفة. مؤلمة ولكنها جميلة في نفس الوقت.

الكاتب أسلوبه جميل ورغم أن الكتاب في معظمه علمي لكنه بسيط وليس معقد للمهتم بهذة الأمور.

الترجمة والشروحات كانت أكثر من ممتازة ♥️

كانت قراءة مُشتركة موفقة وبها الكثير والكثير من الندب 😂

تقييم الترجمة: ⭐⭐⭐⭐⭐

- الكتب العلمية بشكل عام - والطبية بشكل خاص - تحتاج الى متخصص فى المجال موضوع الترجمة. هذا يضمن لك تفسير المصطلحات والحالات بلغة تستطيع فهمها وبطريقة مبسطة نوعاً تمكنك من استيعاب المضمون المقدم.

- الكاتب هو استشاري طب الأعصاب فى لندن وكذلك المترجمة طبيبة مخ وأعصاب. هنا حدث التوافق الذي اشرت اليه في النقطة السابقة.

- المترجمة قدمت الكتاب بطريقة متميزة ، فسرت الأمور والحالات الطبية بشكل مفهوم بدرجة كبيرة. بالنسبة للقارىء العادي قد تجد شىء من الصعوبة في فهم بعض الأمور الطبية التي تم شرحها فى الكتاب لكن اطمئن لن تشعر بانك تائه فالمترجمة قدمت الكثير جداً من الحواشي ( الهوامش ) - وأيضاً هناك فصل خاص بالمصطلحات في نهاية الكتاب - التي فسرت فيها الكثير والكثير مما قد لا يستطيع القارىء العادي فهمه. باختصار ستفهم الحالة الطبية محل الشرح بشكل كبير وستتفاعل وتتعاطف معها أيضاً.

- المترجمة كان لي تجربة سابقة معها في مجموعة قصصية للاڤكرافت - المعروف بصعوبة وتعقيد كتاباته - بعنوان ( متحف الغرائب ) وابلت بلاءاً حسناً وكانت على قدر المسئولية.

-------------------------

مقدمه:

- كما ذكرت من قبل هذه النوعية من الكتب لا اقوم بتقييمها على غرار الروايات والمجموعات القصصية. نحن في النهاية امام كتاب يقدم لنا حقائق مثبتة علمياً نحاول ان نستفيد منها بشكل او بأخر وان نتعرف على خبايا فى مجالات علمية لا نعرف عنها شيئاً بطبيعة الحال كوننا غير متخصصين فيها وهذا هو الهدف من هذه الكتب فى نهاية الأمر.

-------------------------

رحلتي مع الكتاب:

- « تبدأ كل معرفتنا عند الحواس، ثم تنتقل إلى حيز الفهم، وتنتهي بالعقل. ». إيمانويل كانط.

هذا هو ملخص الكتاب بشكل عام. ادراكنا للعالم المحيط بنا معقد جداً بشكل غريب ستفهمه بعد قراءة الكتاب. حواسك وجهازك العصبي ومخك يشكلون شبكة معقدة حتى تصل لك الصورة والصوت والرائحة والتذوق والاحساس بالموجودات بالطريقة التى نعرفها جميعاً. ماذا لو حدث خلل ولو بسيط في اي نقطة داخل هذه الشبكة ؟ ستكون النتائج والعواقب وخيمة رغم تفاهة هذا الخلل في بعض الأحيان.

- الكتاب يناقش الحواس الخمسة المعروفة لكن من منظور مختلف. حالات طبية نادرة لديها خلل ما فى هذه الحواس ادت الى ادراكهم للعالم المحيط بهم بشكل مغاير تماماً لما يشعر به الأشخاص الأصحاء.

- حالات لا تملك حاسة الأحساس بالألم ولا تشعر انها اصيبت فى موضع ما من جسدها ، حالات لديها خلل في حاسة الشم واخرى فاقدة للحاسة من الأساس ، حالات نادرة لضعف البصر او فقدانه تسبب رؤية لأشكال ومجسمات غريبة ، حالات تعاني من سماع اصوات حدقة اعينهم وهي تتحرك فى محجريها ، حالات فقدت الاحساس باطرافها حيث تجدها ساخنة جداً فى عز الشتاء القارص مثلاً ، حالات مصابة بداء ( منيير ) تسبب لها دوار وسقوط مفاجىء دون سابق انذار وأيضاً حالة من يستطيع تذوق الكلمات على هيئة نكهات اطعمه معروفة وغيرها الكثير من الحالات الغريبة والنادرة لكن كلها تم اثباتها علمياً بكل تأكيد.

- القصص غاية فى الألم رغم ما قد يبدو ان لصاحبها قدرة خارقة ما لكنها فى حقيقة الامر جحيم مستعر لا يشعر به الا من يعانيه. قصص تدعوك للتأمل في حالك وان تحمد الله على نعمته عليك بانك شخص عادي جداً. العادية فى هذه الامور هي قمة التميز والكمال بشكل ما بكل تأكيد.

- فى خاتمة الكتاب تحدث الاستشاري عن حالته الصحية وبعض المشاكل التي يعاني منها هو الاخر ليوصل لك رسالة ان الاطباء ليسوا آلهه بلا نواقص كما يفكر الكثير من الناس وأيضاً ان الطب رغم ما وصل له من تقدم الا انه ما زال يقف عاجزاً امام العديد من الأمور الغامضة داخل الجسم البشري و على الأخص المخ والجهاز العصبي وبالتالي لا علاج يقدمه للعديد من الأمراض والمتلازمات التي يعاني منها العديد من الناس على سطح الأرض ، ويكمن الحل في تعايش المريض معها والتفاف الطب حولها بطرق علاجية غير مباشرة تساعد على تهدئة الامور ريثما يظهر علاج شاف في الأفق يوماً ما.